سورية: تصدير الأغنام يرفع أسعار اللحوم

سورية: السماح بتصدير الأغنام يرفع أسعار اللحوم

28 اغسطس 2017
ارتفاع أسعار اللحوم مع اقتراب عيد الأضحى(فرانس برس)
+ الخط -


ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق السورية، بالتزامن مع اقتراب عيد الأضحى وعودة السماح بتصدير الأغنام السورية، لتسجل رقماً قياسياً هو الأول بتاريخ سورية بعد أن وصل كيلو لحم الخروف 8 آلاف ليرة سورية في أسواق العاصمة دمشق.

وسمحت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية، بحكومة بشار الأسد الأسبوع الفائت، باستيراد 500 ألف رأس من ذكور أغنام العواس للذبح المباشر خلال أربعة أشهر لتغطية حاجة السوق المحلي من هذه اللحوم.

واشترطت الوزارة خلال القرار الذي اطلع عليه "العربي الجديد" الحصول على موافقة وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي المسبقة قبل التصدير، وسمح القرار ذاته بتصدير ذكور الأغنام والماعز الجبلي وبما لا يزيد على 150 ألف رأس، ما يعني استيراد ثلاثة رؤوس غنم مقابل تصدير رأس غنم واحد تقريباً.

ويقول تاجر الأغنام، رضوان محمد من ريف دمشق: ارتفعت أسعار اللحوم كانعكاس مباشر لقرار التصدير بأكثر من 15% خلال أسبوع، ووصل سعر كيلو الخروف الحي لنحو ألفي ليرة في سوق الأغنام، متوقعاً ارتفاع السعر كلما اقترب عيد الأضحى.

ويضيف محمد خلال اتصال مع "العربي الجديد" تعدى سعر كيلو لحم الغنم "هبرة مقشورة" ولأول مرة بسورية، 8 آلاف ليرة، وارتفع بالمقابل سعر لحم "النعاج والفطائم" بعد التغاضي عن ذبحها لنحو 5500 ليرة، وتعدى سعر كيلو البقر 4500 ليرة سورية.

ويلفت تاجر الأغنام السوري إلى أن قرار السماح باستيراد الأغنام، موجود أصلاً ولم يكن الاستيراد ممنوعاً، لكن ربطه بالتصدير هو الجديد، مشيراً إلى أن القرار لم يحدد البلدان التي سيتم الاستيراد منها.

وتتعدد بحسب مختصين، أسباب ارتفاع أسعار اللحوم في سورية، إلا أن ثمة إجماعاً على أن قرار السماح بالتصدير أخيراً، ساهم بزيادة الأسعار لتصل إلى نحو 9 آلاف ليرة ببعض أحياء دمشق، كما ارتفعت أسعار اللحوم بالمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، شمالي غرب سورية، إلى نحو 4500 ليرة، بسبب تقنين تركيا تصدير اللحوم للداخل السوري، بعد أن أوقفتها لأسبوع مطلع الشهر الجاري.

وينسب المهندس الزراعي أكرم الدويل أسباب ارتفاع أسعار اللحوم إلى أمرين، الأول عودة حكومة بشار الأسد أخيراً بالسماح بتصدير الأغنام، إلى دول الخليج العربي، وخاصة السعودية في موسم الحج، والسبب الثاني اقتراب عيد الأضحى المبارك وزيادة إقبال السوريين على شراء الأضاحي.

وحول ربط وزارة الاقتصاد بحكومة بشار الأسد التصدير بالاستيراد، بل ووصول السماح بالاستيراد لنحو ثلاثة أضعاف التصدير، يبيّن المهندس دويل من ريف مدينة حماة السورية لـ"العربي الجديد": هذه خدعة اعتمدتها الوزارة من خلال الترويج لسماحها باستيراد 500 ألف رأس غنم شريطة الذبح المباشر، مقابل السماح بتصدير 150 ألف رأس غنم من العواس السوري، لأن الاستيراد لم يتوقف أو يكن ممنوعاً.

ويضيف، كلف الاستيراد بالدولار وأجور النقل والجمارك سيوصل سعر لحم الغنم المستورد إلى أعلى مما هو عليه بسورية، كما أن الدول المجاورة غير منتجة للأغنام، عدا تركيا المقطوعة العلاقات الاقتصادية معها، كما أن الاستيراد من دول آسيوية بعيدة سيزيد تكاليف الاستيراد عبر النقل، لذا رأينا التوجه إلى استيراد الأبقار ولحم الجواميس والعجول، وهي أول مرة تسمح بها سورية بشكل رسمي.

بدوره، رأى الاقتصادي السوري، صلاح يوسف أن هدف قرار وزارة الاقتصاد بعودة تصدير الأغنام السورية العواس، رغم تراجع أعدادها لنصف ما كانت عليه قبل الثورة، يهدف لجلب النقد الأجنبي أولاً، ويحقق رغبات التجار القلائل المسموح لهم بالتصدير ثانياً.

وتوقع يوسف خلال تصريحه لـ"العربي الجديد" أن يرفع القرار أسعار لحم الخراف السورية إلى 12 ألف ليرة سورية للكيلو غرام مع حلول العيد، ما يعني بنظره عدم قدرة المواطن السوري على شرائه، إذ لا يتعدى دخل المواطن السوري 40 ألف ليرة "نحو 75 دولاراً".

ويشير الاقتصادي يوسف إلى أن حكومة بشار الأسد، سمحت أخيراً باستيراد لحم الجاموس ولأول مرة من الهند، كما ستصل سورية نهاية الشهر الجاري أبقار مستوردة من ألمانيا، في خطوة هي الأولى منذ 30 سنة، ما يدلل على النقص الشديد بمادة اللحوم في سورية، بعد تدهور القطعان نتيجة الحرب والتهريب وارتفاع تكاليف التربية، إلى أكثر من النصف.

وفي مؤشر على تراجع استهلاك اللحوم بدمشق التي يقطنها اليوم زهاء 6 ملايين سوري، بسبب غلاء الأسعار وتراجع دخل السوريين، كشف مدير الشؤون الصحية في محافظة دمشق، ماهر ريا أن عدد الذبائح التي ذبحت ووزعت في دمشق خلال النصف الأول من العام الحالي بلغت 88564 ذبيحة، منها 78 ألف ذبيحة من الأغنام وخمسة آلاف ذبيحة من الماعز و58 جملاً وأكثر من 3 آلاف ذبيحة من الأبقار، بمتوسط إجمالي تقارب 5 ملايين كيلوغرام، وهي كمية توازي نصف استهلاك سكان دمشق خلال ستة أشهر قبل الثورة، رغم أن عدد قاطني العاصمة السورية، لا يتجاوز 3 ملايين نسمة عام 2011 ، كما قال الاقتصادي صلاح يوسف.



(الدولار= 535 ليرة تقريبا)



دلالات

المساهمون