مدوار لـ"العربي الجديد": الحديث عن "موسم أبيض" سابق لأوانه

مدوار لـ"العربي الجديد": لو كان بلماضي مدربنا بمونديال 82 لكنّا بلغنا النهائي

17 ابريل 2020
رئيس رابطة الدوري الجزائري عبد الكريم مدوار (العربي الجديد)
+ الخط -
أعطى رئيس رابطة الدوري الجزائري لكرة القدم عبد الكريم مدوار، في حوار خصّ به صحيفة وموقع "العربي الجديد"، صورة عن الظروف التي تعيشها الكرة المحلية، خاصة بعد أزمة فيروس كورونا الجديد.

* عملتم على إنجاح الموسم ببرمجة مُحكمة، غير أن فيروس كورونا جاء ليعرقل كل ما بنيتموه، كيف تتعاملون مع الوضع الحالي؟

أود أن أذكّر بأنه ومنذ انتخابي على رأس رابطة الدوري الجزائري لكرة القدم، واجهت مشاكل بالجملة. وهنا نتحدث عن وضع البلاد قبل 22 فبراير/شباط (ثورة الشعب الجزائري ضد النظام السابق)، فقد كان هناك العديد من العراقيل في التسيير، خاصة في عهد النظام السابق الذي أثّر على الوضع الاجتماعي الذي تمخض عنه الحراك الشعبي. حتى أنه في الكثير من الأحيان كانت تأتينا أوامر عليا لا داعي لذكرها.... ثم أتى الحراك الشعبي وخروج مسيرات كل جمعة وثلاثاء، وهنا أتتنا تعليمات لكي لا ننظم المباريات خلال هذين اليومين (الجمعة والثلاثاء)، نظراً لالتزام رجال الأمن، وصعوبة وجودهم في كل الملاعب، فاضطررنا إلى إلغاء مباريات يومي الجمعة والثلاثاء، ما جعلنا كذلك نلجأ إلى لعبها في الأيام الأخرى، مثل يومَي الأحد والأربعاء، ما عرّضنا للانتقادات.

ما أود قوله أن ضمان سير الدوري بسلاسة لم يكن سهلاً، ثم لا يجب أن ننسى أنه بعد ذلك جاءت الانتخابات الرئاسية وتبعاتها، لنصطدم أخيراً بفيروس كورونا الذي غيّر أجندة العالم، والذي نتمنى زواله، خاصة من بلادنا الجزائر، في أقرب وقت، كما نتمنى السلامة للشعوب العربية والإسلامية من هذا الوباء، إن شاء الله.

* حذّر الاتحاد الدولي لكرة القدم الاتحادات الكروية من إلغاء الدوريات المحلية. كرئيس لرابطة الدوري الجزائري، هل فكرت في إلغاء هذا الموسم قبل بيان الفيفا؟ 

كنت قد أكدت في العديد من التصريحات الإعلامية السابقة، أن الحديث عن "موسم أبيض" يعد أمراً سابقاً لأوانه، وما قرره "فيفا" يظل أمراً معقولاً، فنحن في الدوري الجزائري ليست أمامنا مباريات كثيرة من أجل إكمال الموسم، هناك ثمانية لقاءات متبقية فقط، إضافة إلى نصف نهائي ونهائي كأس الجزائر. لذلك، أظن أننا بحاجة إلى ما بين ستة وثمانية أسابيع، على أقصى تقدير، لإكمال المنافسة بأريحية.

* حالة التوقف التي تعيشها الكرة الجزائرية ستنعكس سلباً على اللاعبين، أنتم كرابطة دوري هل لديكم حلول لمساعدتهم في تجاوز هذه الفترة الصعبة؟

اللاعب في جميع الأحوال مُجبر على القيام بتحضيرات على انفراد إن كان يريد أن يذهب بعيداً في مشواره الرياضي، لأن هذا هو الاحتراف، وقبل ذلك عليه الامتثال لتعليمات مدربه ومسؤولي فريقه. وحتى الآن، اللاعبون متوقفون عن التدريبات منذ شهر، ولهذا نتمنى منهم الالتزام قبل الاستئناف، ونحن بدورنا سنجد الحلول الضرورية لحماية عقودهم ومساعدتهم في الخروج من هذه الورطة، لكن يبقى الأكيد أن اللاعبين لن يعودوا للمنافسة قبل إجراء تحضيراتهم المناسبة، وسنعطيهم كل الوقت من أجل ذلك.

