التشاؤم يسيطر على "القطط السمان" بدافوس

التشاؤم يسيطر على "القطط السمان" بدافوس

23 يناير 2019
منتدى دافوس يواصل أعماله في اليوم الثاني (Getty)
+ الخط -

بدأت النخبة التي تملك المال والنفوذ السياسي والتي يطلق عليها مسمى"القطط السمان"، في منتدى دافوس هذا العام مختلفة تماماً عن منتدى العام الماضي، حيث سيطر التشاؤم حول مستقبل الاقتصاد العالمي والقليل من بصيص الأمل في نفق أسواق المال المظلم، وذلك بسبب الخسائر التي مني بها العديد من أباطرة المال، حيث فقدوا جزءاً من ثرواتهم خلال الهزات المتكررة التي ضربت البورصات، مقارنة بالنمو المستمر في حجم الموجودات الذي نعموا به في العام الماضي. 

وأظهر مسح أجرته شركة "برايس ووتر هاوس" البريطانية لتدقيق الحسابات، وسط القيادات المالية لكبرى الشركات العالمية تشاؤماً كبيراً حول مستقبل الاقتصاد وأسواق المال خلال العام الجاري. وأعرب معظم الرؤساء التنفيذيين الذين شملهم المسح عن مخاوفهم من المستقبل بسبب الحماية التجارية والنزاع بين أميركا والصين.
وذكر المسح، أن معدل التشاؤم ارتفع 6 أضعاف وسط القيادات المالية مقارنة بالعام الماضي، حيث يعتقد 30% من الذين شملهم المسح، أن النمو الاقتصادي سيتباطأ خلال العام الجاري.

ووسط قيادات المال الأميركية انخفض التفاؤل في المستقبل الاقتصادي والمالي من نسبة 63% في العام 2018 إلى نسبة 37%. وتحدث معظمهم وحسب "برايس ووتر هاوس" عن تبخر الخفض الضريبي الذي نفذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسبب التداعيات السالبة التي ضربت النمو الاقتصادي.
أما على صعيد رؤساء الشركات البريطانية، فرأوا أن تداعيات بريكست والشكوك التي أثارتها لم تكن مؤثرة كثيراً، كما كان متوقعاً. وقال 61% من الذين شملهم المسح إنهم سيزيدون من التوظيف خلال العام الجاري.

ومن بين الذين تحدثوا في دافوس في اليوم الأول، الثلاثاء، الرئيس التنفيذي لمصرف "يو بي أس" السويسري، أكسيل ويبر، الذي قال إن دورة النمو الاقتصادي تم تخريبها ولأسباب غير واضحة، ولذلك يتباطأ النمو الاقتصادي العالمي.
وتوقع ويبر أن يرفع مصرف الاحتياط الفدرالي "البنك المركزي الأميركي" سعر الفائدة مرة أو مرتين خلال العام الجاري، ولكنه توقع أن لا يتخذ البنك المركزي الأوروبي سياسات متشددة خلال جلساته المقبله بسبب المتاعب التي تواججها منطقة اليورو.

وكان العديد من المستثمرين راهنوا في نهاية العام الماضي على أن البنك المركزي الأوروبي سيتخلى عن سياسات التيسير الكمي، وبالتالي اشتروا اليورو على حساب الدولار، حيث اعتقدوا أن العملة الأميركية ارتفعت بما فيه الكفاية وستتجه نحو النزول.
من جانبه لاحظ محافظ البنك المركزي الهندي السابق، راجورام راجان، أن النزاع الصيني الأميركي أكبر كثيراً من كونه نزاعا تجاريا أو خلافا على الرسوم وصادرات السلع. كما دعا أسواق المال إلى عدم الاعتماد كثيراً في تداولاتها على السياسة النقدية لمجلس الاحتياط الفدرالي الأميركي.

وفي ذات الصدد، يتوقع عدد متزايد من الاقتصاديين، أن يشهد الاقتصاد الأميركي انكماشاً خلال العام الجاري 2019، أو في العام المقبل 2020، الأمر الذي أوجد حالة من القلق لدى المستثمرين من حدوث تباطؤ اقتصادي في الولايات المتحدة.
ويتوقع نحو ثلاثة أرباع المستثمرين (73%) حدوث ركود خلال العامين المقبلين، وفقاً لمسح أجرته مجموعة بوسطن الاستشارية مع 260 من مديري الاستثمار والمحللين، ونشرته قناة " سي أن أن" الأميركية.

ويعكس المسح ارتفاعاً في نسبة من يتوقعون حدوث ركود في الاقتصاد الأميركي، مقارنة بعام 2017، حيث بلغت النسبة خلاله (53%).
ويشير المسح إلى أنه لا علاقة للموقف الحالي بالحرب التجارية بين أميركا والصين، أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أو الحكومة في واشنطن، وإنما يشعر المستثمرون بالقلق والتوتر الشديد بشأن تقييمات السوق وسياسات البنك المركزي الأميركي.

وقال 64% من المستثمرين تقريباً، إن أسعار الأسهم الحالية تجعلهم يشعرون بالقلق، بينما قال قرابة نصفهم (48%) أن مستويات سعر الفائدة هي مبعث قلقهم.
وشهدت الأسواق انتعاشا حتى الآن خلال عام 2019، لكن مؤشرات الأسهم الرئيسية لا تزال منخفضة بنحو 10% مقارنة بمستويات أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لذا فإن أسعار الأسهم ليست باهظة الثمن كما كانت قبل بضعة أشهر.

وتتزايد الآمال بأن يبطئ مجلس الاحتياط الفيدرالي "المركزي الأميركي"، وتيرة رفع سعر الفائدة هذا العام، حيث يتوقع بعض الخبراء أن بنك الاحتياط الفيدرالي قد يثبت الأسعار هذا العام بسبب عدم وجود أي علامات ملحوظة للتضخم.
وبغض النظر عما ينتظر الاقتصاد والأسواق في المستقبل القريب، فإن الغالبية العظمى من المستثمرين (82%)، وحسب المسح يشعرون بأن الشركات الأميركية تحتاج إلى استقرار حتى تتمكن من تحقيق أهدافها قصيرة المدى، وكذلك لتتمكن من التخطيط طويل المدى. 
يذكر أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أبدى تفاؤله يوم الثلاثاء بالتوصل إلى نتيجة طيبة في المحادثات التجارية القادمة مع الصين، وقال إن من الممكن تفادي صراع قوى عظمى بين البلدين.

وأشار بومبيو، الذي كان يتحدث عبر الفيديو إلى قمة دافوس السنوية لكبار رجال الأعمال، إلى المفاوضات الممتدة التي تهدف إلى تفادي تهديد الرئيس ترامب بزيادة رسوم جمركية على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار في أوائل مارس/آذار المقبل.

دلالات