صعود النفط مع اتسّاع دائرة التوتّر إلى العراق وليبيا

صعود النفط مع اتسّاع دائرة التوتّر من مياه الخليج إلى العراق وليبيا

19 يونيو 2019
تأجيل اجتماع "أوبك" للأول من يوليو/تموز المقبل (فرانس برس)
+ الخط -
تواصل أسعار النفط العالمية رحلة صعودها اليوم الأربعاء، مع اتّساع رقعة التوتّر من مياه الخليج إلى الأراضي العراقي حيث تضرّرت بهجوم صاروخي منشآت تعمل فيها شركات أجنبية، ودمر قصف جوّي مخزناً تابعاً لشركة مليته للنفط والغاز في ليبيا.

في غضون ذلك، برز تصريح لوزير النفط الإيراني، بيجن زنغنه، اليوم الأربعاء، قال فيه إن أوروبا لا تتعاون مع طهران لشراء نفطها في مواجهة العقوبات الأميركية المفروضة على قطاع الطاقة الإيراني، حسبما نقلت وكالة "فارس" للأنباء.

فقد استمر ارتفاع الأسعار للجلسة الثانية اليوم الأربعاء، بدعم من انتعاش الآمال بخصوص التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين والتحفيز الاقتصادي المحتمل من البنك المركزي الأوروبي. كما تلقت أسواق النفط دعما أيضا من التوترات في الشرق الأوسط عقب الهجمات التي استهدفت ناقلات بالمنطقة الأسبوع الماضي.

وارتفع سعر برميل خام القياس العالمي برنت في العقود الآجلة 0.3% إلى 62.34 دولار للبرميل بحلول الساعة 6:44 بتوقيت غرينتش، وذلك بعدما صعد الخام 2% أمس الثلاثاء. وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 0.4% إلى 54.1 دولارا، بعدما ارتفع الثلاثاء 3.8%، وفقاً لبيانات رويترز.


الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان قال في تغريدة الثلاثاء، على موقع تويتر، إنه تم البدء في الترتيبات اللازمة للقائه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان الأسبوع المقبل.



في الوقت نفسه، قال رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي، أمس الثلاثاء، إن البنك سييسر السياسة النقدية مجددا إذا لم يتسارع التضخم، مشيرا إلى تغيير في اتجاه السياسة في الوقت الذي تهدد فيه الحرب التجارية جهوده التحفيزية، ليلقى انتقاداً رفضه لاحقاً من الرئيس ترامب.



ولا تزال التوترات في الشرق الأوسط شديدة بعد الهجوم على الناقلات الأسبوع الماضي، وقال ترامب إنه مستعد لاتخاذ إجراء عسكري لمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية لكنه ترك الباب مفتوحا أمام ما إذا كان سيوافق على استخدام القوة لحماية إمدادات نفط الخليج.

واليوم الأربعاء، اتفقت "منظمة البلدان المصدرة للبترول" (أوبك) على تأجيل اجتماعها القادم إلى الأول من يوليو/تموز، يعقبه اجتماع مع حلفائها من خارج المنظمة في الثاني من الشهر ذاته، وفقا للمواعيد الجديدة التي نشرت على موقع المنظمة.

وكانت أوبك وحلفاؤها يخططون في الأصل للاجتماع يومي 25 و26 يونيو/حزيران الجاري، وناقشوا على مدى الشهر الأخير تحديد موعد جديد لاجتماعهم المقبل لبحث سياسة إنتاج النفط.

وكان مصدران قالا في وقت سابق اليوم إن "أوبك" اقترحت مجددا تغيير مواعيد اجتماعها القادم لتصبح الأول والثاني من يوليو/ تموز، مع عدم اتفاق السعودية وإيران وروسيا غير العضو في المنظمة على حل وسط حتى الآن.


وشملت المقترحات السابقة لموعد اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول الذي سيعقبه اجتماع مع الحلفاء غير الأعضاء في المنظمة يومي 25 و26 يوليو/تموز ويومي 11 و12 منه.

وقال أحد المصدرين "تلك مقترحات مازالت تستلزم الموافقة"، فيما يأتي المقترح الجديد بعد رسالة من فنزويلا، التي تتولى الرئاسة الحالية للمنظمة، حسبما قال مصدر آخر.


هجوم صاروخي في العراق

وفي العراق، قال مسؤولون إن عمليات النفط في جنوب البلاد ومنها التصدير، لم تتأثر بالهجوم الصاروخي في البصرة.

وقالت الشرطة العراقية إن صاروخا سقط قرب مقرات عدة شركات نفط عالمية كبرى بينها شركة "إكسون موبيل" الأميركية العملاقة في مدينة البصرة في وقت مبكر اليوم الأربعاء، ما أدى إلى إصابة اثنين من العمال العراقيين.

وأضافت أن الصاروخ أصاب مقرات السكن والعمليات في البرجسية غرب البصرة، فيما ذكر مصدر أمني أن "إكسون" تُعد لإجلاء نحو 20 من موظفيها الأجانب على الفور.

وقال مسؤولون في مجال النفط إن من الشركات الأخرى التي تعمل في الموقع "رويال داتش شل" و"إيني" الإيطالية.


غارة مدمّرة في ليبيا

وفي ليبيا، قالت المؤسسة الوطنية للنفط في بيان إن مخزنا تابعا لشركة مليته للنفط والغاز، وهي مشروع مشترك بين المؤسسة وشركة "إيني" الإيطالية، دمره قصف جوي يوم الثلاثاء.




أضاف البيان أن إصابات طفيفة لحقت بثلاثة عمال جرى نقلهم على أثرها إلى المستشفى، علماً أن هذا أول هجوم مؤكد على أصول نفطية أجنبية منذ بدأت قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر حملة بقوات برية وجوية لانتزاع السيطرة على العاصمة طرابلس التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دوليا.

رئيس مؤسسة النفط مصطفى صنع الله، قال بعد الهجوم: "نشهد تدمير منشآت المؤسسة أمام أعيننا، إضافة إلى التهديدات المتواصلة التي أضحت تطاول حياة عمال القطاع، وتقوض المساعي الرامية إلى ضمان استمرار الإنتاج".

وأوضحت المؤسسة أن الأضرار المادية كبيرة لكنها لم تكشف عما كان في المخزن في ضاحية تاجوراء بشمال طرابلس التي توجد بها أيضا عدة ثكنات عسكرية.


عُطل مؤقت في الكويت

وفي الكويت، قالت شركة البترول الوطنية اليوم الأربعاء، إن عمليات التكرير في مصفاة ميناء عبد الله التابعة لها توقفت مؤقتا صباح اليوم الأربعاء نتيجة انقطاع مياه التبريد، لكن الصادرات لم تتأثر.

وذكرت الشركة في بيان نشرته على حسابها بموقع تويتر أن عمليات التكرير في المصفاة "تأثرت صباح اليوم نتيجة انقطاع في مياه البحر الآتية من منشأة تابعة للهيئة العامة للصناعة والتي تستخدم في تبريد الوحدات الإنتاجية للمصفاة". وأضافت الشركة أن عمليات التصدير "لم تتأثر نتيجة لهذا التوقف المؤقت".

المساهمون