ليبيا تخسر مليار دولار في جلسة "إغراء "

ليبيا تخسر مليار دولار في جلسة "إغراء "

08 أكتوبر 2014
ليبيا تعاني أزمات متعددة وانفلات أمني كبير (أرشيف/getty)
+ الخط -
كشفت شهادة محام مستقل في قضية ضياع مليار دولار من أموال صندوق الثروة السيادية الليبي، لدى مصرف الاستثمار الأميركي جولدمان ساكس، أن المصرف تبنى سياسة استمالة "الموظفين السذج" في الصندوق الليبي، خلال عهد الرئيس السابق معمر القذافي، عبر رحلة ترفيه فخمة في المغرب، شهدت الإفراط في احتساء الخمور وجلب النساء ، نظير إبرام تعاقدات استثمارية مع المصرف الأميركي.

ويلاحق صندوق الثروة السيادي الليبي، وهو السلطة الليبية للاستثمارات والذي تشكل عام 2006، لإدارة العائدات النفطية للبلاد، مصرف جولدمان ساكس، أمام المحكمة العليا في لندن، بتهمة "استغلال ثقة" المسؤولين في الصندوق "الذين كانت تنقصهم الكفاءة التامة"، وأقنعهم بدخول سوق المشتقات المالية.

والمشتقات المالية، هي عبارة عن عقود مالية تشتق قيمتها من قيمة أصول حقيقية أو مالية‏، وتكون لمدة زمنية محددة وبسعر وشروط معينة، يتم تحديدها عند تحرير العقد بين طرفي البائع والمشتري‏.

وتقول "هيئة الاستثمار الليبية"، إن جولدمان ساكس، أقنع موظفي الصندوق الليبي عديمي الخبرة، بإجراء استثمارات محفوفة بالمخاطر لمصلحته حيث حقق مكاسب بنحو 350 مليار دولار، بينما فقد الصندوق أكثر من مليار دولار.

وللمفارقة، كانت النجمة السينمائية صوفيا ويلسلي زوجة نجم البوب البريطاني جيمس بلانت، طرفاً في القضية بحكم عملها بمكاتب الصندوق في لندن، حينما حدث ذلك الاستثمار المريب.

ونقل الفريق القانوني الليبي عن صوفيا قولها، إنها عندما عملت هناك، كانت قد حذرت من وجود "فريق من الأفراد العاملين الذين تبدو عليهم السذاجة بشكل واضح وليس لديهم الخبرة الاستثمارية الكافية.. وكانوا يبذلون قصارى جهدهم في مواجهة أفراد أذكياء للغاية من الطرف الآخر".

وأضافت أن أحد كبار مصرفيي جولدمان ساكس، وهو يوسف القباج كان "أحد الزوار المنتظمين" إلى مكاتب الصندوق السيادي الليبي في لندن.

لم يكن متاحاً للملأ معرفة الطبيعة الخطرة للصفقة، إلا حينما اطلعت على تفاصيلها كاثرين ماكدوجال، وهي محامية مستقل تعمل على سبيل الإعارة مع مؤسسة ألين وأوفري في لندن.
وأكدت كاثرين، التي أدلت بشهادتها أمام المحكمة العليا يوم الإثنين الماضي، حسب صحيفة الاندبندنت البريطانية، أن الموظفين الليبيين في الصندوق السيادي الاستثماري لم يكونوا يدركون أن المنتجات التي باعها لهم جولدمان ذات صبغة عالية المخاطر.

وتستطرد: "سألتهم أين كانت معايير العناية الواجبة؟ فأجابوا: "بسبب ماذا". وتابعت "الموظفون الليبيون في مكتب الصندوق الاستثماري الليبي لم يفحصوا تفاصيل الصفقة على أي مستوى لأنهم "يثقون تماما ببنك جولدمان ساكس، لا سيما كبار المصرفيين فيه، وأكثرهم أهمية يوسف القباج".

"قالوا لي إن القباج كان صديقاً مقرباً جداً إليهم. وتحدثوا لي عن الرحلة الفخمة إلى المغرب، حيث احتسوا الخمر بإفراط، وتم التقاء الفتيات في سهرات ممتعة، وكان يوسف القباج هو من سدد كل تكاليف الرحلة المعنية بواسطة بطاقة ائتمانه التجارية التابعة لجولدمان ساكس".

وتابعت الشاهدة "باختصار، لقد أصابتني صدمة كبيرة مما علمته من تفاصيل... وبدا واضحاً لي بسهولة شديدة أن جولدمان ساكس، قد استفاد ظلماً من افتقار موظفي الصندوق الاستثماري الليبي للخبرة الكافية والدراية المالية المتطورة، فضلاً عن الثقة المفرطة التي كان الموظفون يضعونها فيهم".

أما جولدمان ساكس فيدافع بأن الصندوق الاستثماري الليبي يضم فريقاً من المصرفيين ذوي الخبرة العالية جداً وأن هذه الشكاوى، تأتي بعد فوات الأوان".

المساهمون