شركات روسية وإيرانية تريد "حصة الأسد" في إعمار سورية

شركات روسية وإيرانية تريد "حصة الأسد" في إعمار سورية

13 سبتمبر 2018
روسيا وإيران تنتظران مقابل دعمهما الأسد(Getty)
+ الخط -

داخل معرض دمشق الدولي، تتجمع شركات من أكثر من 15 دولة تحت سقف واحد، بينما تستقر تلك الوافدة من روسيا وإيران، أبرز حلفاء نظام بشار الأسد، في مبنى مستقل، طامحة باستثمارات ضخمة في مرحلة إعادة الإعمار.
ويرفرف العلمان الروسي والإيراني أمام المبنى رقم واحد الخاص بالبلدين في مدينة المعارض في ضاحية دمشق الجنوبية، وتسوّق شركات إيرانية لسيارات وسجاد يدوي ومواد بناء، بينما تعرض شركات روسية منتجاتها في مجال البناء والصناعة والنقل والتكنولوجيا في المعرض السنوي الذي يغلق أبوابه بعد غد السبت.

قرب شاشة تعرض آخر مشاريع شركته، يشرح المسؤول الإقليمي لشركة المعامل الروسيّة "ليبينا أغرو"، رجل الأعمال اللبناني - الروسي ليبا شحادة، عمل شركته في صناعة الحديد وتدوير المعادن.

ويقول شحادة لوكالة "فرانس برس" إن "ثمة تهافتاً وتسابقاً بين الشركات الأجنبية لتستثمر في سورية، لكن لروسيا أفضلية"، ويضيف: "نحن من كنّا ندافع في السياسة والحرب، ولذا نتوقع حصّة الأسد في الاقتصاد ومرحلة إعادة الإعمار"، مضيفا أننا "بصراحة ووضوح، نحن هنا لنرسم معاً خططاً لإعادة إعمار البلاد".

وتشارك روسيا في المعرض بوفد روسي يضم ممثلين عن هيئات حكومية وصناعية وشركات بينهم آرون ليفاشوف، وكيل شركة "رومكس" المتخصصة ببناء المستودعات والصوامع.

ويقول رجل الأعمال، وهو في الأربعينيات من عمره، إن "السوق السورية جذّابة للاستثمار"، مضيفاً: "نجد فيها نافذة وبوابة لروسيا نحو البحر المتوسط ومنه إلى أوروبا وأفريقيا".

وتستطيع الشركات الروسية، وفق ليفاشوف، العمل أكثر من سواها في سورية، "لأننا مطلعون مباشرة على الوضع الميداني ونعرف تماماً الأرض والسوق، وحجم الدمار وانتشاره".

ويشدد على أن روسيا "أثبتت نفسها بقوّة في المجال الحربي الجوي وتواصل دعمها السياسي، وعلينا أن نستفيد من المساحة المتاحة لنا لنثبت دورنا الاقتصادي".

حضور إيراني

وبحسب المنظمين، تشارك في المعرض 23 دولة حافظت على علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، عبر سفاراتها، إضافة إلى 25 دولة أخرى عبر وكلاء وشركات اقتصادية، أي الدول التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق أو فرضت عقوبات اقتصادية عليها.

وتحضر إيران في المعرض عبر "50 شركة، 32 منها متخصصة في إعادة الإعمار"، وفق ما يشرح مدير الجناح الإيراني محمد رضا خنزاد لـ"فرانس برس"، وتعمل بقية الشركات، وفق خنزاد، في "مجالات مختلفة كصناعة السيارات والأدوات المنزلية وتقنيات البرمجة والسجاد اليدوي والزراعة".

خلف طاولة صغيرة، يجلس رجل الأعمال مهدي قوّام محدّثاً ثلاثة رجال أعمال سوريين عن شركته "مسكن عمران" المتخصّصة بالبناء.

ويقول قوام (38 سنة) إننا "سنستفيد من فرصة وجود الإيرانيين هنا لنعيد بناء سوق أقوى ونصنع مساكن للسوريين المتضررين خلال الحرب"، ويتحدث عن "اتفاقات أولية" مع دمشق "لنسهّل عملية إدخال المنتجات الإيرانية الخاصة بشركتنا إلى سورية".

ويشير الى أن "سورية من البلدان القليلة التي تستقبل بضاعتنا في ظل العقوبات الأميركية" التي جددت واشنطن فرضها الشهر الماضي على طهران، مضيفا: "يجب ألا تؤثر هذه العقوبات علينا لأن العلاقة بين البلدين هي علاقة شقيقين"، بحسب قوله.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون