مصر..الفقراء يفتقدون اللحم في الأضحى

مصر..الفقراء يفتقدون اللحم في الأضحى

10 سبتمبر 2016
ارتفاع أسعار الأضاحي انعكس على المبيعات(شيماء أحمد /الأناضول)
+ الخط -

يضطر بعض الفقراء في القاهرة والمناطق المحيطة إلى انتظار ما تجود به الجمعيات الخيرية وبعض فاعلي الخير من لحوم يمدونهم بها في عيد الأضحى في الوقت الذي يسعى البعض لتوفير بعض النقود لشراء اللحوم الأردأ في السوق لرخص سعرها أو ما يطلق عليها "لحمة الدرجة الثالثة" أو " اللحمة الوقيع".

يقول محمد وهبة، رئيس شعبة القصابين "الجزارين" بغرفة القاهرة التجارية، إن أسعار اللحوم البلدي في الأسواق تتراوح ما بين 80 و100 جنيه حسب القطعة، مشيراً إلى أن هناك 4 أنواع من اللحوم المستوردة فى الأسواق حالياً، وهى "إسباني وأوكراني وبرازيلي وسوداني" تباع بسعر 60 جنيهاً للكيلو.

وعلق وهبة على وصول أسعار بعض اللحوم إلى 35 و 40 جنيهاً قائلاً إن اللحوم درجات منها ما هو على درجة عالية من الجودة والتغذية وهذا سعره مرتفع، ومنها ما يحتاج إلى وقت أطول في النضج على النار لكونه "عجوز" أو تغذيته قليلة وتكون لحوم الدرجة الثالثة لمن لا يقدر على شراء اللحوم مرتفعة الثمن، ولكن يجب التأكد أولاً من صلاحية ختم وزارة الزراعة على هذه المنتجات حتى لا يتعرض المشترون لعمليات النصب والاحتيال المعتادة.

تقول أم سمير، إحدى سكان منطقة الدرب الأحمر، إن عيد الأضحى تحديداً لا يعتبر عيداً بالنسبة إلينا فهو يُسمّى بـ"عيد اللحمة" ونحن لا نتذوق فيه طعم اللحوم.

وتابعت أن المنطقة بها كثير من الجمعيات الخيرية التي تشرف على توزيع صدقة اللحوم لكنها تشعر بالحرج من الذهاب والوقوف في طوابير الفقراء لساعات طويلة انتظاراً للعطف من أحدهم، فهي ترى أن قضاء العيد بدون لحوم أهون عليها من الشعور بالمهانة ولو للحظة.


وتذكر نجلاء محمد، مسنّة تبلغ من العمر 75 عاماً، أنها لا تقدر على الحراك وأغلب أيام العام تقضيها معتمدة على الجبنة والعيش (الخبز).

وتقول إنها تقضي هذا العيد منتظرة أمام بيتها "إن أكرمها الله بعطية فتحمده وتشكر فضله، وإن لم يكرمها فهي راضية بما قسمه الله لها".

وترى أنعام جمعة، ربة منزل تعول أسرة كاملة، أن زوجها القعيد يحتاج إلى غذاء جيد وعملها في التنظيف لا يوفر لها المال الكافي لشراء اللحوم لذلك فهي تنتظر أية أضحية قريبة من منطقتهم لتذهب إليها وتأخذ نصيبها منها.

وتقول إن ذلك "من حقها ولولا الحاجة ما لجأت للوقوف وانتظار الأضحية".

وعلى الجانب الآخر يأتي حال سماح محمود بما هو أفضل من حال غيرها إذ تدخر من قوت يومها بضعة جنيهات لتشتري اللحم من المجمعات الاستهلاكية.

وتذكر أنها هذا العام حققت إنجازاً كبيراً بتوفير أربعين جنيهاً من دخل الشهر الماضي لتتمكن من شراء نصف كيلو لحم مع دخول هذا العيد، إذ ترى أن هذا العيد لا يصلح من دون لحم وعليها مكافأة أولادها بالاحتفال بالعيد حتى لا يشعرون بالنقص.

 وتشتكي من ارتفاع الأسعار بدرجة كبيرة مما جعلها في هذا الوضع السيئ الذي يجعل نصف كيلو اللحم هذا هو أول لحم يدخل المنزل منذ أكثر من ستة أشهر.

والجدير بالذكر أن أغلب تجار المواشي يشتكون من ضعف الإقبال على شراء الأضاحي هذا العام، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار الذي يجعل الأفراد يعرضون عن التضحية.

ويذكر محمد نواس تاجر المواشي أن المنافسة أصبحت شديدة بين تجار المواشي والسلع التي تقدمها وزارة الزراعة والتموين، فهناك شبه احتكار من قبل وزارة الزراعة لسوق المواشي مما دفعهم للإفلاس، في الوقت الذي رفعت فيه الوزارة أسعار العلف.

يقول الحاج مرتضى رمضان، تاجر المواشي بدمياط إن نسبة الطلب على الأضحية قلت بدرجة كبيرة هذا العام، وعلل ذلك بزيادة الأسعار حيث ذكر أن أسعار الأعلاف في زيادة مستمرة والعمالة أيضاً.

وذكر أن المشكلة تكمن في غياب الرقابة على تجار الأعلاف حيث يرفعون الأسعار كما يشاؤون، والحجة دائماً جاهزة وهي أن الدولار في زيادة وأن كل شيء مرتبط بالدولار.

وتابع أن "الفلاح الذي يربي في بيته أو مزرعته يتمسك بأسعار السوق ويرتبط بها لأنه يريد أن يحقق أعلى نسبة ربح وهو أيضاً محق، ولكن نسبة المضحين هذا العام قليلة جداً ويبدو أن الكثير من المواشي لدي ستبيت للعام القادم وهذا يمثل خسارة بالنسبة لنا كتجار مواشٍ".

وذكر محمد عبد الحميد، تاجر أخشاب، أنه اعتاد شراء أكثر من أضحية في كل عام لكن هذه المرة لم تساعده الظروف إلا بشراء أضحية واحدة نظراً لضيق ذات يده ونقص مكسبه مقارنة بالارتفاع المتزايد في أسعار المواشي.

 وأكد أن هذا ليس حاله وحده إذ أن الكثير ممن كان يضحي بالبقر أو الجاموس سيضطر للتضحية بخروفين فقط.

 وأضاف أن الكثير لن يضحي هذا العام، فأغلب أصحاب الأعمال والورش أغلقوا أعمالهم بسبب تردي الحالة الاقتصادية ولم يجدوا ما يغطي تكاليف المعيشة الصعبة وأصبحت التجارة عبئاً عليهم.

وعبر عبدالحميد من خشيته من استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية لأنه حينها لن يجد "الأشخاص ما يأكلوه في يومهم ليس فقط عدم القدرة على شراء الأضحية" بحسب قوله.