ثورة السيارات الكهربائية تدفع الشركات إلى التقارب

ثورة السيارات الكهربائية تدفع الشركات إلى التقارب

27 مايو 2019
+ الخط -
يندرج مشروع الدمج بين شركة رينو ومجموعة فيات كرايسلر ضمن سباق مهم تمليه الثورة الكهربائية والاستثمارات الضخمة التي تفرضها على شركات صناعة السيارات.

وقال فلافيان نوفي، مدير "ابوزرفاتوار سيتيليم" لـ"فرانس برس"، إن "ما يغير المعطيات اليوم بشكل أساسي هو تطور النظم، خصوصا في أوروبا مع الالتزام شبه التام بالقيام بالكثير مع السيارات الكهربائية".

واعتبارا من العام المقبل، سيتعين على الشركات المصنعة أن تضع إعلانا على السيارات الجديدة المباعة في أوروبا يفيد بأن متوسط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تبلغ أقل من 95 غراما لكل كيلومتر.

لكن أولر هيرميس كشف في دراسة أخيراً، أن "هذا يشكل تحديا كبيرا" كونه سيجبرهم على "تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 20% بين عامي 2019 و 2020، بينما استغرق الأمر 10 سنوات لخفضها بنسبة 25%".
كما أن الضغوط لن تكون أقل في السنوات التالية، بسبب تطبيق تخفيض إضافي نسبته 37.5% في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030.

وكي تتمكن من الاستمرار في بيع السيارات، سيتعين على الشركات المصنعة إطلاق العديد من الطرازات الهجينة الجديدة (بنزين وكهرباء) وخصوصا الكهربائية بنسبة 100%.

من جهته، قال لوران بيتيزون، خبير السيارات في "أليكس بارتنرز"، إن "الشركات المصنعة استثمرت 25 مليار يورو في تصنيع سيارات تسير بواسطة الكهرباء خلال الاعوام الثمانية الماضية، وستكون 10 مرات أكثر مع 250 مليارا في السنوات الثماني المقبلة".

وأضاف نوفي: "بالنظر إلى الاستثمارات والقفزات التكنولوجية التي يتعين القيام بها، لا يوجد خيار آخر، يجب الوصول إلى حجم مهم".

كلما ازدادت الأحجام، انخفضت التكاليف وبات تأثير مصاريف الابتكار على الربحية أقل. وفي أوروبا، كانت شركة جنرال موتورز الأميركية التي باعت أقل من مليون سيارة مع شركة أوبل وتكبدت خسائر طوال عشرين عاما، فضلت الانسحاب صيف عام 2017 وبيع شركتها الشقيقة الى مجموعة "بي.اس.ايه" الفرنسية بدلاً من ضخ الأموال مجددا.
وتواجه فيات كرايسلر أيضًا أوضاعا صعبة مع سيارات قديمة ونقص الاستثمار في الكهرباء. وسيشكل التحالف مع شركة رينو الرائدة في هذه التقنيات في أوروبا مؤشرا جيدا بالنسبة لها.

اندماج أو شراكات

قال نوفي إن شركات صناعة السيارات تواجه آفاقا أضعف بكثير في الأسواق العالمية. وأضاف "لن يكون النمو ديناميكيا في صناعة السيارات خلال السنوات القليلة المقبلة. فالسوق الأميركية مشبعة كما أن السوق الأوروبية في مرحلة أعلى في حين تسجل السوق الصينية عودة" منذ صيف 2018.

من جهته، قال فرديناند دودنهوفر، مدير مركز أبحاث السيارات، ومقره ألمانيا إن "عالم السيارات يتغير بشكل كبير اليوم".

أضاف أن بين التحديات "المصاريف المرتفعة في تصنيع سيارات تعمل بالكهرباء، وضعف أسواق السيارات، مع رئيس أميركي لا يمكن التنبؤ بافعاله" يغذي التوتر التجاري على المستوى الدولي. وتابع أن "عمليات الدمج والتعاون باتت حديث الساعة".

ليس لدى شركتي فولكسفاغن أو تويوتا وهما الكبريان عالميا، (باعت كل منهما نحو 10.6 ملايين سيارة العام الماضي)، أو جنرال موتورز (نحو 8 ملايين سيارة) ما يشكل قلقا.

وكذلك الحال بالنسبة لشركة هيونداي الكورية (مع كيا) التي باعت 7.4 ملايين سيارة العام الماضي.

تواجه فورد التي تبيع حوالى 6 ملايين سيارة سنويًا، صعوبة كبيرة في أوروبا حيث تبيع نحو مليون سيارة فقط.

مع الدمج بين فيات كرايسلر ورينو، "ستزداد الضغوط" على الشركة الأميركية، كما يعتقد دودنهوفر.
تبدو مجموعة "بي.إس.ايه" التي ترغب في الشراكة مع فيات كرايسلر أيضا "صغيرة" مع بيع أقل من 4 ملايين سيارة.

ومع ذلك، فإن إدارة المجموعة التي تعلن عن ربحية هي بين الأعلى في القطاع، لا ترى حاجة ملحة في التفاوض حول الدمج. وقال متحدث باسمها "إذا ظهرت فرصة ما، فسنتولى دراستها".

أكد نوفي أن عمليات الدمج في صناعة السيارات "من الصعب أن تنجح بشكل دائم" موضحا ان بعض الشركات يمكن أن تكون راغبة في التعاون في أنشطة معينة، مع الحفاظ على استقلاليتها.

وتوصلت فورد مؤخرا إلى اتفاق مع فولكسفاغن لإنتاج شاحنات صغيرة وعربات بيك آب مشتركة. كما تضافرت جهود "بي ام دبليو" و"ديملر" في السيارات الذاتية الحركة وخدمات التنقل.

وقبل الأزمة الناجمة عن القبض على رئيسها السابق كارلوس غصن، كان تحالف رينو نيسان يشكل نجاحا للتعاون الذي حصل بين الطرفين دون عملية دمج.

(فرانس برس)

ذات صلة

الصورة
2024-maserati-granturismo-exterior

اقتصاد

تهيمن السيارات الكهربائية وسيارات الدفع الرباعي على لائحة أعدها موقع "موتور1" للسيارات الأعلى تقييماً لعام 2023، ومن بينها بعض النماذج الكهربائية الجادة التي ستصل إلى السوق خلال الربع الثالث من العام الجاري.
الصورة

اقتصاد

أحدثت المركبات الكهربائية ثورة في عالم يكتسب فيه النقل المستدام مكانة بارزة. ومع أن هذا نوعها أصبح مشهداً مألوفاً على الطرق، ثمة خيارات أخرى مثيرة للاهتمام توفر مستوى جديداً من هذا التطوّر. لكن لماذا تعتبر هذه المركبات هي الأفضل؟ إليك الأسباب.
الصورة
مصنع للدراجات الكهربائية في ألمانيا (Getty)

اقتصاد

أعلنت إيران اكتشاف مخزون ضخم من الليثيوم، وهو مكوّن أساسي لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية، بحسب وسائل إعلام رسمية.
الصورة

اقتصاد

أظهر مسح سنوي لأفضل شركات صناعة السيارات أن "بورشه" تصدرت قائمة العشر الأوائل لسنة 2022، بينما حلت "تسلا" ثانية قبل "كيا" و"بيجو" و"هوندا"، بينما تذيّلت "تويوتا" اللائحة لتأتي في الموقع العاشر. إليك تفاصيل التصنيف الجديد في هذا التقرير.

المساهمون