الكونغرس يدرس وثائق "مقلقة" حول طائرات بوينغ 737 ماكس

الكونغرس يدرس وثائق "مقلقة" حول طائرات بوينغ 737 ماكس

25 ديسمبر 2019
بوينغ تمر بأخطر أزمة في تاريخها بسبب الحادثين (Getty)
+ الخط -
يبدو أن أزمة بوينغ 737 ماكس لن تنتهي قريبا بعدما بادرت مجموعة الصناعات الجوية بتسليم لجنة النقل في الكونغرس الأميركي وثائق جديدة مقلقة تشكك على ما يبدو في تعاطي المجموعة مع المشكلات الأمنية المرتبطة بهذه الطائرات.

وقال أحد مساعدي هذه اللجنة إن المجموعة الأميركية أرسلت هذه الوثائق "في وقت متأخر من مساء الإثنين" بعد الإعلان عن استقالة مديرها التنفيذي دينيس مويلنبورغ بمفعول فوري، بدون أن يوضح ما إذا كان الأمران مرتبطين ببعضهما.

وتجري لجنة النقل في الكونغرس حالياً تحقيقاً حول طائرات 737 ماكس التي منعت من التحليق منذ مارس/آذار الماضي على أثر حادثين أوديا بحياة 346 شخصا.

ولم يوضح المصدر نفسه ما إذا كانت الوثائق تتحدث عن الوضع قبل أو بعد تحطم طائرتي "لايون إير" والخطوط الجوية الإثيوبية في أكتوبر/تشرين الأول 2018 ومارس/آذار 2019، كما رفض الكشف عن مضمونها.

من جهتها، أكدت "الإدارة الفدرالية للطيران" (إف إيه إيه) للوكالة أنها تسلمت هذه الوثائق.

وقال المصدر نفسه في الكونغرس إن "المسؤولين يواصلون دراسة هذه الملفات، لكن مثل كل الملفات الأخرى التي كشفتها بوينغ من قبل، يبدو أنها ترسم صورة مقلقة جدا".

وهو يلمح بذلك على الأرجح إلى كشف رسائل داخلية لطيار تجارب لدى بوينغ مارك فوركنر، تتحدث عن مشاكل في جهاز محاكاة التحليق في طائرات 737 ماكس في 2016 واحتلت عناوين الصحف.

وقالت اللجنة إن "الوثائق تشير على ما يبدو إلى صورة مقلقة جدا للمخاوف التي عبر عنها موظفو بوينغ حول التزام الشركة بالسلامة وجهود بعض الموظفين لضمان ألا تعرقل الجهات التنظيمية أو غيرها خطط بوينغ للإنتاج".

الثقة اهتزت
كشفت التحقيقات التي أجرتها السلطات في إندونيسيا حيث تحطمت الطائرة التابعة لشركة "لايون إير" وكذلك المحققون الإثيوبيون بعد حادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية عن خلل في برنامج معلوماتي بالطائرة.

كما كشفت تقصيرا في العديد من الجوانب، من تشغيل بعض البرامج إلى نقص في المعلومات وفي تأهيل الطيارين.


وفي الولايات المتحدة، أكدت التحقيقات في اللجان البرلمانية وجود علاقة وثيقة جداً بين الإدارة الفدرالية للطيران ومجموعة الصناعات الجوية، وخصوصاً ترك السلطات الفدرالية لنقاط عديدة في عملية المصادقة على صلاحية هذه الطائرات بيد بوينغ. 

ويترأس لجنة النقل النائب الديمقراطي بيتر ديفازيو، الذي أجرى تحقيقا مع مسؤولي بوينغ في جلسة استماع في أكتوبر/تشرين الأول، دعا خلالها عدد من النواب إلى استقالة مويلنبورغ.

وكانت بوينغ قد أعلنت عن إقالة مويلنبورغ وتعيين ديفيد كالهون مديراً تنفيذياً جديداً خلفاً له، مؤكدة أنها تحتاج إلى "استعادة الثقة" و"تحسين العلاقات مع السلطات المنظمة للقطاع والزبائن وجميع الأطراف المعنيين الآخرين".

وقال ديفازيو إن هذه الاستقالة "كان يجب أن تتم قبل ذلك". وأضاف أن المجموعة "اتخذت عددا من القرارات المدمرة التي تدل على أنه كانت تُعطى أولوية أكبر للربح من السلامة".

وأغرق حادثا تحطم طائرتي البوينغ 737 ماكس بفارق أقل من خمسة أشهر المجموعة في أخطر أزمة في تاريخها. وفي قرار غير مسبوق في تاريخ الطيران الحديث، منع كل الأسطول العالمي من هذه الطائرات من التحليق منذ 13 مارس/آذار الماضي.

(فرانس برس)

المساهمون