موسم التخفيضات يفشل في إنعاش سوق الملابس في مصر

موسم التخفيضات يفشل في إنعاش سوق الملابس في مصر

25 مارس 2018
أصبحت العروض لـ"الفرجة فقط" (فرانس برس)
+ الخط -
مع ارتفاع الأسعار الذي طاول كل المنتجات في السوق المصرية، إثر القرارات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة، ومنها تعويم الجنيه، سيطرت حالة من الإحباط على تجار الملابس الجاهزة‏ في مصر، بعدما راهنوا على "الأوكازيون الشتوي" لدعم مبيعاتهم.

وأفاد أصحاب محلات ملابس جاهزة استطلع "العربي الجديد" آراءهم، بأن التخفيضات هذه السنة تراوحت بين 20% إلى 40% على كافة الملابس.

ويواجه أصحاب المحلات مشاكل مالية كبيرة تهدد حياة كثير منهم بالحبس، نتيجة تراكم الملابس لديهم، ومطالبة أصحاب الشركات لهم بتسديد المستحقات المالية بعد تحرير "إيصالات أمانة" بحقهم، فضلاً عن تكاليف العمال وفواتير الكهرباء والضرائب.

ويعتبر شارع "26 يوليو" في وسط القاهرة من أشهر أسواق الملابس المختلفة، ويمتاز بانخفاض أسعاره. إلا أنه فقد هذه السمة بعد الارتفاع المستمر في أسعار كل المنتجات، وأصبحت العروض على واجهات المحلات لـ"الفرجة" فقط.

ووصل متوسط سعر الجاكيت في بعض المتاجر لـ2000 جنيه، والقميص 300 جنيه، والبنطلون ما بين 400 و500 جنيه، والكنزة ما بين 300 و550 جنيهاً، في حين يصل سعر الجاكيت النسائي إلى 1110 جنيهات وفي بعض المحلات إلى 5 آلاف جنيه، أما الجاكيت الكلاسيكي، فيصل سعره إلى 900 جنيه.

وأكد فتحي عبد العزيز، صاحب محل ملابس في وسط القاهرة، أن الديون المتراكمة تهدد أصحاب المحلات بالحبس نتيجة الركود في عمليات البيع.

وقال علي عبد العاطي (صاحب محل ملابس): "كنا ننتظر موسم "الأوكازيون" بفارغ الصبر لإنهاء حالة الركود في المبيعات، إلا أن ارتفاع الأسعار 40% هذا العام مقارنة بمستوياتها خلال العام الماضي، أثر بشكل واضح على المبيعات".

وأَضاف بالعامية المصرية: "إحنا بقالنا 3 مواسم مش عارفين نشتغل بسبب الأسعار اللي كل يوم تزيد عن اليوم اللي قبله، والزبون دلوقتي بيدخل علينا بيكون عايز يعيّط (يبكي) وهو بيشتري".

ولفت محمد الضوى، وهو أحد أصحاب المحلات، إلى "أننا تعودنا على هذه الأزمات، وبعنا الغالي والنفيس لسداد ديوننا"، مشيراً إلى أن "محلات وسط البلد بالقاهرة تغيّر حالها إلى الأسوأ. توقع الجميع أن يكون هذا الموسم مثل سابقه، كما هناك توقعات بأن المواسم المقبلة ستكون أصعب في ظل هذه الأسعار الملتهبة".

وقال أحمد سالم (صاحب محل)، إن "أسعار الملابس المرتفعة سببها التزام صاحب المحل بدفع إيجار يصل لعدة آلاف من الجنيهات، إلى جانب فاتورة الكهرباء والمياه، وغيرها من مستلزمات شراء الملابس من كبار التجار الذين يحتكرون النشاط".

وأشار إلى أن كل هذه المطالبات تأتي في ظل ضعف حركة البيع والشراء، لافتاً إلى أن عدداً كبيراً من مصانع الملابس الجاهزة أغلقت بسبب ارتفاع سعر المواد الخام.

وأوضح رئيس الشعبة العامة للملابس بالغرفة التجارية يحيي زنانيري، أن "الأوكازيون الشتوي فشل في تحريك سوق الملابس بصفة عامة داخل كافة المحافظات المصرية، كما فشل في تصريف الراكد من الملابس الشتوية التي تقدر قيمتها بأكثر من 6 مليارات جنيه".

وأكد أن "وضع السوق سيئ للغاية، ونسبة الركود مرتفعة جداً"، رادّاً أسباب الركود إلى ضعف القوة الشرائية للمواطنين في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية للأسر المصرية، وارتفاع الأسعار عقب قرار تعويم الجنيه.

وعن حجم السلع المعروضة هذا العام في المحال، قال زنانيري إنها "قليلة مقارنة بالأعوام الماضية، نظراً لخوف أصحاب المحال من التعرض لخسائر فادحة في حال الركود".

المساهمون