النفط الصخري الأميركي يتسبب في إحداث ثورة جديدة

النفط الصخري الأميركي يتسبب في إحداث ثورة جديدة

17 مارس 2017
ثورة نفطية جديدة تلوح في الأفق (Getty)
+ الخط -





نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" قبل أيام تقريراً تناولت خلاله أسعار النفط، وكيفية تأثير النفط الصخري على الأسعار. وبحسب التقرير، فإن أسعار النفط شهدت تراجعاً مرة أخرى حيث اتخذ الخام طريقه في الآونة الأخيرة إلى مستوى 50 دولاراً للبرميل، ووراء هذا الانخفاض زيادة ملحوظة في حجم الإنتاج الأميركي من النفط الصخري.

ويشير التقرير إلى أنه قد مرت على بداية ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة عشر سنوات تقريباً، كما انتعش إنتاج البلاد من الغاز الصخري وتراجع سعره ليزيح الاعتماد على الفحم.

وبدلا من استيراد الغاز، كما توقع كثيرون، أصبحت الولايات المتحدة مكتفية ذاتيا قبل أن تبدأ تصدير الفحم والغاز، وهو ما جعل محللي "فاينانشال تايمز" يتساءلون في تقرير عن مدى حدوث ثورة نفط صخري ثانية.

صعود النفط الأميركي (فريدريك جي براون/فرانس برس) 


وبحسب التقرير، زاد الإنتاج الأميركي من النفط بحوالي ثلاثة ملايين برميل يومياً بعد الكشف عن ثورة النفط الصخري، ما اضطر الدول في "أوبك" لزيادة إنتاجها للدفاع عن حصتها في السوق وكبح المنتجين الأميركيين.

كما لم يفلح خفض الأسعار في إبعاد منتجي الخام الصخري الأميركيين، حيث لجأوا إلى خفض التكاليف وتسريح العمالة لتحقيق التوازن مع تدني الأسعار.

ويؤكد خبراء على أن هناك ثورة نفط صخري ثانية تلوح في الأفق، حيث تراجعت أسعار الخام إلى 50 دولارا للبرميل مرة أخرى، والأكثر أهمية أن مخزونات الخام في أميركا تتزايد بوتيرة كبيرة.

بناءً على هذه التوقعات، من المنتظر أن يصل الإنتاج الأميركي النفطي من 9 ملايين برميل يوميا في الوقت الحالي إلى 11 مليون برميل يومياً، بالتزامن مع توقعات بعدم تجاوز نمو الطلب العالمي مليون برميل يومياً.

ويضيف محللو التقرير، تحاول "أوبك" ومنتجون من خارجها، على رأسهم روسيا، كبح تخمة المعروض العالمي من خلال اتفاق خفض الإنتاج، ولكن على ما يبدو، فإن التطورات بخصوص الإنتاج الأميركي سوف تكبح أي جهود، وربما تحتاج أوبك للتعاون مع منتجين غير أعضاء لخفض أكبر للإنتاج للحفاظ على الأسعار الحالية، وذلك على الرغم من زيادة أخرى في إنتاج الغاز الذي تزيد واشنطن وتيرة إنتاجه وانخفضت أسعاره أدنى 3 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية نهاية 2016.

ويختم التقرير "من المحتمل أن يضطر منتجون للنفط والغاز لإعادة التفاوض على عقود قائمة في الوقت الذي ربما تؤجل فيه مشروعات لإسالة الغاز الطبيعي في شرق أفريقيا وشرق المتوسط بسبب الكلفة الباهظة".



(العربي الجديد)