مالكو ميلان الصينيون.. بين الاحتراف وكسب عطف الجماهير

مالكو ميلان الصينيون.. بين الاحتراف وكسب عطف الجماهير

15 سبتمبر 2016
ماسيميليانو ميرابيلي إداري الميلان الجديد (Getty)
+ الخط -


بدأت ملامح التغيير في الظهور على ميلان الإيطالي مع المالكين الصينيين الجدد. على الأقل على الصعيد الإداري، فبعد تعيين ماركو فاسوني مديراً عاماً، تم اختيار ماسيميليانو ميرابيلي مديراً رياضياً. لكن من هو ميرابيلي؟

ماسيميليانو ميرابيلي هو إداري سابق لنادي ساندرلاند الإنكليزي، والرئيس السابق لكشافة المواهب في نادي إنتر ميلان. ويملك خبرة كبيرة في دوريات أميركا الجنوبية، ولديه كل المواصفات التي تريدها المجموعة الصينية الجديدة للميلان، على صعيد المهنية العالية، ولكن بعيداً عن أضواء الصحافة وضجيج الصحافيين ووسائل الإعلام.

تعيين أغضب نجوم الميلان
ولكن هذه التعيينات والاختيارات لم ترق لجزء من الجمهور، لأن كلاً من فاسوني وميرابيلي لهما ماض مع الغريم الأزلي إنتر، ولأنه كان يتوقع تعيين شخصية ميلانية على الأقل، مثل مالديني أو ألبيرتيني، وهذا ما انعكس في تصريحات الأخير بتغريدة لاذعة، قال فيها "أنا لست إنتيريستا"، ليعبر عن استيائه وعدم رضاه على النهج الجديد للميلان مع الملاك الصينيين.

ولمساندة ودعم موقف ألبيرتيني، قال محلل برامج سكاي سبورت، بيلي كوستا كورتا، إن ألبيرتيني عبر عن شعور جمهور الميلان، وإنه لا يريد العمل مع الإدارة الجديدة، وحذرهم حتى من مجرد التفكير في الاتصال به.

وحسب الأخبار الأخيرة من ميلانو والتي قمنا برصدها، فإن المجموعة الصينية لا تريد تفاقم الضجة الإعلامية وهذا الجدل، ولذا ميرابيلي سيكون آخر شخصية كان قد عمل مع إنتر في الإدارة الجديدة وأمرت بالتفاوض مع شخصية ميلانية لإرضاء الجمهور.

وتشير كل المؤشرات إلى أن الاختيار سيقع على ماسيمو أمبروزيني في حال رفض باولو مالديني دوراً قد يبدو هامشياً نوعاً ما على صعيد اتخاذ القرارات، كما أن أمبروزيني شخصية "مريحة" ولن تتسبب في أي عرقلة لعمل الإدارة الجديدة، وهو بعيد عن أي ائتلاف أو تحالف سياسي داخل الرابطة أو الاتحاد الإيطالي عكس ألبيرتيني، الذي يعد من رجال جان كارلو أبيتي الرئيس السابق للاتحاد الإيطالي ويتبع التحالف الذي كان يدعمه، والذي ساند ألبيرتيني في بداية الانتخابات قبل التخلي عنه في نهاية المطاف.

أهداف الصينيين
ولكي نتعرف أكثر على نوايا المجموعة الصينية وعلى هويتها وأهدافها توجهت شخصياً لمقر المصرف الصيني في ميلانو، والذي تابع تحويل المبالغ التي تم ضخها ضماناً لجدية عملية شراء ميلان، والذي يبلغ ثمنه حوالي 100 مليون يورو.

ووفقاً لمن تحدثنا معه في إدارة المصرف، فقد أكد جدية وصلابة المجموعة وأن أهم المساهمين فيها مؤسسات ملك الحكومة الصينية. وعندما سألته عن كل هذا التأخير في اتمام صفقة شراء ميلان، تمت الإشارة إلى أن هذا كان بسبب البيروقراطية الصينية وأن الاستثمارات الحكومية في الصين تخضع لآليات طويلة، عكس الاستثمارات الخاصة وهنا الفارق مقارنة بما حدث مع ملاك إنتر ميلان.

وحسب هذه المصادر الحكومة الصينية تريد الاستثمار في كرة القدم وترويجها في الصين بشكل أكبر، ولذا أتت عملية شراء الميلان. وعكس ما يعتقد بعضهم فالاستثمار على ما يبدو سيكون بعيد المدى، لأن هدف الحكومة الصينية وهو شيء معروف استضافة بطولات كروية عريقة منها كأس العالم، والاستثمار بشكل قوي في علامة تجارية قوية كروياً على الصعيد العالمي.

وبعيداً عن هذه التسريبات، تطرقت قناة بلومبيرغ إلى موضوع آخر متعلق بالمجموعة، وأنها تبحث عن مستثمرين جدد لإتمام الصفقة، ولكن المجموعة سرعان ما أجابت ببيان رسمي تقول فيه إنها قامت بالاتصال بمستثمرين طلبوا معلومات عن العملية، وإن ميلان ستنتقل ملكيته نهائياً في نهاية السنة، وأن البيانات كانت تخص إمكانية الاستثمار في الملعب الخاص للميلان.

نقاط استفهام وراء القرارات
وهنا نعود لنقطة البداية، الهيكلة الإدارية لميلان الجديد، لماذا تم اختيار هذه الشخصيات وما هو نهج الملاك الجدد؟ وهنا ما علينا إلا قراءة نيّات المجموعة وتفسيرها حسب المؤشرات، ووفقاً لما قالته لنا المصادر المقربة من المصرف الصيني في ميلانو عن السياسة الصينية في الاستثمارات.

المجموعة في مرحلة حساسة قررت بناء إدارة متخصصة، أي كل شخصية لها خلفية تخصصية في مجالها، فماركو فاسوني شخصية مالية ومصرفية معروفة، وعمل مع اليوفي في مشروع بناء الملعب، ومع نابولي لإعادة بناء الإدارة في فترة حرجة، ومع إنتر عند انتقال الملكية من ماسيمو موراتي إلى إيريك توهير. وسيتابع أموراً مرتبطة بتخصصه من الجانب الإداري للنادي. في حين ماسيميليانو ميرابيلي شخصية بخلفية رياضية كروية، وتحديداً في مجال اكتشاف المواهب الشابة في الفرق الصغيرة، ومقيم منذ سنوات في أميركا الجنوبية، ويتعاون مع أكثر من ناد في البرازيل والأوروغواي. والشيء الأهم لا تربطه علاقات "خاصة" بأي مدير أعمال.

تظل التساؤلات بخصوص الشخصية الميلانية التي سترافق عمل فاسوني وميرابيلي، هل سيقبل مالديني دوراً غير رئيسي؟ وفي حال ذلك هل سيقبل الأولتراس السلام والهدنة بعد كل هذه السنوات؟ وما هو موقف سيلفيو بيرلوسكوني الذي يظل الرئيس الشرفي لميلان، وهو أحد الشخصيات التي كانت وراء إبعاد مالديني عن بيئة ميلان، وليس غالياني وجزء من الألتراس فقط؟

كمتابعين لميلان بمالديني، سيكون له رونق آخر، ومجرد وجود باولو في الإدارة سيعني فعلا انطلاقة جديدة وناصعة نحو المستقبل.

المساهمون