حكام تَخصُّص نهب الشعوب

حكام تَخصُّص نهب الشعوب

20 ابريل 2015
نوري المالكي متهم بقضايا فساد وغسيل أموال (أرشيف/Getty)
+ الخط -

من العراق إلى اليمن، ومن مصر إلى ليبيا وسورية مروراً بتونس وغيرها من الأقطار العربية هناك قصص وحكايات عن فساد مالي لحكام يزكم الأنوف، حكايات لا تنتهي، حكايات لا تعرف أرقام الآلاف أو حتى الملايين من الدولارات، لكن تعرف فقط المليارات التي يسرقها هؤلاء الحكام الذين تخصصوا في نهب شعوبهم التي تعاني الفقر والمرض والبطالة.

في العراق، أكبر ساحة عربية للفساد منذ سقوط بغداد في العام 2003 على يد الاحتلال الأميركي والبريطاني، تعيش البلاد مأساة حقيقية، حيث يقوم حكامها الفسدة بعملية نهب منظمة لثرواتها خاصة النفطية، وكأنهم يريدون القضاء على ثروات هذه الدولة وإفقار شعبها كما قضوا على جيشها القوي في سنوات سابقة ومن خلال احتلال أجنبي.

أمس كشفت لجنة برلمانية عراقية عن مفاجآت جديدة تتعلق بفساد رئيس الحكومة السابق نور الدين المالكي وبطانته حيث أكدت أن البلاد خسرت نحو 360 مليار دولار بسبب الفساد والسرقة التي جرت خلال الفترة من عام 2006 وحتى العام 2014 وهي الفترة التي حكم فيها المالكي البلاد بمنطق الطائفية والمذهبية، وطالبت اللجنة بإحالة المالكي للقضاء بتهمة السرقة وهدر المال العام.

وقدمت اللجنة المكلفة من البرلمان العراقي بالتحقيق في فساد المالكي حقائق ومعلومات مذهلة تبين كيف مارس اللص عملية فساد منظمة ولصالح اسياده في إيران، من بين هذه المعلومات أن 60% من قيمة صادرات العراق النفطية خلال 9 سنوات، حكم فيها المالكي العراق، والبالغة نحو 550 مليار دولار جرى تحويلها لخارج البلاد عن طريق شركات وهمية وصرافات وعقب مزادات وهمية نظمها البنك المركزي العراقي.

وفى اليمن يحاول رئيسها المخلوع علي عبد الله صالح الهروب خارج البلاد مع زيادة الضغط عليه من قبل قوات التحالف والاستمتاع بثروة قيمتها 60 مليار دولار نهبها طوال فترة حكمه من العام 1978 إلى العام 2012.

وفى تونس سرق الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وعصابته 15 مليار دولار فروا بها للخارج، ولم تستطع تونس إعادة سوى النزر اليسير منها والذي لا يزيد عن 29 مليار دولار وبضعة يخوت.

وفى مصر لم يصدر القضاء حكماً واحداً يدين مبارك ونجليه رغم تعدد تهم الفساد المالي الموجهة لهما، وبالتالي من حقهما التمتع بالمليارات الموجودة في البنوك السويسرية وجزر البهاما والعقارات الأوروبية.

ويتكرر السيناريو في دول عربية أخرى يتراوح حجم أموالها المنهوبة ما بين 500 مليار دولار وتريليوني دولار.

إنه قدر الشعوب العربية مع الحكام الفسدة الذين يمتصون دماء شعوبهم ويشاركون الفقراء في لقمة عيشهم حتي وإن كانت لا تكفي سد جوع ذويهم.


اقرأ أيضاً:
لا تدَعوا اللص يهرب
حِلف المخلوع صالح واقتصاد اليمن

المساهمون