شركات مغمورة يؤسسها أثرياء تنشط في شراء النفط

شركات صينية مغمورة يؤسسها أثرياء تنشط في شراء النفط

28 مايو 2020
نشاط محموم يرفع أسعار برنت ببورصة شنغهاي (Getty)
+ الخط -


قالت شركة رفينيتيف البريطانية للمعلومات المالية، في تقرير، إن شركات غير معروفة في سوق الطاقة ووساطة الصفقات النفطية تنفذ مشتريات نفطية ضخمة في بورصة شنغهاي المستقبلية للطاقة.

ودفعت هذه المشتريات سعر عقود خام برنت المستقبلية في البورصة الصينية إلى أعلى من مستوياتها العالمية. وغالباً ما يقف أثرياء وراء هذه الشركات الجديدة في مجال تجارة النفط. 

وحسب التقرير، فإن تكالب المستثمرين الأثرياء الذين يقفون وراء هذه الشركات في الصين وينشطون في تجارة العقود النفطية ّشجع شركات الطاقة الحكومية الكبرى، مثل " صاينوبك" و"بتروتشاينا" وزيناهو، على تنفيذ المزيد من صفقات النفط الرخيص المعروض من دول المنطقة العربية، خاصة من نوعية خام البصرة والخامات الخفيفة.

وقدر التقرير حجم صفقات العقود النفطية المستقبلية التي نفذت بين إبريل/ نيسان وحتى نهاية يونيو/ حزيران بنحو 50 مليون برميل قدرت قيمتها بنحو 1.8 مليار دولار. ووفقاً للتقرير، فإن هؤلاء المستثمرين بالإضافة إلى المصافي رفعوا من احتياطيات النفط في مايو/ أيار الجاري إلى مستوى قياسي بلغ 55 مليون طن، أو بمعدل 13 مليون برميل يومياً، مقارنة بمعدل 10.1 ملايين برميل يومياً في عام 2019، أي قبل جائحة كورونا.

وحسب التقرير، قادت هذه الصفقات إلى قرب امتلاء الخزانات التي توفرها بورصة شنغهاي الدولية للطاقة للمستثمرين. وبورصة الطاقة الصينية التي أسست قبل عامين تعد جزءاً من بورصة شنغهاي المستقبلية. وحسب رفينيتيف، فإن معظم مشتريات النفط في الأسابيع الأخيرة تقوم بها شركات غير معروفة في سوق النفط.

وترى هذه الشركات التي تستثمر بكثافة في النفط أن أسعار النفط ستعود مع الوقت إلى سعر يراوح بين 50-60 دولاراً للبرميل، ولذلك تنشط في شراء الخامات الرخيصة بغرض تخزينها والحصول على أرباح ضخمة في المستقبل.
وقال أحد العاملين في شركة نفط صينية مملوكة للدولة في وصفه لهؤلاء المشترين الجدد للصفقات النفطية: "نحن نسميهم "مستثمرين منزوين"، يدعمهم مستثمرون أثرياء وفروع تداول في شركات السمسرة".

وعادة ما تمارس تخزين النفط في الصين شركات الطاقة الحكومية التي تقوم بإيصال النفط إلى مخازن الاحتياط الاستراتيجي للنفط في الصين، أو تنفذ مثل هذه الصفقات مصافي التكرير الكبرى. أما الآن، فقد أخذ السبق منهم مستثمرون ماليون يعتقدون بأن أسعار النفط ستعود إلى مستويات ما قبل تفشي جائحة كوفيد 19.

ويستفيد المستثمرون الصينيون أيضاً من انخفاض سعر التخزين نسبياً في مخازن بورصة شنغهاي، وهو ما يتيح لهم زيادة الأرباح، ولكن البورصة قد ترفع من أسعار التخزين مع زيادة الطلب، وربما يتضاعف السعر في يونيو/ حزيران، عندما تضاعف البورصة مرتين سعر التخزين.

لكن على الرغم من ارتفاع هذه المخزونات فإنها لا تزال أدنى بكثير من التخزين الأميركي الرئيسي في كوشينغ، بأوكلاهوما، الذي يصل إلى 76 مليون برميل من الخامات النفطية.

وتتزايد التوقعات بين المصارف الاستثمارية أن يقود فتح الاقتصادات العالمية الكبرى في أوروبا وأميركا إلى ارتفاع الطلب على الخامات والمشتقات النفطية في الشهور المقبلة.

في هذا الشأن، توقع مصرف "مورغان ستانلي" ارتفاع أسعار النفط وأن يبلغ خام برنت 40 دولاراً للبرميل بنهاية العام من مستوياته الحالية التي بلغت 36 دولاراً للبرميل. 

ويقول المصرف الأميركي إن التقديرات الحالية تشير إلى قلة في المعروض بما يراوح بين 4 و6 ملايين برميل يومياً في الربع الأخير من العام الجاري والربع الأول من عام 2021. كما أبقى المصرف على توقعاته في الوقت الحالي لبرنت عند 45 دولاراً للبرميل على المدى الطويل.

إلى ذلك قالت وكالة الطاقة الدولية، أمس الأربعاء، إن استثمارات الطاقة العالمية من المتوقع أن تتراجع بنحو 20 بالمائة أو ما يعادل 400 مليار دولار في 2020 في أكبر انخفاض مسجل بفعل تفشي فيروس كورونا.

وذكرت الوكالة التي تتخذ من باريس مقراً أن هذا قد تكون له تبعات خطيرة على أمن الطاقة والتحول نحو الطاقة النظيفة مع تعافي الاقتصاد العالمي من الجائحة.

دلالات

المساهمون