"قمة سوتشي"... بداية تعاون أم تدشين لغزو روسي لأفريقيا؟

"قمة سوتشي"... بداية تعاون أم تدشين لغزو روسي للسوق الأفريقي؟

16 أكتوبر 2019
بوتين ورئيس موزمبيق فيليپي نيوسي في الكرملين (Getty)
+ الخط -
يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع المقبل، أول قمة روسية أفريقية تعقد ضمن استراتيجية روسيا لغزو السوق الأفريقي والاستثمار في مشروعات التعدين والطاقة. 

وحسب وكالة "تاس" الروسية، تستضيف مدينة سوتشي الروسية يومي 23 و24 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، فعاليات المنتدى الروسي الأفريقي، بمشاركة العديد من المسؤولين ورؤساء الدول والحكومات الأفريقية وممثلين عن القطاع الخاص. وأصدر البنك المركزي الروسي 5 آلاف قطعة فضية بهذه المناسبة بقيمة اسمية قدرها 3 روبلات، وفقا لما نشرته وكالة "تاس" اليوم.

ويتضمن الوجه الأمامي للعملة شعار الدولة الروسية، أما على الوجه الخلفي فشعار القمة الروسية الأفريقية بألوان مختلفة. وينقسم وجه العملة الخلفي لقسمين، في الأعلى رسم حدود روسيا أما في الجزء السفلي فرسم للقارة الأفريقية. 

ووفقا لبيان صدر عن "روسكونغرس"، المؤسسة المسؤولة عن تنظيم الحدث الاقتصادي، فإن إحدى أهم الفعاليات خلال المنتدى جلسة حوار مكرسة لتبادل تجربة التكامل بين البلدان بعنوان "الاتحاد الاقتصادي الأورواسي - أفريقيا: اتجاهات وآفاق تطوير عمليات التكامل والتعاون".

وستعقد الجلسة في اليوم الأول من المنتدى، وسيشارك فيها رئيس مجلس إدارة اللجنة الاقتصادية الأوراسية (EEC) تيغران سركيسيان، ورئيس غرفة التجارة في روسيا سيرغي كاترين، والأمين العام لتجمع شرق أفريقيا.

وبدأت روسيا في الآونة الأخيرة وبالتعاون مع الصين ضمن استراتيجية الصراع الجاري مع واشنطن على تشكيل النظام العالمي الجديد، بانتزاع أفريقيا من أوروبا وأميركا. وتحتوي أفريقيا على 30% من الموارد الطبيعية في العالم و%60 من المياه العذبة والمعادن في العالم. وهذا الحجم من الموارد يتناسب مع استراتيجية بوتين الرامية لاحتكار الطاقة والمعادن.

ويستخدم بوتين في تنفيذ هذه الاستراتيجية شركات الطاقة والتعدين الروسية ومبيعات الأسلحة وتنشط العديد من شركات الطاقة الروسية في الجزائر وأنغولا ومصر ونيجيريا.


وتنشط شركات التعدين الروسية في زيمبابوي وأنغولا والكونغو وأفريقيا الوسطى. ففي زيمبابوي، مثلاً، تقوم الشركات الروسية بالتعدين في أكبر منجم للبلاتينيوم في العالم. وفي أنغولا تقوم شركة ألروسا بتعدين الماس. وفي ناميبيا، تستخرج الشركات الروسية اليورانيوم.

وفي ليبيا، وحسب دبلوماسيين غربيين على علم باستراتيجية بوتين، فإن روسيا ترغب في استعادة الهيمنة على النفط الليبي، وتسويق معدّاتها العسكرية واحتكار عقود إعادة بناء ليبيا التي دمرتها الحرب، والتي تقدّر بمئات المليارات. وتتكامل الاستراتيجية الروسية في الاستثمار بأفريقيا مع الشركات الصينية التي سبقتها إلى القارة السمراء وتستولي الآن على أراض زراعية شاسعة ومشروعات تعدين وطاقة في أكثر من 10 دول أفريقية.

كما تخطط الحكومة الروسية لإنشاء قاعدة بحرية في سواحل ليبيا على البحر المتوسط. ومدت روسيا الجسور مع أطراف المعارضة الليبية، إذ زار كل من الجنرال خليفة حفتر وسيف الإسلام القذافي موسكو عدة مرات،.

المساهمون