خطر "داعش" يُرعب رجال أعمال الشرق الأوسط

خطر "داعش" يُرعب رجال أعمال الشرق الأوسط

24 مايو 2015
جانب من نقاشات رجال الأعمال في منتدى "دافوس"(أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

لم يتلقّ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، دعوة لحضور مؤتمر دافوس الذي يشارك فيه سنوياً مئات من كبار رجال الأعمال في الشرق الأوسط، وانتهى أمس في الأردن، لكن كان للتنظيم المتشدد حضور واضح في المناقشات التي جرت بين صنّاع الثروة في المنطقة.

ويأتي المؤتمر، الذي يعد واحداً من أبرز الاجتماعات السنوية في المنطقة، في وقت تنامت فيه مشاعر القلق خشية أن يفسد توسع الدولة الإسلامية، خاصة داخل سورية والعراق، الجهود الرامية إلى تعزيز التجارة والاستثمارات في الشرق الأوسط.

وعقد المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، "دافوس"، في منطقة منتجعات

على شواطئ البحر الميت بالأردن وناقش كيفية التعامل مع الشركات المبتدئة وإلحاق مزيد من الناس بالقطاع المصرفي الرسمي وإدارة النمو الحضري.

وخلال فعاليات المنتدى المسائية، أجرى المديرون التنفيذيون اتصالات وتناولوا المشروبات في شرفات تطل على البحر الميت، لكن توسع الدولة الإسلامية في سورية والعراق لم يكن قط بعيداً عن أحاديثهم.

وفي اليوم الثاني، استعرض رجال الأعمال خريطة تظهر الأراضي المتزايدة التي استولى عليها تنظيم الدولة الإسلامية وصبغت باللون البني.

ونقلت وكالة "رويترز"، عن العضو المنتدب لشركة الاستثمار المصرية القلعة القابضة، هشام الخازندار: "نحن هنا وعلى بعد 200 كيلومتر أصبح البرابرة على الأبواب".

وعشية انعقاد مؤتمر دافوس، استولى مقاتلو الدولة الإسلامية على مدينة تدمر في سورية، وقبل ذلك بثلاثة أيام استولوا على مدينة الرمادي الاستراتيجية في العراق.

والمدينتان كلتاهما تبعدان مسيرة أقل من يوم بالسيارة عن المؤتمر الذي يخضع لإجراءات أمن مشددة، وأثناء الاجتماع أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن هجوم أودى بحياة 21 شخصاً في السعودية.

وحث كثير من رجال الأعمال والمديرين التنفيذيين حكومات بلادهم على بذل مزيد من الجهود لخلق فرص العمل والتوظيف للشباب الساخط الذين يستهويهم نهج المتشددين، غير أن معظم المقترحات التي طرحت كانت أفكاراً متنوعة جرّبتها الحكومات بالفعل.

وتسبّب تنظيم الدولة الإسلامية والحرب في سورية في تعطيل طرق التجارة البرية للأردن مع العراق وسورية، وخنق ذلك الآمال في ازدهار التجارة في المنطقة.

وناقشت إحدى جلسات المؤتمر خطط الأردن لتطوير قطاع السياحة، وهو مصدر رئيسي من مصادر العملة الصعبة، غير أن الدولة الإسلامية تجعل من الصعب تنفيذ تلك الخطط.

اقرأ أيضاً: سقوط الأنبار يُطبق الحصار الاقتصادي على الأردن

وقال وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، لـ"رويترز"، الشهر الماضي، إن عائدات السياحة في

الربع الأول للعام هبطت 12% عمّا كانت عليه قبل عام، مع ابتعاد بعض الزوار الأجانب متأثرين بما تتناقله الأخبار عن الدولة الإسلامية.

ونجا الأردن من الأزمة الاقتصادية بفضل مليارات الدولارات من المساعدات الأجنبية، ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يرتفع معدل نمو إجمالي الناتج المحلي هذا العام إلى 3.8% من 3.1% عام 2014.

ولم تتضرر كثيراً معظم اقتصاديات منطقة الخليج وشمال أفريقيا، وفي مصر تقول حكومتها إن الاستثمارات الأجنبية تتزايد بعد أن نفذت الحكومة إصلاحات اقتصادية.

ونجت معظم بلدان الخليج العربية من هجمات المتشددين وما زالت اقتصادياتها تنمو بخطى حثيثة، إذ تعتمد حكوماتها على احتياطياتها المالية الكبيرة في الإنفاق بسخاء، غير أن المديرين التنفيذيين قالوا إن منافع هذه السياسات قد تضيع في نهاية الأمر إذا اشتد خطر تنظيم الدولة الإسلامية ليقوّض الثقة بين المستثمرين المحليين والأجانب.

وقال وزير المالية الأردني السابق والرئيس التنفيذي الآن لشركة طموح الاستشارية ومقرها دبي، باسم عوض الله، إن الصراع السياسي يجعل مستقبل المنطقة تخيّم عليه الكآبة بصورة متزايدة.

وأشاد المسؤول الأردني بالمشروعات الاستثمارية للحكومة الأردنية، لكنه قال إنها يجب أن تبذل مزيداً من الجهد لخلق فرص عمل ووظائف عن طريق إصلاح النظام التعليمي وتيسير حصول الشركات الصغيرة على التمويل.

وحث مديرون تنفيذيون آخرون حكومات بلادهم على تخفيف القيود وإقامة شراكات مع الشركات الخاصة في المشروعات الاستثمارية وتشجيع النساء على العمل، وقد قامت الكثير من الحكومات بتجربة هذه السياسات في أنحاء المنطقة وحققت نجاحاً بدرجات متفاوتة، ولكنها تواجه عقبات بيروقراطية وفي بعض الأحيان سياسية.

وعبّر مصرفي أردني عن شعوره بخيبة الأمل لغلبة الطابع الأكاديمي على مناقشات المؤتمر، وقال: "الشرق الأوسط يحترق ونحن نتحدث عن أفكار نظرية مجردة".

 
اقرأ أيضاً: الأردن والعراق يناوران "داعش" لمد أنبوبي نفط وغاز

المساهمون