سلسلة من الأخطاء لـ"بن لادن" تتوج بحادثة رافعة الحرم

سلسلة من الأخطاء لـ"بن لادن" تتوج بحادثة رافعة الحرم

17 سبتمبر 2015
بدء ترميم آثار سقوط الرافعة بالحرم المكي (العربي الجديد)
+ الخط -

لم تكن حادثة سقوط رافعة الحرم المكي قبل أيام، الخطأ الوحيد الذي ارتكبته مجموعة بن لادن للمقاولات، خلال السنوات الأخيرة، ولكن ارتكبت أخطاء متكررة في عدة مشاريع، حسب عاملين في قطاع المقاولات السعودي، الذين أكدوا لـ"العربي الجديد"، أن المجموعة لم تستطع أن تعالج أخطاءها رغم حصولها على معظم المشاريع الحكومية.

وحاولت "العربي الجديد" الحصول على رد من الشركة حول مدي صحة هذه الاتهامات، الا أن مسئوليها رفضوا التعليق على أسئلة مراسل الصحيفة بالرياض أو الادلاء بأية بيانات بشأن الواقعة الأخيرة.

وقال الخبير الاقتصادي برجس البرجس، الذي حذر قبل نحو عامين من الأخطاء التي تقع فيها المجموعة في تنفيذ مشاريعها، أنه من المتوقع أن تستحوذ شركة أرامكو السعودية على الإشراف لما تبقى من توسعة الحرمين الشريفين اللذين يتوقع أن يكونا آخر مشاريع المجموعة في البلاد.

ويعتبر البرجس، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن ما حدث لـ"بن لادن" والقرارات المتعلقة بها رسالة شديدة اللهجة لشركة "سعودي أوجيه" العملاق الآخر للمقاولات في السعودية، مؤكداً على أنه، "ليس أمامها خيار إلا البناء السليم والالتزام بالمعايير".

ويضيف، " أرامكو وضعت مجموعة بن لادن في (القائمة السوداء) قبل ثلاث سنوات، ورفعت عليها قضايا بسبب سوء تنفيذها للمشاريع".

من جهته، يؤكد الخبير العقاري سعود الدلبحي، لـ"العربي الجديد"، على أنه تم اكتشاف 450 عيباً هندسياً بمبنى أحد مشاريع بن لادن التي كانت تنفذها في الجامعة الإسلامية، ويضيف، "أيضاً تعاني جامعة نورة مشاكل في التشغيل والصيانة بسبب بن لادن، وكان هناك أمر ملكي قبل سنتين بمنع المشاريع المستثناة ولكن لم يطبق".

ولا تقتصر مشاكل المجموعة على التنفيذ، ولكن قبل نحو عام اشتكى عدد كبير من الموظفين في الشركة من تأخر رواتبهم، على الرغم من الإيرادات الضخمة للمجموعة، مشتكين لوزارة العمل من تأخير صرف رواتبهم لأكثر من أسبوعين، وقالوا في شكواهم حينها :"نعاني تأخير الرواتب في الشركة شهرياً، فالرواتب ليس لها موعدٌ محدّدٌ متعارفٌ عليه وقد يتأخّر لمدة تتعدّى اﻷسبوعين دون آلية واضحة".

كثرة الملاحظات على المجموعة دعت خبراء سعوديين، للمطالبة غير مرة بكسر احتكار شركات المقاولات الكبرى لعقود المشاريع الحكومية الضخمة، وفسح المجال أمام مقاولين جدد للحصول على فرصة وافية من المناقصات الحكومية، متى امتلكوا القدرة على ذلك.

ويقول الخبير العقاري، مراد الجريسي لـ"العربي الجديد"، "إنه رغم مليارات الدولارات التي صرفت على مشاريع نفذتها بن لادن، لم نستفد كثيراً مما قدمته، وكانت النهاية بنية تحتية غير جيدة، لأنه مهما كان حجم أي شركة فإنها لا تمتلك وحدها من الإمكانات الكافية لتنفيذ كل هذه المشاريع العملاقة، بالدقة المناسبة في الموعد المحدد، ووفق المعايير العالمية".


اقرأ أيضاً: منع سفر مسؤولي "بن لادن"وصرف تعويضات لضحايا "رافعة الحرم"

دلالات

المساهمون