عراقيون يلجأون إلى تجارة الطيور هرباً من البطالة

عراقيون يلجأون إلى تجارة الطيور هرباً من البطالة

13 ديسمبر 2015
بيع طير واحد يعادل 50 ضعف الراتب (فرانس برس)
+ الخط -


صار المواطن العراقي ثائر الدراجي، خبيرا بالطيور الجارحة، فمنذ عامين تحول من محب إلى تاجر لأنواع معينة من الصقور، فهي تدر عليه ربحاً يغنيه عن راتبه المتواضع الذي يتقاضاه من دائرة التقاعد بعد خدمة بوزارة الصناعة العراقية، أفنى فيها 35 عاماً.

فيما يكفيه أن يبيع طيراً واحداً ليتقاضى أجراً يعدل 50 ضعف راتبه. ويقول الدراجي لـ "العربي الجديد" إن زبائنه كثيرون، فهو بالإضافة إلى تربيته لأنواع مختلفة من الصقور، يعمل وسيطاً بين الصيادين المحليين، والمشترين من دول مختلفة.

"ميسورو الحال زبائن دائمون، إنهم باحثون عن المتعة، ويجملون منازلهم بالطيور" يختصر نمير شاكر، الذي نجح في القضاء على معاناته من البطالة، نوعية زبائنه، فمحله الذي يتربع وسط حي سكني معروف سكانه بالثراء، يثير الزائرين ويبهرهم لحسن تنظيمه وعرض بضاعته من الطيور الفريدة.

وأضاف لـ "العربي الجديد" أن أسعار الطيور في محلي أغلى بقليل من سعرها في باقي المحال؛ فانا مسؤول عن بضاعتي، وأحترم زبائني، وأعتني بصحة الطيور، وهذا كل سر صنعتي".

وتتوسع تجارة الطيور بالعراق أكثر فأكثر؛ والسبب بحسب مختصين يرجع لرواج سوقها، وهو ما يؤكده علي سعيد، أحد تجار الطيور في العراق، حيث انفتح السوق العراقي بشكل واسع ليستوعب منذ نحو عشر سنوات أسواقاً عالمية تصدر للعراق.

ويرى مربو طيور ومتاجرون بها، كانوا يبحثون عن فرص للتوظيف في المؤسسات الحكومية، ومنهم فهد صادق، المتخرج من كلية اللغات، أن هذه المهنة من بين الفرص التي استغلها العاطلون للتكسب.

وقال لـ "العربي الجديد" إنه يزاولها منذ نحو عام، بعد أن عجز عن إيجاد وظيفة حكومية منذ تخرجه عام 2011.

"غزو محلات الطيور"، تسمية أطلقها كمران عبدالمجيد، الذي يزخر محله الواسع، وسط بغداد، بنحو مائة نوع من الطيور. يقول إن طيوره التي يصل عددها لأكثر من ألفي طير، يبلغ سعرها الإجمالي بحدود 120 ألف دولار، وأسعار المفرد منها تختلف حسب النوع، تبدأ من دولار واحد وصولاً إلى ألف وخمسمئة دولار.

وأشار في حديثه لـ "العربي الجديد" إلى أن "ازدهار سوق الطيور بالتزامن مع شبه انعدام فرص العمل شجع الشباب العاطلين على العمل للانخراط في مزاولة مهنة شراء الطيور وتربيتها والمتاجرة بها، وهو ما أدى إلى انتشار محال بيعها في الأسواق والمناطق التجارية والأحياء الشعبية".

وفي آخر تقرير لها، كشفت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في العراق أن نسبة البطالة في العراق تجاوزت الـ 25%.



اقرأ أيضاً: البطالة تقفز إلى 9% في كردستان العراق

دلالات

المساهمون