* كنتم سباقين لجمع التبرعات من أجل مساعدة السلطات الجزائرية في مجابهة فيروس كورونا عبر تقديم مبالغ مالية، هل تفكرون في مواصلة حملاتكم؟ وهل وجدتم تفاعلاً من الأندية المحلية؟

نعم، مكتب الاتحاد الجزائري لكرة القدم دعا إلى اجتماع عبر "سكايب"، وقدم تعليمات إلى جميع روابط كرة القدم بمختلف مستوياتها، من أجل المساهمة بمبلغ مالي، وكل هيئة بحسب ميزانياتها. ونحن بدورنا كرابطة الدوري اتفقنا على ضخ مبلغ قدره مليار سنتيم (500 ألف يورو) في صندوق التضامن الوطني. خطوتنا هذه جاءت رغم المشاكل المالية التي تمر بها هيئتنا، إذ إننا لم نحقق أي مدخول مالي لهذا الموسم (2019/ 2020)، ولهذا ارتأينا أن نجتهد ونكون السباقين لضخ هذه المبالغ، وتحدثت مع رؤساء الأندية عن مساهمتهم حتى بواسطة رابطة الدوري، عبر اقتطاع حقوقهم من أموال البث التلفزيوني عندما تدخل خزينتنا الموسم المقبل، بل طمأنتهم بهذا لكي لا يقعوا في مشاكل مالية.

* كرئيس نادٍ سابق، شهدنا هجرة كبيرة لنجوم الدوري الجزائري نحو الدوري التونسي، هل ترى أن ذلك أثّر على مستوى الدوري هذا الموسم؟

هذا لا يؤثر على مستوى الدوري الجزائري، لكنه يؤثر على نتائج المنتخب المحلي، لأنه يوجد العديد من اللاعبين ضمن هذا المنتخب توجهوا إلى هناك. وحسب رأيي، إن السبب مادي بحت، لأنهم هناك في تونس سيحصلون على رواتب أكثر من التي يتقاضونها في الجزائر، بمعنى أن كل لاعب أصبح يبحث عن مصلحته.
* هل ترى أن الجزائر مستعدة لانتهاج نفس الخطوة، باحتساب لاعبي شمال أفريقيا كلاعبين محليين؟ 

هذا القرار يبقى بيد الاتحاد الجزائري لكرة القدم، لكن أرى أن هذه الخطوة ليست لها أي فائدة بالنسبة لنا، لأن لاعبي تونس والمغرب لن يفضّلوا القدوم للدوري الجزائري، بل سيفضلون دوريات الخليج وأوروبا. ولهذا، أقول إن لاعبي الجزائر لو وجدوا رواتب مناسبة في بلدهم مثل تونس لما توجهوا إلى هناك (تونس).

* شاهدنا فشل الأندية الجزائرية في هذه النسخة من المسابقات الأفريقية، ما السبب برأيك؟ 

عندما نرى الفرق التي شاركت في المنافستين وهي اتحاد العاصمة ونادي بارادو وشباب بلوزداد وكذلك شبيبة القبائل، سنجد أنها تتشارك في شيء واحد، وهو امتلاكها مسؤولين حديثي العهد في كرة القدم، فالخبرة تبقى مطلوبة في مثل هذه المواعيد لأنها تصنع الفارق. أما من الجانب الفني، فإن الفرق الأجنبية المتأهلة ليست أحسن من فرقنا، وبالتي هذه التجربة التي يفتقدها الإداريون في الفرق الجزائرية في التعامل مع الهيئات التي تسيّر كرة القدم، جعلت فرقهم تمرّ جانباً في هذه المنافسة.

