تصاعد التفاوت والفقر والبطالة في تونس ومصر واليمن

تصاعد التفاوت والفقر والبطالة في تونس ومصر واليمن

27 مارس 2017
+ الخط -
لم يكن عدد المعطلين عن العمل من المتخرجين الجامعيين في تونس يتجاوز ستة آلاف شخص قبل أن يرتفع هذا العدد، وفق الباحث الاقتصادي فتحي الشامخي، إلى 140 ألف شخص في عام 2010، وكان ذلك من بين الأسباب المباشرة التي ساهمت في اندلاع ثورات الربيع العربي. 

لكن اليوم تطورت هذه الظاهرة إذ ارتفع عدد هؤلاء خلال السنة الحالية إلى ما يناهز 240 ألف متعطل عن العمل.

هوّة بين الفقراء والأثرياء في تونس

ويشير الباحث في ورقة نشرها "منتدى البدائل العربي" في كتاب "الفجوات الاجتماعية والفوارق الطبقية في المنطقة العربية"، إلى ارتفاع عدد العائلات المفقرة في تونس، التي تعيش تحت عتبة الفقر، إلى 232 ألف عائلة، فيما بلغ عدد العائلات ذات الدخل المحدود 602 ألف عائلة. أي أن مجموع الفقراء، بناء على هذه الأرقام، يتجاوز أربعة ملايين شخص، أو 38% من مجموع السكان.

في المقابل، شهدت سنوات ما بعد الثورة تناميا لافتاً في عدد كبار الأغنياء، حيث تفيد التقديرات الأكثر جدية أن تونس تضم 6500 مليونير بثروة ما بين مليون و8 ملايين دولار، و70 مليارديراً بثروة تفوق 9 مليارات دولار.

مصر... التفاوت حتى في الخدمات

أما الباحثة هبة خليل من مصر، فأشارت إلى أن النصيــب الأكبر مــن الأراضي المخصصة للخدمــات الرســمية المعدة للسـكن يذهب إلى القاهــرة الكبرى التي تستفيد مــن حوالي 74% من تلك الأراضي، وهــو مــا يمثل حوالي 28 متـراً مربـعاً للفـرد، بينما نصيب الفرد فــي المحافظات الريفيــة فــي الوجـه القبلي هو 2 متر مربع للفرد فقط.

وتبــرز نفــس الظاهــرة فــي توزيــع مـوارد الطاقة، فعلــى الرغــم مــن أن الإحصاءات الرسمية تلفت إلى أن 99.5% من الأسر المصرية متصلة بشبكة الكهرباء، إلا أن الفرد في القاهرة الكبرى يحصل على حصة للاستهلاك الكهربائي المنزلي بقدرة 1708 كيلـو واط، وهــو مــا يبلــغ 3 أضعاف المتوسط على مستوى الجمهورية.


كذلك، أظهرت تقاريـر مرصـد الغـذاء المصري أن 16.4% مـن الأسر الأكثر حرماناً لـم تحصل على بطاقة تموينية للحصـول علـى الغـذاء المدعم.

وأيضاً، نســبة اتصــال الســكان فــي المناطق الريفيــة بشــبكة المجاري العامة 24.7% مقارنــة بنســبة 88% فــي المناطق الحضرية.

وبينما تزايدت معدلات الفقر بشكل عام من 25.5% في 2010/2011 إلى 27.8% في عام 2015، إلا أن الفقر يتركز في الريف.

الفقر يتسع في اليمن

أما الباحث معن دماج من اليمن، فيقول إن معدل التضخم السنوي وصل إلى حوالي 30% عام 2015 ويتوقع زايدته بصورة أكبر مع استمرار ضعف أداء المالية العامة. لقد باتت البلد على شفا مجاعة حقيقية.

إذ أعلن برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة أن نحو نصف الشعب اليمني يعاني من الجوع. وأشار البرنامج إلى أن أكثر من عشرة ملايين من سكان اليمن، البالغ عددهم نحو 25 مليوناً، يعانون إما من نقص شديد في الأمن الغذائي، أو أنهم يقتربون من الحاجة إلى المساعدات.
(العربي الجديد)

المساهمون