اضطرابات الشرق الأوسط تقلق السياحة الأردنية

اضطرابات الشرق الأوسط تقلق السياحة الأردنية

14 يوليو 2015
من مدينة البتراء الأثرية في الأردن (فرانس برس)
+ الخط -
أثّرت الاضطرابات، التي تهز منطقة الشرق الأوسط، سلبا على السياحة في الأردن، حيث تراجع عدد السياح وإيرادات القطاع، وهو ما دفع عمان إلى التفكير في إطلاق حملة لوقف نزيف الخسائر وترويج الوجهة السياحية الأردنية عالميا.

وقال محمد (30 عاما)، صاحب محل لبيع الهدايا التذكارية في وسط العاصمة عمان، بحسرة وألم: "منذ ثلاثة أيام لم يدخل محلي أي سائح أجنبي".

وأضاف: "عملنا يتراجع من عام لآخر، كل سنة جديدة تكون أسوأ من سابقاتها!".

وأرجع وزير السياحة والآثار الأردني، نايف حميدي الفايز، تراجع هذا القطاع إلى عدم توفر الأسواق السياحية الرئيسية على رؤية واضحة بخصوص أوضاع الأردن، خاصة الأمنية منها.

وتابع: "هناك من يعتقد أن الأردن جزء من المشكلة، التي تجري في المنطقة، ونحن نقول ونؤكد أننا بلد آمن ومستقر، ولسنا جزءا ولا سببا للمشكلة، ولا ينبغي أن ندفع ثمن هذه المشكلة".

وسجلت عائدات قطاع السياحة في المملكة تراجعا بنسبة 15% خلال الثلث الأول من العام الجاري قياسا بالفترة نفسها من السنة الماضية.

وأوضح الفايز أن "المجموعات السياحية الأجنبية تحديدا شهدت تراجعا كبيرا هذا العام، ما انعكس على الدخل السياحي بما يقارب 15% في أول أربعة أشهر من العام الحالي مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي".

وأشار إلى أن إيرادات السياحة الأردنية انخفضلت من "1035 مليون دينار (نحو 1.4 مليار دولار) خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2014 إلى 880 مليون دينار (1.2 مليار دولار) خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2015".

وزار أكثر من 7 ملايين سائح الأردن عام 2010 قبل أن يتراجع هذا الرقم إلى 5.5 ملايين العام الماضي.

وبسبب هذا التراجع، أغلقت عشرة فنادق أبوابها في مدينة البتراء الوردية الأثرية جنوب المملكة، التي تعد مقصدا مهما للسياح الأجانب.

وأقر رئيس الوزراء الأردني، عبد الله النسور، يوم 11 أيار/مايو الماضي، بأن "السياحة الأردنية تأثرت تأثرا كبيرا بالأجواء التي حولنا"، مشيرا إلى أن "الوضع السياحي في المنطقة وصل إلى (نقطة) الصفر".

وأضاف: "إذا كان جارك العراق من الشرق، وجارتك سورية من الشمال، وجارتك فلسطين من الغرب، فأنت في أكثر منطقة ملتهبة في العالم".

ولوضع حد لنزيف هذه الخسائر، تعتزم هيئة تنشيط السياحة إطلاق حملات ترويجية من أجل جذب السياح من دول الخليج ودول آسيوية اخرى.

وقال عبد الرزاق عربيات، رئيس هيئة تنشيط السياحة إن "الهيئة وضعت خطة طوارئ للخروج من هذا الوضع".

وتابع: "ليس لدينا عصا سحرية يمكنها أن تعالج الوضع خلال أسابيع، لكننا وضعنا خطة طموحة تستهدف معظم دول الخليج من خلال حملات إعلانية وإعلامية، خصوصا في مراكز التسوق خلال شهر رمضان".

وأوضح أن "الخطة تستهدف الدخول إلى أسواق جديدة من خلال جذب السياح من الصين وكوريا الجنوبية واليابان وتركيا وماليزيا.

وأعرب عربيات عن أمله في أن "تبدأ نتائج هذه الخطة بالانعكاس على واقع قطاع السياحة اعتبارا من العام القادم".

لكن سلامة خطار، صاحب شركة "الألفية" للسياحة والسفر، رأى أن هيئة تنشيط السياحة "لا تمتلك خطة واضحة وطموحة" لتنشيط السياحة في البلاد.

وتابع: "منذ عام 2011 ولغاية اليوم نحن نخسر، تراجعت العمل بنسبة أكثر من 50%، وأصبحنا ندفع أجور موظفينا ومكاتبنا والتراخيص من جيوبنا"، ثم أضاف: "نحن نتحمل هذه الخسائر على أمل أن يكون الغد أحسن من اليوم".

وأوضح خطار، الذي تقوم شركته بجلب مجموعات سياحية من فرنسا وبلجيكا والسويد والنرويج، أن "هناك 186 شركة سياحية في المملكة جميعها تأثر بالوضع".

وبموازاة ذلك، يعمل الأردن، الذي يضم 64 مستشفى خاصا، من أجل تنشيط سياحته العلاجية.

وأفاد فوزي الحموري، رئيس جمعية المستشفيات الخاصة، بأن "الأردن أصبح الخيار الأول للمرضى الوافدين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

ونوه إلى أن "الأردن حصل على أفضل مقصد للسياحة العلاجية العام الماضي، حيث قدم قطاعه الصحي خدماته لحوالي 250 ألف مريض عربي وأجنبي".

ويعتمد اقتصاد الأردن، البالغ عدد سكانه حوالى سبعة ملايين نسمة، وتشكل الصحراء نحو 92% من مساحة أراضيه، إلى حد كبير على دخله السياحي، الذي يشكل نحو 14% من إجمالي الناتج المحلي.

وتوجد في الأردن عشرات المواقع السياحية، ولا سيما مدينة البتراء الأثرية، إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، والبحر الميت، الذي يعد أكثر مناطق العالم انخفاضا، فضلا عن مدينة جرش، التي تضم آثارا من العهدين اليوناني والروماني.

اقرأ أيضا: "فيتو" أردني على السياحة الشيعية

المساهمون