كثرة القتلى ترفع أسعار المقابر في العراق

كثرة القتلى ترفع أسعار المقابر في العراق

22 يونيو 2016
مقبرة في العراق (فرانس برس)
+ الخط -
ملأت رحى الحرب الدائرة في مناطق مختلفة بالعراق مقابر البلاد بجثث القتلى القادمين من أرض المعركة كل يوم دون توقف منذ عامين ونصف العام تقريباً، فلم تعد المقابر تتسع لأعداد أخرى من جثث القتلى، ما أدى إلى ارتفاع أسعار أراضي المقابر بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، حسب تجار أراضٍ وعقارات لـ"العربي الجديد". وحظي وسط وجنوب البلاد بأعلى معدلات الارتفاع في أسعار المقابر وفقاً للتجار.
وفي هذا السياق، قال تاجر عقارات وأراضٍ، عباس النجفي، لـ"العربي الجديد"، إن مقبرة النجف التي تعتبر أكبر مقبرة في العراق وتعرف بـ "وادي السلام" لم تعد تتسع لدفن جثث جديدة للموتى، خاصة الأعداد الكبيرة التي تصل يومياً من أرض المعركة لقتلى الجيش والمليشيات في الفلوجة حالياً، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الأراضي بشكل غير مسبوق".
ويوضح النجفي أن سعر المتر المربع الواحد في المناطق النائية، وصل إلى 20 دولاراً وهو مبلغ كبير مقارنة بالسنوات الماضية حيث لم يكن يتجاوز سعر المتر المربع الواحد 2.5 دولار فقط".
ولا يقتصر الأمر على مدينة النجف بل ينسحب على كافة مدن البلاد، خاصة المدن الجنوبية امتداداً إلى البصرة والفاو أقصى جنوب العراق.
ورفعت معركة الفلوجة الأخيرة التي انطلقت منذ 21 يوماً فاتورة خسائر القوات العراقية بشكل كبير في وقت تحاول فيه الوصول إلى محيط الفلوجة لاقتحام المدينة دون جدوى ما يرفع من خسائرها اليومية.
ولا يقتصر الأمر على أسعار الأراضي التي خصصت مؤخراً كمدافن للموتى بل شمل ذلك ارتفاع أسعار التوابيت الخشبية بشكل ملحوظ بسبب زيادة الطلب عليها من قبل وزارة الدفاع العراقية ومليشيات الحشد الشعبي والأهالي أنفسهم بشكل يومي.
ووجد من يعملون في مهنة دفن الموتى فرصتهم خلال المعارك، ولم يعودوا قادرين على العمل بمفردهم بسبب الإقبال عليهم، ما دفعهم لتشغيل عمال جدد لتكون عملية الحفر والدفن أسرع، كما يقول "الحانوتي" حيدر النجفي، لـ"العربي الجديد"، مبيناً " مقابر الجنوب وخاصة مقبرة النجف تستقبل يومياً نحو 100 جثة من قتلى المعارك وليس شرطاً أن يكونوا من أهالي النجف لأن الناس تدفنهم في مقبرة النجف التي تعرف بمقبرة وادي السلام للتبرك ما يجعل الضغط عليها كبيراً".
ويتابع النجفي "لم تعد المقبرة تتسع ولا حتى مقابر باقي المحافظات الجنوبية، ولا بد من تحديد أراضٍ واسعة لتخصيصها كمقابر، مشيراً إلى ارتفاع أسعار الأراضي إلى حوالي عشرة أضعاف سعرها السابق في بعض المناطق".