انتقادات لقرار الأردن منح الجنسية للمستثمرين

انتقادات لقرار الأردن منح الجنسية للمستثمرين

10 مارس 2018
تطبيق القرار سيساعد على تحفيز الاستثمار (Getty)
+ الخط -
رحّب رجال أعمال بقرار الحكومة الأردنية، الشهر الجاري، تقديم تسهيلات للمستثمرين الأجانب عبر منح جنسيتها وفقاً لشروط محددة، إلا أنهم انتقدوا اقتصاره على المستثمرين الجدد، إضافة إلى "الشروط الصعبة" التي يتضمّنها القرار، إضافة إلى مخاوف من دخول منافسين أجانب أقوياء إلى السوق المحلية.

وقال الخبير الاقتصادي محمد البشير إن القرار "محاولة من الحكومة للبحث عن مخرج للأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد عموماً، وللمالية العامة على وجه الخصوص".

وأضاف أن "النجاح في الاستفادة من القرار سيساعد على رفد الاقتصاد بالعملات الصعبة، إلا أن الشروط المنصوص عليها صعبة، لأن المبالغ المطلوبة للإيداع والاستثمار عالية".

وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، خلال مؤتمر صحافي عقده الشهر الماضي، إن شروط منح الجنسية للمستثمر تتمثل بإيداع وديعة بقيمة 1.5 مليون دولار من دون فائدة لخمس سنوات.

وتتضمّن الشروط بحسب المومني، شراء سندات خزينة بالقيمة ذاتها لمدة 10 سنوات، أو شراء أسهم بشركات أردنية متوسطة وصغيرة بمبلغ مليون دينار (1.4 مليون دولار) وبما لا يقل عن خمس سنوات.

كذلك يشترط أيضاً إنشاء أو تسجيل شركة برأسمال لا يقل عن 1.5 مليون دينار (2.1 مليون دولار) في المحافظات، ومليوني دينار (2.8 مليون دولار) في العاصمة عمّان، مع تأمين 20 فرصة عمل لأردنيين.

وأضاف أن شرط منح الإقامة الدائمة للمستثمرين يتمثل بامتلاك عقار لا تقل قيمته عن 200 ألف دينار (282 ألف دولار)، والاحتفاظ به 10 سنوات من دون التصرف به. كذلك يتم منح زوجة المستثمر وبناته العازبات والأرامل والمطلقات اللواتي يعشن في كنفه وأولاده الذين لا تتجاوز أعمارهم 18 سنة ووالديه اللذين يعولهما الجنسية الأردنية أو الإقامة الدائمة، حسب مقتضى الحال.

ورأى نائب رئيس مجلس الأعمال العراقي في الأردن سعد ناجي أن "أي قرار بهذا الاتجاه سيساعد على دفع العملية الاستثمارية"، مبيناً أن "المستثمر العربي، والعراقي تحديداً، يختلف عن غيره لأنه ينقل أسرته للعيش معه في مكان عمله، وهذا القرار سيحفزه على القدوم إلى الأردن".


وتحفّظ ناجي على توجيه هذا القرار للمستثمرين الجدد، داعياً إلى "إعادة النظر فيه ليشمل المستثمرين القدامى، الذين ضخوا استثمارات كبيرة في الأردن، لما سيكون له من أثر على استمرار عملهم في المملكة".

ويقدر حجم الاستثمارات العراقية في الأردن بنحو 18 مليار دولار، تتوزّع في قطاعات مختلفة مثل السياحة والعقار والصناعة والزراعة والصرافة.

وتراجع الاستثمار الأجنبي المباشر الداخل إلى الأردن خلال الربع الثالث من العام الماضي 5.3%، بحسب آخر الأرقام الصادرة عن البنك المركزي.

وأظهرت الأرقام أن الاستثمار الأجنبي المتدفق للأردن خلال الربع الثالث من عام 2017، بلغ 235.9 مليون دينار (332.5 مليون دولار) مقارنة بـ249.3 مليون دينار (351.3 مليون دولار) في الربع ذاته من 2016.

وقال رئيس جمعية حماية المستثمرين أكرم كرمول، في حديث إلى "الأناضول"، إن "تطبيق القرار أو الاستفادة من الغاية المنشودة من إقراره، سيساعد على تحفيز الاستثمار وتدفقه إلى الأردن وتحسين البيئة الاستثمارية بشكل عام".

ورأى كرمول أن القرار، مع ما يحتويه من مضامين، يساعد على إزالة العوائق التي تواجه المستثمرين، وأهمها الإقامة وحرية التنقل، ما يخدم العملية الاستثمارية في الأردن.

وشدّد على ضرورة أن "تروّج الحكومة لهذا القرار لزيادة جلب المستثمرين، وأن تلعب السفارات الأردنية دوراً نشطاً في هذا الخصوص".

ولفت إلى أن "القطاع الخاص المحلي يرى بعض الملاحظات التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند تطبيق القرار على المستثمرين الأجانب، وأهمها ألا يشمل تطبيقه المستثمرين في خدمات وتجارة منافسة للمستثمرين المحليين".


(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون