أسواق المال مطمئنة لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي

أسواق المال مطمئنة لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي

23 يونيو 2016
جانب من بورصة لندن (فرانس برس)
+ الخط -
بدا المستثمرون في لندن، صباح اليوم الخميس، مطمئنين إلى أن البريطانيين سيختارون، خلال الاستفتاء الذي يجري اليوم، أن تبقى بلادهم في الاتحاد الأوروبي.

ويأتي هذا الاطمئنان رغم أن استطلاع "يوغوف" أظهر أن نسبة التأييد للبقاء في الاتحاد الأوروبي لا تتجاوز 51%، مقابل 49% لمناصري الخروج من التكتل الأوروبي.

أما مؤشر صحيفة "فايننشال تايمز"، فقد منح احتمالات التصويت لصالح بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي 47%، مقابل 45% لصالح احتمالات المغادرة.

وستنتهي عملية التصويت الساعة 21:00 بتوقيت غرينتش، ومن المتوقع إعلان نتائج الاستفتاء في ساعة مبكرة من صباح غد الجمعة.

لكن، وكما توقع "العربي الجديد" سابقا، فإن أسواق المال صوتت، صباح اليوم، وبقوة لصالح بقاء بريطانيا في أوروبا، حيث ارتفع الجنيه الإسترليني مقترباً من 1.48 دولار، وهو أعلى مستوى له هذا العام.

وصعد مؤشر فايننشال تايمز للأسهم البريطانية 0.7%، كما صعد الجنيه الاسترليني في أسواق العملات. وزاد مؤشر "كاك 40" الفرنسي 0.5%، وداكس الألماني 0.6%.

كما صعدت الأسهم الأوروبية، صباح اليوم الخميس، مع ارتفاع أسهم شركات التعدين مدعومة بمكاسب أسعار النحاس، في حين يتوقع الكثير من المستثمرين أن تصوت بريطانيا لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي.

وارتفع الجنيه الإسترليني، اليوم، إلى أعلى مستوى له منذ بداية 2016 أمام الدولار، بعدما أظهرت أحدث استطلاعات الرأي تقدم المعسكر المؤيد لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي مع بدء التصويت في الاستفتاء على عضوية البلاد في الاتحاد.

وصعد الإسترليني 0.4% إلى 1.4770 دولار بعدما لامس 1.4847 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ بداية العام، في الوقت الذي تظهر فيه الأسعار في أسواق عقود الخيارات أن العملة البريطانية قد تهبط إلى 1.40 دولار أو أقل إذا صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، بينما قد تقفز باتجاه 1.55 دولار إذا آثرت بريطانيا البقاء في التكتل الأوروبي.

وفي طوكيو، ارتفعت الأسهم اليابانية عند الإغلاق مع توجه المستثمرين إلى تغطية مراكز مدينة قبيل الاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، والذي قد يشكل مستقبل الاقتصاد البريطاني، وكذلك مشروع التكامل الأوروبي الأوسع نطاقا.

كما قال مسؤولون حكوميون، اليوم الخميس، إن وزراء مالية دول "مجموعة السبع" سيصدرون بياناً يؤكد استعدادهم لاتخاذ جميع الخطوات الضرورية لتهدئة الأسواق إذا صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وأوضح المسؤولون، الذين لهم دراية مباشرة بالاستعدادات، لكنهم تحدثوا، شريطة عدم الكشف عن أسمائهم بسبب حساسية الموضوع، أن السلطات المالية لـ"مجموعة السبع" تتفاوض على مسودة بيان سيصدر بعد وقت قصير من اتضاح نتائج الاستفتاء، الذي سيجرى اليوم.

وكشف أحد المسؤولين أن البيان سيعيد تأكيد اتفاق بين دول "مجموعة السبع" على أن "التقلبات المفرطة والتحركات غير المنظمة للعملات هي شيء غير مرغوب فيه".

ولفت المسؤولون أنفسهم إلى أن وزير المالية الياباني، تارو أسو، قد يصدر أيضاً بياناً منفصلاً يهدف إلى منع تصويت بالموافقة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من إثارة زيادات مفرطة في سعر صرف الين.

وأضافوا أن بيان أسو سيكون مماثلاً لبيان أصدرته وزارة المالية اليابانية العام الماضي عندما قالت إنها ستراقب تحركات السوق، وستعمل عن كثب مع بنك اليابان المركزي للتعامل مع أي اضطرابات للسوق.

والبنوك المركزية الكبرى جاهزة لاستخدام الترتيبات الحالية لمبادلة العملات لتقديم سيولة طارئة للتغلب على أي نقص في التمويل بالدولار إذا جاءت نتيجة الاستفتاء لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وتراقب الأسواق العالمية بقلق نتيجة الاستفتاء، الذي ما زال من الصعب التكهن بنتيجته مع تحذير المستثمرين وصانعي السياسات من أن تصويتاً لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي قد يطلق اضطرابات في الأسواق المالية.