* الدوري في السنوات الأخيرة أعطى للكرة الجزائرية لاعبين مميزين، ساهموا في فوز منتخب الجزائر بلقب أمم أفريقيا 2019، هل ترى أن الدوري سيواصل هذه المهمة؟
 
أكيد، إذا لاحظنا التشكيلة التي حالفها الحظ وفازت بلقب أمم أفريقيا، فسنجد فيها نسبة 40% ممن كانوا من نتاج الدوري الجزائري، ثم توجهوا إلى الخارج حيث اكتسبوا خبرة أكبر مع الأندية التي يلعبون لها، خاصة خريجي أكاديمية نادي بارادو. القول إن الدوري المحلي أعطى للمنتخب أمر لا ينكره إلا جاحد، لكن المتشائمين وهم كثر يطلقون أحكامهم فقط لأنهم على خلاف مع مسؤولي الكرة المحلية، وهو ما يجعلهم يقللون من دور اللاعب المحلي، وأظن أنه لو كانت هناك أكاديميات لتكوين اللاعبين مثلما تم تسطيره وفقاً لقانون الاحتراف، لرأينا أسماء أكثر.

اللاعب الجزائري موهوب، وأقول إنه عندما تتوفر له الظروف فسيعطي الكثير للكرة الجزائرية وللمنتخب الوطني؛ نرى أسماء مثل بغداد بونجاح وإسلام سليماني والعربي هلال سوداني ويوسف بلايلي ويوسف عطال ورامي بن سبعيني والحارس عز الدين دوخة وغيرهم ممن لم أذكرهم، في الكثير من الأحيان هؤلاء صنعوا الفارق في المنتخب، من دون نسيان الإضافة التي قدمها اللاعبون الذين أتوا من أوروبا وترعرعوا هناك. ما علينا إلا إعطاء الأولوية لمراكز التكوين إذا أردنا أن نذهب إلى مستقبل أفضل.

* هل تعتقد أن التشكيلة الحالية للمنتخب الجزائري بقيادة جمال بلماضي قادرة على التألق في مونديال قطر 2022 بعد ضمان التأهل؟

عندما قال جمال بلماضي إن هدفه هو الفوز بكأس أفريقيا، فإن كُثراً من المحللين والاختصاصيين، سواء من الصحافة أو اللاعبين القدامى، سخروا منه بطريقة أو بأخرى. لهذا يجب أن نعترف بطموح بلماضي الذي لديه ما يقوله في عالم كرة القدم، بمعنى أنه مدرب يعرف من أين تؤكل الكتف، وطموحه يبقى مشروعاً. أظن أنه لو كان مثل جمال بلماضي في المنتخب الذي شارك في كأس العالم 1982، لكنا قادرين على الذهاب بعيداً حتى إلى نصف نهائي أو نهائي المنافسة، بالنظر إلى قيمة اللاعبين التي كنا نملكها في ذلك الوقت، وهذا مع احترامي للجهاز الفني الذي كان موجوداً حينها.

وبما أن بلماضي قال، وبهذه المجموعة، إنه قادر على الذهاب بعيداً في كأس العالم. فلمَ لا، خاصة وأنه هو القائل إنه ذاهب لكأس أفريقيا من أجل التتويج، وطبعاً هذه تبقى خطوة محفزة منه للتألق في المونديال، لكن إذا توفرت شروط العمل أولاً، لأن لديه مجموعة من اللاعبين يعرفهم جيداً ويستطيع تحسين مستواهم بشكل أكبر، الآن منافسة كأس العالم لم يتبق على انطلاقها إلا سنتان فقط، ونحن لدينا كل الثقة في هذا المدرب والمجموعة التي تعمل معه.

* بصفتك خبيراً في التنظيم، ومن خلال زيارتك السابقة لقطر، كيف تابعت تحضيرات الدوحة لتنظيم بطولة كأس العالم 2022؟

كأس العالم في قطر ستكون من أحسن نسخ هذه البطولة عبر التاريخ، إذا نظرنا إلى البنية التحتية المتميزة والفريدة من نوعها الموجودة هناك، وأكيد أن الإخوة القطريين سيوجهون أحسن رد لكل المتشائمين والمشككين في قدرة دولة قطر على احتضان المونديال. أعرف قطر، وهي دولة متطورة للغاية ولديها الكفاءات اللازمة التي ستجعل هذه النسخة القادمة من كأس العالم مُخلّدة في التاريخ.

* نجد انقساماً كبيراً وسط الجماهير العربية حول اختيار اللاعب العربي الأفضل هذا الموسم، خاصة عند المقارنة بين الثلاثي؛ رياض محرز ومحمد صلاح وحكيم زياش، فمن تختار؟

رياض محرز بطبيعة الحال، ويليه محمد صلاح.

المساهمون