مخاوف الاقتصاد العالمي تتعاظم والمصارف المركزية تخفض الفوائد

مخاوف الاقتصاد العالمي تتعاظم والمصارف المركزية تخفض الفوائد

04 مارس 2020
مسؤولا صندوق النقد والبنك الدوليين في مؤتمرهما الصحافي (Getty)
+ الخط -



تتعاظم المخاوف على أداء الاقتصاد العالمي لسنة 2020، وتذهب التوقعات نحو الأسوأ نتيجة تقويض انتشار فيروس كورونا العديد من القطاعات واقتصادات الدول، حتى أن صندوق النقد يتوقع نمواً دون مستوى 2019، وتتسع مروحة خفض الفوائد حول العالم.

في السياق، قالت المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، اليوم الأربعاء، إن الانتشار المستمر لفيروس كورونا سيخفض النمو العالمي في 2020 عن مستويات العام الماضي، مضيفة أن صندوق النقد سيعدل مجدداً بالخفض توقعاته للنمو في الأسابيع المقبلة.

وفي يناير/كانون الثاني، قدًر صندوق النقد النمو العالمي للعام 2019 عند 2.9% وللعام 2020 عند 3.3%. وفي فبراير/شباط، قال الصندوق إن تفشي فيروس كورونا سيقتطع 0.1 نقطة مئوية من النمو في 2020.

وأبلغت جورجيفا مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع رئيس مجموعة البنك الدولي، ديفيد مالباس، في واشنطن أن "النمو هذا العام سيكون أقل من مستوى العام الماضي". وقالت: "هذه المرة فإن الفترة الزمنية لانتشار الفيروس يصعب التكهن بها"، مضيفة أن فعالية إجراءات التخفيف ستلعب دورا رئيسيا في تحديد طبيعة الآثار الاقتصادية، فيما قال مالباس إن التمويل القصير الأجل حيوي أثناء الأزمة.

وأمس الثلاثاء، كان البنك الدولي أعلن تخصيص 12 مليار دولار مبدئياً لمساعدة الدول التي تعاني من الآثار الصحية والاقتصادية لتفشي فيروس كورونا الذي انتشر بسرعة من الصين إلى نحو 80 دولة. وقال مالباس إن أموراً كثيرة لا تزال غير معلومة عن الفيروس الذي ينتشر بسرعة وإن "قدراً أكبر بكثير" من المعونة قد يكون مطلوباً، لكنه أحجم عن التوضيح.

وفي تصريح منفصل، أكدت أن الصندوق سيتحرك بخطى سريعة جداً للبت في طلبات لقروض بدون فائدة أو بفائدة منخفضة من الدول التي تضررت من الانتشار السريع لفيروس كورونا. وأبلغت جورجيفا محطة تلفزيون "سي.إن.بي.سي"، أن صندوق النقد لديه 50 مليار دولار لمثل هذه المساعدات جاهزة للصرف السريع. وأكدت الحاجة إلى إجراءات منسقة وفورية من الدول حول العالم لاحتواء انتشار المرض الذي بدأ في الصين.

وقالت: "حان الوقت الآن لأن تكون هناك إجراءات احترازية جاهزة للتنفيذ إذا أصبح تفشي الفيروس أكثر شدة"، مضيفة أن الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم والعمال قد يحتاجون مساعدة إذا لم يكن بمقدورهم العودة إلى العمل.

خفض الفوائد متواصل

في غضون ذلك، لا تزال الفوائد تنخفض حول العالم حفزاً للنمو، إذ قررت لجنة عمليات السوق المفتوحة في البنك المركزي الأردني خفض أسعار الفائدة على جميع أدوات السياسة النقدية بمقدار 50 نقطة أساس اعتباراً من يوم غد الخميس.

