السرقات تهوي بسوق السيارات في العراق

السرقات تهوي بسوق السيارات في العراق

13 مايو 2015
سيارات تكريت تخفض الأسعار في الأسواق العراقية (أرشيف/Getty)
+ الخط -
هوت عمليات السطو، التي قامت بها مليشيات متصارعة في العراق بسوق السيارات المستعملة، حيث انخفضت أسعار المركبات، بعد أن تم إغراق الأسواق بالسيارات المسروقة، التي تباع بنصف قيمتها الحقيقية في ظل عدم وجود أوراق رسمية لها.
وقال علاء التميمي، تاجر سيارات في بغداد لـ "العربي الجديد"، إن السيارات المسروقة تباع في الأسواق بنصف سعرها الحقيقي، مشيراً إلى أن ذلك أضر بسوق السيارات بشكل كبير.
ويقول مسؤولون وتجار إن مُلّاك السيارات في مناطق الصراع شمالي وغربي العراق، كانوا ضحية عمليات السطو التي نفذتها على حد سواء مليشيات محسوبة على الحكومة العراقية، وكذلك تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، حيث تعرضت آلاف المركبات للسرقة وبيعها بأثمان بخسة سواء في مناطق سيطرة داعش أو تم إرسالها من قبل المليشيات التابعة للحكومة إلى بغداد أو محافظات جنوب العراق ذات الأغلبية الشيعية.
وقال مصدر من قيادة شرطة تكريت شمال بغداد لـ "العربي الجديد" إن آلاف السيارات في المدينة تعرضت للسرقة على يد مليشيات تابعة للحكومة العراقية، بعد أن ترك الأهالي المدينة تفادياً للصراع المسلح مع تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، "هذه السيارات تنقل إلى المحافظات الجنوبية وتباع بنصف السعر تحت مسمى الضوكة (الغنيمة)".
وبحسب قدامة التكريتي، أحد أصحاب معارض السيارات في تكريت، فإن الكثير من أصحاب المعارض في المدينة لم يكن بوسعهم نقل مئات السيارات من معارض البيع المباشر وتركوها مثل آلاف المواطنين الذين تركوا سياراتهم في منازلهم، بسبب تقطع الطرق واضطرار كثير من النازحين إلى عبور مناطق لا يمكن للسيارات عبورها.

ويبيع قادة وعناصر المليشيات الحكومية سيارات المواطنين التي نهبوها من تكريت في معارض البياع والنهضة ببغداد ومعارض كربلاء والنجف والحلة والناصرية جنوب العراق بأقل من نصف قيمتها، وفق تجار عراقيين، حيث يقوم التجار في بغداد بتقطيعها وبيعها كقطع غيار، بينما يقوم مشتريها في القرى بالمناطق بالجنوب باستخدامها في النقل وكسيارات أجرة.
وأشار التجار إلى أن سوق المليشيات تمثل في بغداد والمحافظات الجنوبية، بينما كان سوق تنظيم الدولة الإسلامية متمثلاً في مناطق شمال وغرب البلاد، حيث شهدت تجارتهم من السيارات المسلوبة رواجاً في هذه المناطق.
وبحسب عاملين في سوق السيارات فإن السيارات التي استولى عليها "داعش" تصل إلى أكثر من 15 ألف سيارة ذات الدفع الرباعي، مشيرين إلى أن التنظيم استولى على الكثير من السيارات من الدوائر الحكومية في محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك والأنبار شمال وغرب البلاد، واستفاد منها في مواجهة القوات الحكومية بالدرجة الأولى وبيعها أيضاً.
وقال عبد القادر التكريتي، أحد وجهاء مدينة تكريت لـ "العربي الجديد"، إن "المليشيات الحكومية تبيع هي أيضاً سيارات الأهالي في بغداد ومناطق الجنوب".
وبحسب تجار فإن عدم توفر التسجيل والترقيم الحكومي للسيارات المسروقة يفقد السيارة نصف قيمتها الحقيقية، فالسيارة التي كان سعرها 15 ألف دولار، تباع بنحو 7500 دولار في الأسواق.
وأشار التجار إلى أن حركة البيع والشراء تراجعت بشكل كبير في السوق الرسمية للمركبات المستعملة، جراء إغراق الأسواق بالسيارات المسروقة لتراجع أسعارها بشكل كبير، لافتين إلى أن الإقبال على السيارات المنهوبة يتركز في الماركات اليابانية، خاصة ذات الدفع الرباعي، التي تتحمل السير في المناطق الوعرة.

اقرأ أيضا: داعش يُصعّد حرب النفط مع العراق

المساهمون