رسوم ترامب تضرب مبيعات الصين.. وبكين تهدّد شركات أميركية

رسوم ترامب تضرب مبيعات الصين في يونيو.. وبكين تهدّد شركات أميركية

12 يوليو 2019
الرسوم الأميركية التجارية تضر بالاقتصاد العالمي (فرانس برس)
+ الخط -
مُنيت الصين بتراجع حاد لصادراتها ووارداتها في يونيو/حزيران الماضي، في ظل تصاعد الحرب التجارية مع واشنطن التي بدأت تنعكس بشدة على اقتصادها، حسبما كشفت أرقام نشرتها سلطات الجمارك الصينية اليوم الجمعة.

في غضون ذلك، أعلنت الصين اليوم أيضاً أنها ستفرض "عقوبات" على الشركات الأميركية الضالعة في صفقة بيع أسلحة بقيمة 2.2 مليار دولار لتايوان. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، غينغ شوانغ، في بيان، إن "مبيعات الاسلحة الأميركية لتايوان تشكل انتهاكا خطيرا للقواعد الأساسية للقانون الدولي والعلاقات الدولية"، من غير أن يوضح طبيعة العقوبات المزمعة.

الإدارة العامة للجمارك قالت، من جهتها، إن مبيعات الصين في الخارج تراجعت 1.3% الشهر الماضي على مدى عام، بعد ارتفاع 1.1% في مايو/أيار. وفي الفترة نفسها، واصلت الواردات انخفاضها بنسبة 7.3% على مدى عام، بعد تراجع 8.5% في الشهر السابق. ويفوق هذا التراجع توقعات الخبراء الذين استطلعت آراءهم شبكة "بلومبيرغ" والتي راوحت بحدود -4.6%، وفقاً لفرانس برس.
المحللة في مكتب "كابيتال إيكونوميكس" للدراسات، شينا يو إن، قالت إن "تباطؤ النمو العالمي والزيادة الأخيرة للرسوم الجمركية الأميركية في منتصف مايو/أيار شكّلا ضغطا إضافيا على الصادرات".

وتتبادل واشنطن وبكين منذ العام الماضي رسوما جمركية مشددة باتت تشمل أكثر من 360 مليار دولار من المبادلات التجارية السنوية، وأصبحت تنعكس بقوة على الشركات على جانبي الأطلسي.

وفي ظل تصاعد التوتر التجاري مع بكين، قررت واشنطن في مايو/أيار زيادة الرسوم الجمركية من 10% إلى 25% على واردات بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار سنويا. وردت الصين في الأول من يونيو/حزيران بفرض رسوم جمركية مشددة على أكثر من 5 آلاف سلعة أميركية.

واتفق الرئيسان الأميركي دونالد ترامب، والصيني شي جين بينغ، في 29 يونيو/حزيران على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا اليابانية، على استئناف المفاوضات التجارية بين البلدين. لكن بعيد معاودة التفاوض، اتهم ترامب الصين يوم الخميس بعدم شراء منتجات زراعية أميركية طبقا لتعهدات قال إنها قطعتها.

وتعاني شركات التصنيع الصينية في ظل تعثر الطلب داخل البلاد وخارجها، وتهدد زيادة كبيرة للرسوم الجمركية الأميركية بالإضرار بهوامش الأرباح الهزيلة بالفعل، بما يعزز الآراء التي تقول إن بكين بحاجة للإعلان عن المزيد من التحفيز قريبا.

الفائض التجاري

وتمخضت البيانات التجارية الجديدة عن تسجيل الصين فائضا تجاريا بقيمة 50.98 مليار دولار الشهر الماضي، مقارنة مع فائض بقيمة 41.66 مليار دولار في مايو/أيار، وذلك بعدما توقع المحللون فائضا تجاريا مقداره 44.65 مليار دولار في يونيو/حزيران، بحسب رويترز.
وزاد الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة، وهو مصدر كبير للنزاع مع أكبر شريك تجاري لبكين، إلى 29.92 مليار دولار في يونيو/حزيران من 26.9 مليار دولار في مايو/أيار.

وفي النصف الأول من العام، ارتفع الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة نحو 5% إلى 140.48 مليار دولار مقارنة مع 133.76 مليار دولار في نفس الفترة من 2018.

نمو بيانات النصف الأول

الإدارة العامة للجمارك قالت إن إجمالي حجم التجارة الخارجية للبلاد ارتفع إلى 14.67 تريليون يوان (2.14 تريليون دولار) في النصف الأول من العام الجاري، مشيرة إلى أن الصادرات ارتفعت 6.1%، بينما ارتفعت الواردات 1.4% على أساس سنوي في النصف الأول من 2019، وفقاً لما نقلت "الأناضول".

كما أوضحت أن الفائض التجاري للصين (الفرق بين الصادرات والواردات) ارتفع 41.6% على أساس سنوي ليصل إلى 1.23 تريليون يوان ( 178 مليار دولار) في الشهور الستة من العام الجاري.

وارتفعت واردات البلاد من النفط الخام 8.8% على أساس سنوي لتصل إلى 245 مليون طن خلال هذه الفترة. كما بلغت واردات الصين 46.92 مليون طن من الغاز الطبيعي خلال الفترة، بزيادة 11.6% على أساس سنوي. وارتفعت واردات بكين من الفحم 5.8% على أساس سنوي لتبلغ 154 مليون طن في النصف الأول من العام الجاري.
وهبطت واردات الصين من الولايات المتحدة 31.4% على أساس سنوي في يونيو/حزيران الماضي، وسط حرب الرسوم الجمركية مع واشنطن، في حين انخفضت الصادرات إلى السوق الأميركية 7.8%.

وفد أميركي إلى بكين قريباً

ومن المقرر أن يتوجه مسؤولون أميركيون إلى الصين في "مستقبل قريب جدا" لاستئناف المفاوضات التجارية، حسبما أعلن مسؤول في البيت الأبيض اليوم الجمعة.

ومنذ اتفاق ترامب وشي على استئناف المفاوضات التجارية، تحدث مسؤولو التجارة هاتفيا، حسب ما أعلن مستشار شؤون التجارة في البيت الأبيض، بيتر نافارو، على شبكة سي.إن.بي.سي. وقال نافارو إن ممثل التجارة الأميركي روبرت لايتهايزر ووزير الخزانة ستيفن منوتشين سيتوجهان إلى بكين "في المستقبل القريب جدا وسيجريان محادثات بناءة لمعالجة هذه المسائل الهيكلية المهمة".

المساهمون