خراطة المعادن في مصر... مهنة عتيقة تستحدث عبر الزمن

خراطة المعادن في مصر... مهنة عتيقة تستحدث عبر الزمن

القاهرة

العربي الجديد

العربي الجديد
24 سبتمبر 2018
+ الخط -
في شوارع قري ومدن مصر، تكثر ورش خراطة المعادن، حيث يتصاعد الدخان منها، وتلتهب الأجواء من حولها، حتى يهرب المارة من أمامها تخوفا من تصاعد ذرات الحديد التي تحل محل الأكسجين.

ثماني ساعات بين ذرات الحديد وألسنة اللهب يقضيها المصري الخمسيني أحمد السيد أحمد، والعاملون معه في ورشته لـ"خراطة المعادن"، بمنطقة دار السلام بمحافظة القاهرة، التي أحبها منذ صغره رغم صعوبتها وقد تعلمها في الرابعة عشرة من عمره. 

يقول أحمد، إنه بدأ تعلم المهنة بعد انتهاء المرحلة الابتدائية في إحدى الورش بالمنطقة، وعقب العودة من العمل في السابعة مساء يتوجه إلى مركز الشباب للتمرين ولعب اللياقة البدنية وكمال أجسام.

ويشير الرجل الخمسيني، إلى أن منتجات ورش الخراطة تتنوع بين أبواب العمارات ونوافذ المنازل، وأخرى في إنتاج بعض غيارات السيارات، مشيرا إلى أنه تخصص في إنتاج الأجهزة الرياضية، لارتباطه برياضة كمال الأجسام.

ويوضح أحمد، أن فكرة التخصص جاءت عندما استورد مركز الشباب الذي يتدرب فيه بعض الأجهزة الرياضية ومنها "بار" و"دكة" وجهاز "البنش"، فقام بتصويرها والحصوله علي مقاسات كل جهاز لمحاولة تصنيعها.

ويستكمل أحمد قائلا: "نجحت بالفعل في تصنيع تلك الأجهزة الرياضية، وقدمتها للمركز كهدية، ولما أراد المركز أن يفتح له فرعا آخر طلبوا منه تصنيع بعض الأجهزة"، حتى تحولت المهنة من هواية إلى حرفة بالنسبة له، وبدأ يجهز طلبيات أخرى لمراكز شباب أخرى قريبة منه.




ويضيف، أن الإنترنت سهل عليه الاطلاع على كل ما هو جديد من الأجهزة الرياضية، وبدأ يقلد تلك الأجهزة الجديدة ويصنعها في ورشته، كما يطلع على مميزات الجهاز والهدف من استخدامه على جسم الإنسان لأن كل جهاز مخصص لعضلة محددة في الجسم، لافتا إلى أن الفرق بين المنتج المحلي والمستورد هو "الفينيش (اللمسة) النهائية" بالنسبة للمنتج الأجنبي، فالصيني "فنشه" عال لكن خامته ضعيفة وعمره قليل جدا.

وعن سعر الخامات يقول أحمد، إنه كان يبيع الجهاز بأقل من نصف ثمنه الآن، وارتفعت الأسعار بشكل جنوني من جلد ومشمع وباكو السلك والإسطوانة، "إضافة إلى ارتفاع أجرة الصنايعي".