إشارات إيجابية للسياحة التركية: آمال بارتفاع الزوار الروس والعرب

إشارات إيجابية للسياحة التركية: آمال بارتفاع الزوار الروس والعرب

02 ابريل 2017
تركيا تجذب السياح رغم المخاطر (Getty)
+ الخط -
تعتزم تركيا إنعاش السياحة العام الجاري، بعد تراجع النسبة الإجمالية للسياح بنحو 41% خلال الموسم الماضي 2016 مقارنة بعام 2015، بسبب الاضطرابات الأمنية، وتستهدف الحكومة العودة إلى أرقام عام 2014 الذي تجاوز فيه عدد السياح 41.5 مليون سائح، عبر زيادة أعداد السياح الروس والأوروبيين والأوكرانيين والعرب العام الجاري. 

وحسب عاملون في قطاع السياحة فقد بدأت الاستعدادات الحكومية من أجل إنعاش هذا القطاع المهم عبر عمليات ترويج واسعة للسياحة في تركيا، ودعا رئيس البلاد، رجب طيب أروغان، أكثر من مرة الأتراك المقيمين في الخارج لزيارة بلادهم برفقة جيرانهم وأصدقائهم، مع وعود بتقديم حوافز وخصومات.

كما قال وزير السياحة، نابي أوجي، خلال افتتاح الجناح التركي في البورصة السياحية ببرلين، أخيراً: "أعتقد أن أداء قطاع السياحة سيكون أفضل خلال عامي 2017 و2018، وهناك إشارات إيجابية من الأسواق الروسية والإنكليزية والألمانية".

وبعد التراجع الحاد في عدد السياح الروس لتركيا تحديداً بنسبة 90% الموسم الماضي، بدأ الرهان على عودتهم لإنفاق ما يعادل نفقاتهم في عام 2015 البالغة نحو 6 مليارات دولار، على إثر تحسن العلاقات بين موسكو وأنقرة وزيارة الرئيس التركي لروسيا الشهر الجاري وتوقيع اتفاقات، منها توأمة سياحية وثقافية لعام 2019.

وقال نائب وزير السياحة والثقافة التركي، حسين يايمان، في تصريحات صحافية سابقة، إن بلاده تهدف لجذب 5 ملايين سائح روسي خلال العام الجاري، مشيراً إلى أن حجوزات السياح الروس الأوّلية إيجابية للغاية.

وأعلنت تركيا وروسيا أن 2019 سيكون عاماً للثقافة والسياحة المشتركة للبلدين بموجب اتفاق وقع عليه الجانبان، خلال زيارة الرئيس التركي لروسيا.

ويقول العامل بالقطاع السياحي، أور خليل أوغلو، لـ"العربي الجديد" إن "السياح الروس يقصدون مدينة أنطاليا التركية التي يملكون فيها منشآت سياحية، لكنهم يقصدون أيضاً إسطنبول وبقية المدن التركية، وسينعشون السياحة إن تطابقت التوقعات وعادوا بالمعدل الذي كانوا عليه قبل إسقاط الطائرة الروسية".

وأشار أوغلو إلى أن السائح الروسي متوسط الإنفاق بتركيا، إذ ينفق أكثر من سائح جنوب شرق آسيا، لكنه ينفق أقل من السائح العربي.

لكن في المقابل يرى الدليل السياحي بشركة في إسطنبول، غياث حسن، أن ما يقال عن إقبال السياح على تركيا بشكل عام للموسم المقبل، ربما مبالغ به بعض الشيء، والهدف منه ترويجي، وضرب مثالا بالسياحة الأوكرانية.

ويضيف حسن لـ"العربي الجديد" أن السياح الأوكرانيين فقراء وقليلو الإنفاق، متوقعاً عدم وصول أعدادهم للمستوى المتوقع، لكن في جميع الأحوال سيكون أكبر من عددهم خلال الموسم السياحي السابق، وفقاً لحسن.

وكان رئيس غرفة صناعة وتجارة مدينة أنطاليا الساحلية، داود شتين، قد أكد، أخيراً، أن الحجوزات المبكرة من السياح في أوكرانيا تشير إلى أن عددهم قد يتجاوز المليون سائح خلال قضاء عطلة الصيف في المنتجعات التركية هذا العام.

ويجمع مختصون في الشأن السياحي التركي، أن سياح المنطقة العربية، وخاصة الخليجيين، هم الوحيدون الذين لم يتأثروا بالأحداث السياسية خلال العامين الفائتين، بل زاد قدومهم إلى تركيا، ليسد سياحها الثغرة التي شكلها إحجام الروس وبعض الأوروبيين.

ويؤكد حسن، أن نسبة الحجوزات للسياح العرب زادت الفترة الأخيرة بنسبة 60% عن الموسم السابق، معتبراً أن تحسن العلاقات السياسية بين تركيا ودول الخليج، السبب الأهم في هذا الصدّد، فضلاً عن قرب تركيا وجمال طبيعتها ورخص أسعارها.

والمتابع للهزة السياحية التي عصفت بتركيا خلال الأعوام الأخيرة، يعرف إلى أي مدى مساندة السياح العرب لتركيا حيث سدّوا الفراغات التي أحدثها عزوف الروس، كما تعهد رئيس منظمة السياحة العربية، بندر فهد آل فهيد، العام الفائت، بجلب مزيد من السياح العرب إلى تركيا، لتعويض ما سينجم عن تراجع السياحة، بسبب التوترات السياسية.

وأضاف آل فهيد خلال تصريحات صحافية سابقة، أنه سيتم اتخاذ العديد من الخطوات من أجل تعزيز السياحة الطبية، والتي تشهد إقبالًا كبيرًا من الدول العربية، مبيناً أن مليونين و400 ألف سائح يتوافدون إلى تركيا سنويا من البلاد العربية، وحجم نفقاتهم تبلغ أكثر من أربعة مليارات دولار.

ويشدّد مديرو شركات السياحية في إسطنبول، على أهمية السياح الأوروبيين، ففي العام الفائت ورغم تراجع السياحة والأحداث والتفجيرات، زار تركيا 2.7 مليون سائحاً من ألمانيا، ونحو 1.24 مليون سائح من بريطانيا، ومليون و96 ألفًا من بلغاريا و705 آلاف سائح من هولندا، حسب تقارير رسمية.

وتخوّف مديرو الشركات السياحية من استمرار التصعيد السياسي بين بلادهم ودول الاتحاد الأوروبي إلى ما بعد بدء الموسم السياحي، لأن ذلك سيؤثر على عدد السياح وبالتالي على الموسم السياحي برمته.

ويرى مراقبون أن بريطانيا ستكون خارج التوترات التركية الأوروبية في حال استمرارها، وتوقعوا أن يشهد الموسم السياحي التركي إقبالاً من السياح البريطانيين.

وكانت شركة مونارك البريطانية لرحلات الطيران منخفضة التكلفة، قد أشارت أخيراً إلى ارتفاع حجوزات الطيران إلى تركيا بنسبة كبيرة، بحسب ما ذكرت صحيفة ديلي إكسبريس البريطانية، مشيرة إلى أن الطلب ما يزال قويا على الرحلات إلى دول غرب البحر المتوسط، في الوقت الذي بدأ سوق شرق البحر المتوسط التعافي من جديد.

دلالات

المساهمون