عصابات المتاجرة بالبشر الليبية تجني 1.5 مليار يورو سنوياً

عصابات المتاجرة بالبشر الليبية تجني 1.5 مليار يورو سنوياً.. وخفر السواحل متواطئون

11 اغسطس 2017
مركب مهاجرين غادر السواحل الليبية (اريس مسينيس/فرانس برس)
+ الخط -
إغراء المال وضخامة الثروة التي يحققها قراصنة اللاجئين أو عصابات "المتاجرة بالبشر"، الذين ينقلون اللاجئين من ليبيا إلى أوروبا، حولا بعض أجهزة الدولة الليبية من موظفي دولة إلى متعاونين مع هذه العصابات.

ويشير تقرير ألماني إلى أن ضعف الدولة وانتشار الفقر في ليبيا انعكسا سلباً على خفر السواحل، الذي يعاني العاملون به من تدني الأجور وضعف الرقابة والمهنية. في المقابل، يجني المهربون أرباحاً ضخمة تصل إلى أكثر من مليار ونصف المليار يورو" حوالى 1.75 مليار دولار". وبالتالي تحول تهريب المهاجرين إلى أوروبا لمجال عمل مغر في ليبيا، تشارك فيه المليشيات ورجال الشرطة وخفر السواحل. 

وحسب تقرير نشره موقع "دويتشه فيله" الألماني، اليوم الجمعة، يقدر حجم صفقات التهريب انطلاقاً من السواحل الليبية بين واحد و1.5 مليار يورو سنوياً"، كما يقول غونتر ماير الخبير في الشأن الليبي ومدير مركز البحوث حول العالم العربي في جامعة يوهانس غوتنبرغ بمدينة ماينس.

وفي وقت تعاني فيه البلاد من ضعف الموارد والفوضى السياسية، أصبح تهريب البشر أحد أهم القطاعات الاقتصادية في ليبيا، بالأخص في جنوب البلاد. وتشكل الواردات المكتسبة من عمليات التهريب نسبة 90% من إجمالي الدخل المكتسب في جنوب ليبيا التي يفد إليها المهاجرون من البلدان الأفريقية المجاورة.  

أمام هذه الظروف المادية الصعبة يتجه خفر السواحل الليبيي إلى التعاون مع "تجار التهريب" للحصول على المال بشكل سهل. وتتكون مؤسسة خفر السواحل الليبية من نحو ألف عامل، يتقاضون أجوراً زهيدة نسبياً. أي ما يعادل حوالي 500 يورو شهرياً. وفي كثير من الأحيان لا تدفع لهم أجورهم لعدة أشهر. وفي المقابل، فإن العمل في التهريب يكسبهم مبالغ طائلة، حيث  يصل حجم إيرادات أكبر السفن التي تهرب المهاجرين إلى أوروبا إلى مليون يورو للرحلة الواحدة. ويقول الخبير الألماني ماير: "ونظراً لهذا الوضع، تورط جزء كبير من رجال خفر السواحل في عملية تهريب البشر".

كما رجح الخبير ماير المتخصص في الشأن الليبي سبباً آخر لتورط خفر السواحل الليبي في تهريب اللاجئين، وهو افتقار الحكومة الليبية، التي تتلقى الدعم من الغرب للسلطة الفعلية. لذلك تعتمد على دعم مختلف المليشيات. وأضاف "هذا هو السبب لوجود صلة بين رجال خفر السواحل الليبي مع أهم المليشيات".

ويشير التقرير إلى أنه بات من الصعب التمييز في ليبيا بين رجال الخفر الرسميين وبين من يطلقون على أنفسهم هذه الصفة.
ويقول قائد مليشيا من مدينة الزاوية الغربية، والتي تقع على بعد 50 كيلومتراً عن العاصمة الليبية قرب البحر الأبيض المتوسط، لمراسل صحيفة "واشنطن بوست" إن رجاله جزء من خفر السواحل الليبي الرسمي، ولكن من غير المؤكد ما إذا كان ذلك صحيحاً أم لا رغم أنه يرتدي الزي الرسمي لخفر السواحل.  

وأضاف أنه قبل ست سنوات، كان يحارب ضد الرئيس السابق معمر القذافي، وبعد ذلك انضم ومن كان معه من المقاتلين في الحرب إلى رجال خفر السواحل الليبي. ولكن لم يستنتج مراسل الصحافية الأميركية، إن كان هؤلاء يعملون تحت مراقبة الدولة أم من تلقاء أنفسهم مما يفتح مجالاً للشك. ولكن على قوارب قائد المليشيا ورجاله، يوجد نقش باسم "خفر السواحل الليبي".

ومهمة رجال الخفر تكمن في إيصال اللاجئين، الذين يتم إنقاذهم، إلى معسكرات مخصصة للاحتجاز، بحسب قائد المليشيا، الذي أكد أن قوارب مليشياته تحصل على رسوم من المهربين للرحلة الواحدة، مقابل تسهيل مرور سفن التهريب. 




المساهمون