كذلك قررت اللجنة، بحسب بيان صحافي اليوم، الإبقاء على أسعار فائدة برنامج التمويل الميسر المقدّم من البنك المركزي للقطاعات الاقتصادية دون تغيير عند 1.75% للمشاريع داخل محافظة العاصمة و1% للمشاريع في باقي المحافظات، بهدف توفير التمويل للنشاطات الإنتاجية بشروط ميسرة.


يُذكر أن البنك المركزي موّل من خلال برنامجه 1207 مشروعات بقيمة مالية بلغت نحو 819 مليون دينار، ساهمت في إيجاد نحو 11.7 ألف فرصة عمل جديدة في مختلف محافظات المملكة.

وسيستمر البنك المركزي بحسب البيان بمتابعة التطورات الاقتصادية المحلية والدولية، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على الاستقرار النقدي والمالي في الأردن.

وفي كندا، خفض البنك المركزي الكندي سعر الفائدة القياسي من 1.75% إلى 1.25% اليوم الأربعاء، في مواجهة التفشي السريع لفيروس كورونا، وقال إنه مستعد لخفض الفائدة مجدداً عند الحاجة لدعم النمو الاقتصادي.

وهذه هي المرة الأولى في 5 سنوات تقريباً التي يخفض فيها المركزي الكندي أسعار الفائدة. والمرة السابقة كانت في يوليو/تموز 2015 عندما خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس.

وتتوقع الأسواق الآن أن يخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة القياسي، الذي يبلغ حالياً -0.50%، بمقدار 10 نقاط أساس الأسبوع القادم.

وتأتي هذه الموجة بعد يوم من قيام مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي بخفض مفاجئ أمس الثلاثاء، سعر الفائدة القياسي بمقدار نصف نقطة مئوية في خطوة مفاجئة استهدفت حماية أكبر اقتصاد في العالم من تداعيات فيروس كورونا. وتبعته في ذلك عدة دول خليجية.

وفي لندن، قال أندرو بيلي، المحافظ القادم لبنك إنكلترا، اليوم، إن البنك المركزي البريطاني سينتظر حتى يرى أدلة أكثر وضوحاً على الأضرار الاقتصادية الناتجة عن فيروس كورونا قبل أن يتخذ أي قرار لخفض أسعار الفائدة. لكن بيلي قال إن من الضروري تقديم مساعدة سريعة للشركات التي تعطلت عملياتها بسبب انتشار الفيروس حول العالم.

الأسهم تعكس اتجاهها صعوداً

واليوم، عكست مؤشرات الأسهم اتجاهها صعوداً على ضفتي الأطلسي، حيث قفزت الأسهم الأميركية أكثر من 2% بعد لحظات من الفتح اليوم الأربعاء وسط تفاؤل المستثمرين حيال تقدم جو بايدن المفاجئ في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.

وصعد المؤشر داو جونز الصناعي 1.8% إلى 26383.68 نقطة، وفتح المؤشر ستاندرد أند بورز 500 مرتفعاً 1.41% إلى 3045.75 نقطة، وزاد المؤشر ناسداك المجمع 1.73% إلى 8834.10 نقطة.

كما ارتفعت الأسهم الأوروبية اليوم الأربعاء، وقادت القطاعات الدفاعية المكاسب مع تفاؤل المستثمرين بأن جولة من التحفيز النقدي ستحد من الآثار الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا. وأنهى المؤشر ستوكس 600 الأوروبي جلسة التداول مرتفعاً 1.4%.

ومن بين البورصات الرئيسية في أوروبا، أغلقت سوق الأسهم الإيطالية مرتفعة 0.9% بينما تسعى البلاد لاتخاذ إجراءات طارئة جديدة لإبطاء انتشار كورونا في البلد الأكثر تضرراً من الفيروس في أوروبا.

وخالف قطاع السفر والترفيه اتجاه السوق ليغلق مؤشره منخفضاً 1.6% بينما لا تزال أسهم الفنادق وشركات الطيران تعاني من مشاكل مرتبطة بالفيروس تلحق ضرراً بالطلب.

المساهمون