اتفاق الدوحة.. مهمة صعبة

اتفاق الدوحة.. مهمة صعبة

15 ابريل 2016
أسواق النفط تترقب نتائج اجتماع الدوحة (Getty)
+ الخط -

تترقب كل دول العالم الاجتماع الذي سيُعقد في العاصمة القطرية الدوحة، الأحد القادم، ويشارك فيه كبار المنتجين للنفط من داخل منظمة أوبك وخارجها.

ويعد هذا الاجتماع واحدا من أخطر الاجتماعات التي يشارك فيها كبار المنتجين، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها هؤلاء، والتي دفعت بعضهم إلى الاقتراض الخارجي وتطبيق خطط تقشف حادة ورفع الأسعار. 

ورغم أن البعض سارع وأكد أن مهمة اجتماع الدوحة باتت سهلة مع إعلان كل من روسيا والسعودية، أكبر منتجين للنفط بكميات تتجاوز 20% من الإنتاج العالمي، عن التوصل إلى توافق على تثبيت مستوى الإنتاج، إلا أن هذه التوقعات ليست بالسهولة التي يتخيلها هؤلاء، والدليل استمرار المفاوضات الماراثونية التي شهدتها عواصم عربية وعالمية، خلال الأيام الماضية، بهدف الوصول إلى توافق بين المنتجين على استقرار أسعار النفط وتثبيت الإنتاج.

اجتماع الدوحة يواجه عدة عقبات قد تنسف هدفه قبل أن يعقد، ومن أبرز هذه العقبات:

• مقاومة بعض الدول الكبرى المستهلكة للنفط أي اتفاق من شأنه زيادة أسعار النفط، لأن هذا سيزيد الأعباء المالية على اقتصادياتها ومواطنيها، مع الإشارة هنا إلى أن معظم الاقتصاديات الغربية استفادت من تهاوي أسعار النفط منذ منتصف 2014، خاصة على مستوى زيادة معل النمو، والحد من البطالة وتحريك الاقتصاد.

• يجري الحديث هنا عن أن الولايات المتحدة تسعى إلى عرقلة اتفاق بين الدول المنتجة للنفط الأعضاء في منظمة أوبك وغير الأعضاء، لجلب الاستقرار إلى الأسواق، وهو ما أكده الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، قبل أيام، والذي اتهم واشنطن بممارسة ضغوط شديدة لمنع التوصل إلى اتفاق.

• إعلان وسائل إعلام إيرانية أن وزير النفط، بيجن زنغنه، لن يحضر اجتماع الدوحة، وهو ما يفتح الباب أمام احتمالات عدم التزام طهران بأية اتفاقات قد يتم الاتفاق عليها في الدوحة، الأحد، وأنها تريد العودة إلى مستويات إنتاجها قبل فرض العقوبات التي كانت أعلى بكثير.

• توقعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الأربعاء انخفاض الطلب العالمي على النفط من إنتاجها دون مستوى التوقعات السابقة في 2016، في ظل تباطؤ الاستهلاك العالمي، مما يزيد الفائض في المعروض في السوق هذا العام. وبالتالي، فإن دفع الأسعار نحو الارتفاع بات محل شك، لأنه في حاجة إلى خفض الإنتاج، وليس فقط تثبيت الإنتاج.

إزاء كل هذه العقبات، خرجت علينا وكالة الطاقة الدولية، أمس الخميس، لتقول إن اتفاقا لتثبيت إنتاج النفط في اجتماع الدوحة سيكون محدود الأثر على المعروض العالمي، وإنه من غير المرجح أن تستعيد الأسواق توازنها قبل 2017.