"بوينغ" تدافع عن طائرتها "ماكس".. والكونغرس يستدعيها للاستجواب

"بوينغ" تدافع عن طائرتها "ماكس".. والكونغرس يستدعيها للاستجواب

21 مارس 2019
أعمال التدقيق في الطراز المنكوب مستمرة (Getty)
+ الخط -
انبرى مسؤولون كبار في شركة "بوينغ" للدفاع مجدداً عن طرازها المنكوب "ماكس"، فيما ازدادت الضغوط على العملاقة الأميركية باستدعائها للاستجواب في الكونغرس، واتخاذ دول قراراً بفحص سلامتها بنفسها وعدم الاكتفاء بنتائج فحوصات إدارة الطيران الاتحادية، فيما كشف زميل قبطان الطائرة الإثيوبية أن الطيار لم يتدرب على جهاز محاكاة جديد لهذه الطائرات.

صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت، اليوم الخميس، عن مسؤول تنفيذي كبير في الشركة دفاعه عن عمليات تصميم وإنتاج "ماكس 737"، وكشفه أن إصلاحات البرامج المرتبطة بواحد على الأقل من حادثي التحطم الأخيرين، ستكون جاهزة في غضون أسابيع.

نائب رئيس "بوينغ" لتسويق الطائرات التجارية، راندي تينسيث، قال إن لديه "ثقة كبيرة" في طراز "ماكس 737" والعملية التي صُمّم بها، مضيفاً: "أنا أعرف انضباط وصرامة عملية التصميم لدينا.. أعلم مدى سلامة عملية الإنتاج"، وذلك في مؤتمر صحافي موجه للمستثمرين عقده في لندن.

يأتي ذلك فيما تتصاعد الضغوط على الشركة، إذ يقوم المسؤولون الأميركيون، ومن بينهم وزارة العدل والمفتشية العامة لدى وزارة النقل، بفحص الخطوات التي اتخذتها "بوينغ" وإدارة الطيران الاتحادية الأميركية (الجهة المنظمة الرئيسية لصناعة الطائرات) لإدخال طائرات "ماكس" إلى الخدمة.

وبلغت هذه الضغوط ذروتها مع استدعاء أعضاء في مجلس الشيوخ مسؤولين تنفيذيين في الشركة للإدلاء بشهاداتهم حول تحطم الطائرتين الأخيرتين، في وقت تسعى أكبر شركة لصناعة الطائرات في العالم لإعادة طائراتها إلى الأجواء بعد أن قررت عدة جهات ودول عدم تشغيلها. 
وفيما لم يعلن موعد جلسة الاستجواب، ستكون هذه المرة الأولى التي تستدعي فيها لجنة بالكونغرس الأميركي مسؤولين من "بوينغ" لاستجوابهم بشأن تحطم طائرتين للركاب من هذا الطراز، إحداهما في إندونيسيا في أكتوبر/ تشرين الأول والثانية في إثيوبيا في 10 مارس/ آذار.

عدم كفاية تدريب الطيّارين؟

اللجنة الفرعية للطيران والفضاء بمجلس الشيوخ، ستستجوب يوم الأربعاء المقبل، مسؤولين من إدارة الطيران الاتحادية، ومن المرجح استجوابهم بشأن موافقة الإدارة على اعتماد الطائرات ماكس في مارس/ آذار 2017 من دون طلب تدريب إضافي مكثف.

واليوم الخميس، قال زميل لقائد طائرة الخطوط الإثيوبية المنكوبة، إن الطيار لم يتدرب على جهاز محاكاة جديد لطائرات بوينغ (737 ماكس 8) قبل مقتله مع 157 آخرين في حادث تحطم الطائرة.

وأضاف الطيار لرويترز أنه كان من المقرر أن يتلقى زميله الراحل، ياريد جيتاتشيو، تدريبا تنشيطيا في نهاية مارس/ آذار، بعد شهرين من حصول الخطوط الجوية الإثيوبية على واحد من أوائل أجهزة المحاكاة التي تم توزيعها.

لكن شركة الخطوط الإثيوبية أعربت عن خيبة أملها إزاء التقرير الخاطئ لصحيفة "نيويورك تايمز"، حول حادث الطائرة الأخير، والذي جاء بعنوان "الخطوط الجوية الإثيوبية لديها جهاز محاكاة 8، لكن طيار تلك الرحلة لم يتلق التدريب".

وأوضحت الخطوط الجوية الإثيوبية، في بيان، اليوم الخميس، نقلته إذاعة "فانا" المحلية، أن طياريها، أكملوا تدريباتهم بـ"بوينغ" الموصى بها.

من ناحية أخرى، أرسلت إدارة الطيران الاتحادية أمس الأربعاء، إخطارا لسلطات الطيران في العالم قالت فيه إنها تعطي أولوية لتركيب برامج طيران آلي جديدة في طائرات "بوينغ" التي تقرر إيقاف تحليقها والتدريب المتعلق بها، وفقاً لما أوردته "رويترز".

وأثار تحطم طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية هزة في قطاع الطيران العالمي وألقى بظلاله على طراز طائرات بوينغ المميز الذي كان من المفترض أن يظل نموذجيا لعقود، وخاصة بعد حادث مشابه لطائرة من نفس الطراز تابعة لشركة "ليون إير" خارج العاصمة الإندونيسية جاكرتا في أكتوبر/ تشرين الأول. وأسفر الحادثان عن مقتل 346 شخصا.

ورفعت مؤسسة تابعة لأحد ضحايا طائرة "ليون إير" دعوى أمام محكمة اتحادية في شيكاغو أمس الأربعاء، أشار فيها المدعون إلى حادث الطائرة الإثيوبية لدعم موقفهم في القضية.

وذكرت صحيفة "سياتل تايمز"، أمس، أيضاً أن مكتب التحقيقات الاتحادي سينضم إلى التحقيق المتعلق باعتماد طائرات "ماكس"، فيما لم تؤكد متحدثة باسم مكتب التحقيقات الخبر ولم تنفه.
شبكة "سي.إن.إن" نقلت عن مصادر مطلعة أن الادعاء الجنائي بوزارة العدل الأميركية، الذي يحقق كذلك في إشراف إدارة الطيران الاتحادية على بوينغ، أصدر طلبات استدعاء لمسؤولين في الشركة لمعرفة المزيد بشأن كيفية اعتماد طائرات "ماكس" وتسويقها.

في الوقت ذاته، أعلن المفتش العام في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنه سيحقق في شكوى أشارت إلى أن باتريك شاناهان، القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي والمسؤول السابق في بوينغ، قد انتهك قواعد العمل الأخلاقية بترويجه المزعوم للشركة أثناء عمله في الوزارة.

وتعهدت بوينغ بتحديث سريع لبرامجها، لكن الجهات التنظيمية في أوروبا وكندا تتخذ الآن موقفا مغايرا لما كانت تنتهجه من قبل، حين كانت تعتمد على الفحوصات الفنية التي تجريها إدارة الطيران الاتحادية، وقالت هذه الجهات إنها ستعمل الآن على التأكد بنفسها من سلامة طائرات "ماكس".

المساهمون