مأزق أرامكو... عزوف مستثمرين كبار عن المشاركة بالاكتتاب

مأزق أرامكو... عزوف مستثمرين كبار عن المشاركة بالاكتتاب

26 نوفمبر 2019
حملة ضخمة للترويج لطرح أرامكو (فرانس برس)
+ الخط -

تتبقى أيام قليلة وتنتهي المدة المحددة لاكتتاب الأفراد والمؤسسات في الطرح الأولي لشركة أرامكو السعودية، في الوقت الذي تفيد فيه بيانات وتقارير رسمية وبنكية إلى أن الشركة لم تحقق المستهدف بعد، رغم قرب انتهاء المدة المحددة للاكتتاب.

وأعلنت أرامكو عن طرح 3 مليارات سهم تمثل 1.5% من إجمالي أسهم الشركة والتي تبلغ نحو ملياري سهم.

وتستهدف الشركة بيع 0.5% من الأسهم المطروحة للأفراد، وبمجموع يقدر بنحو مليار سهم وبقيمة إجمالية تبلغ نحو 32 مليار ريال سعودي (نحو 8.5 مليارات دولار).

بينما تستهدف بيع 1% من أسهمها وبمجموع ملياري سهم للمؤسسات، لجمع نحو 64 مليار ريال (17.1 مليار دولار تقريبا)، ليصبح إجمالي المبلغ المستهدف لبيع الأسهم، للمستثمرين الأفراد والمؤسسات، نحو 96 مليار ريال (25.6 مليار دولار).

ويستمر تلقي طلبات المستثمرين الأفراد حتى 28 نوفمبر/تشرين الثاني، أما تقديم الطلبات فهو مفتوح أمام المؤسسات حتى الرابع من ديسمبر/كانون الأول، فهل حققت أرامكو حتى الآن أهدافها من الاكتتاب؟.

المستثمرون الأفراد

وفقاً لنشرة الإصدار الخاصة بـ"أرامكو"، فإنه يحق لجميع المواطنين السعوديين ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي، وبعض الأجانب المقيمين في السعودية، المشاركة في الاكتتاب.

وبلغ اكتتاب المستثمرين الأفراد في الطرح العام الأولي لشركة أرامكو السعودية 21.77 مليار ريال سعودي (5.8 مليارات دولار) حتى أمس الاثنين، وفقا لمديرة الاكتتاب سامبا كابيتال.


وأوضحت سامبا كابيتال في بيان أن شريحة المستثمرين الأفراد غطت 680 مليونا و254 ألفا و540 سهما حتى الآن.

وتقل الأرقام المذكورة عن المستهدف من المستثمرين الأفراد والبالغ نحو 32 مليار ريال سعودي، رغم أنه لم يتبق إلا نحو 3 أيام على تلقي طلبات التقديم للاكتتاب الخاصة بالمستثمرين الأفراد، وفي ظل حملة التسويق الحكومية الضخمة والتسهيلات التي قدمتها البنوك لتقديم قروض للأفراد للمشاركة في الاكتتاب، فضلا عن الضغوط التي مارستها السلطات السعودية على الأثرياء للمشاركة أيضاً.

وتسوق البنوك السعودية قروضاً، ويعرض بعضها أربعة أمثال السقف المعتاد، حسبما قاله مصدران ماليان لوكالة "رويترز" في وقت سابق من الشهر الحالي، مضيفين أن البنوك تستطيع ذلك لأنها ستحتفظ بالأسهم نيابة عن العملاء كضمان.

كما تضغط الحكومة على الأثرياء للاستثمار، وتروج الطرح بوصفه فرصة للسعوديين لإظهار وطنيتهم بعد هجوم سبتمبر/أيلول الذي استهدف منشأتين لأرامكو في قلب صناعة الطاقة بالمملكة.

المستثمرون من المؤسسات

تسعى أرامكو جاهدة لترويج أسهمها المطروحة للاكتتاب على المؤسسات التي تمثل، وفقا للشركة، المشتري المنتظر لثلثي الأسهم المطروحة (ملياري سهم) لجمع نحو 64 مليار ريال (17.1 مليار دولار تقريبا).

وبلغت اكتتابات المؤسسات حتى الخميس الماضي، وفقا لأرقام سامبا، نحو 58.4 مليار ريال (نحو 15.57 مليار دولار) لإجمالي 1.82 مليار سهم.

وقالت مؤسسة "كابيتال إيكونوميكس" التي مقرها لندن، في مذكرة وفقا لرويترز، إن "نجم أرامكو علا هذا الشهر، لكن هناك مؤشرات على أن الإقبال على شراء الأسهم لن يكون على الأرجح بالضخامة التي كانت تتوقعها المملكة"، كما "يبدو أن خطط أن يُتبع هذا البيع بإدراج دولي لاحق قد فقدت زخمها".

وألغت أرامكو أيضاً جولات ترويجية خارج الخليج بسبب قلة اهتمام مؤسسات الاستثمار الأجنبية، بينما اكتفت الشركة بجولات ترويجية في الخليج، شملت حتى الآن الكويت والإمارات.

ووفقا لرويترز، فإن بعض المستثمرين، الذين حضروا جولة أرامكو الترويجية في أبوظبي أمس، لم يُبد موقفا حاسما إزاء الاستثمار في أسهم الشركة.

وقال مدير أحد الصناديق، بعد الجولة الترويجية، إن وزن أرامكو مستقبلا على المؤشرات القياسية في المنطقة يعد سببا مقنعا بالنسبة لمديري الصناديق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للاستثمار في السهم.

لكن مدير صندوق آخر رأى أن عائد توزيعات أرباح أرامكو البالغ 4.4% عند سقف التقييم، يعد أقل جاذبية مقارنة بشركات نفط أخرى، وبحسب بيانات رفينيتيف، يبلغ عائد توزيعات أرباح شركة شل 6.48%.

وقال مستشار مجموعة من كبار المستثمرين في أبوظبي "ما زال نهجنا هو الترقب في أكبر طرح عام أولي في التاريخ، من حيث كيف سيكون الأداء ومن سيصنع السوق"، مضيفا أن "التقييم الكبير والهجمات الأخيرة وسعر النفط والتوتر في المنطقة - لم نكون بعد رأيا محددا فيما يتعلق بهذه الأمور". 

وقال مصدر مصرفي في وقت سابق، إن الطلب على الأسهم في شريحة المؤسسات بالطرح الأولي زاد عن المعروض، لكن التقديرات الأولية لا تشير إلى ذلك.

وأضاف المصدر لرويترز أن"البنوك المتلقية أرسلت أرقامها بنهاية اليوم، تأخر بعضها لأسباب فنية وإدارية، وهذا ما تسبب في اختلاف الأرقام"، مشيرا إلى أن " دفتر أوامر الاكتتاب يظهر علامات جيدة جدا على أن الطلب سيتجاوز المعروض".

برنامج الطرح

أطلقت أرامكو الطرح الأولي في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، وقالت الشركة إنها تخطط لبيع 1.5 بالمئة من الشركة، بما يعادل نحو ثلاثة مليارات سهم، بسعر استرشادي في نطاق 30 إلى 32 ريالا، مما يقدر قيمة الطرح الأولي بما يصل إلى 96 مليار ريال (25.6 مليار دولار) والقيمة السوقية المحتملة للشركة بين 1.6 و1.7 تريليون دولار.

ويبلغ رأس مال الشركة رسميا في المملكة نحو 60 مليار ريال، ويبلغ عدد الأسهم الكلية لها 200 مليار سهم.

وانطلق الاكتتاب يوم الأحد 17 نوفمبر الجاري، ويستمر حتى يوم 28 نوفمبر الجاري للأفراد، وحتى 4 ديسمبر/كانون الأول المقبل للمؤسسات.

وسيتم الإعلان عن السعر النهائي للسهم يوم 5 ديسمبر المقبل، كما سيتم الإعلان عن عملية التخصيص النهائي ورد فائض الاكتتاب الخميس 12 ديسمبر 2019.


(الدولار = 3.750 ريالات سعودية)

(العربي الجديد، رويترز)

المساهمون