التنس في زمن كورونا.. بين التغييرات وتعافي اللاعبين

التنس في زمن كورونا.. بين التغييرات وتعافي اللاعبين

14 مايو 2020
ويليامز استفادت من فترة التوقف وهي مستعدة للعودة (Getty)
+ الخط -
تحاول الرياضة حول العالم استعادة نشاطها بشكلٍ تدريجي وبتدريبات فردية أحياناً أو ضمن مجموعات محددة مع احترام مسافة التباعد الاجتماعي، وذلك بسبب التخوف من الإصابة بفيروس كورونا الذي انتشر حول العالم.

وعلى غرار العديد من الرياضات توقف عالم التنس وتأجلت البطولات إلى أجلٍ غير مسمى، اليوم سنتحدث في هذا التقرير عن شكل التنس في المستقبل واللاعبين الذين استفادوا من فترة التوقف.

التنس آمن؟
يتساءل البعض لم لا تعود عجلة رياضة التنس للدوران مجدداً في أقرب فرصة، وهي التي تحترم بشكلٍ كبير فكرة "التباعد الاجتماعي"؟

في الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال كما بقية دول العالم، أغلقت الملاعب والحدائق العامة، ولم تُفتح أبواب التنس مجدداً بالرغم من الترقب المتعلق بإمكانية إقامة رابع دورات الغراند سلام "أميركا المفتوحة" في شهر أيلول المقبل إذا سمحت الظروف بذلك، بعدما ألغيت بطولتا رولان غاروس على الملاعب الترابية وويمبلدون على الملاعب العشبية بسبب كوفيد-19.

نحن هنا لا نتحدث عن كرة القدم أو كرة السلة التي تحتاج إلى احتكاكٍ كبير ضمن مجموعات بين اللاعبين، إنّما عن التنس.

ويبلغ متوسط ​​ملعب التنس 78 قدماً، عندما يلعب المحترفون عادة ما تصبح المسافة 27 قدماً عن بعضهم البعض، وقد تكون المشكلة الوحيدة هي في رياضة الزوجي حين يغدو اللاعبون الأربعة أقرب إلى بعض.

صحيحٌ أن التنس يحترم مسافة التباعد، لكن على الجميع مستقبلاً أو لحظة عودة المنافسات احترام بعض الأمور التي قد كانت عرفاً في الماضي.

بينما يجلس الجميع في بيوتهم لمشاهدة الأفلام أو التدرب بشكلٍ فردي أو حتى العمل، يدرس القيمون على كلّ رياضة سيناريوهات العودة في المستقبل، وكيفية وضع خطط من أجل تفادي الإصابة بفيروس كورونا.

بحال كنت متابعاً لرياضة التنس سترى اللاعبين يرمون المنشفة لأحد الأطفال الحاضرين في الملعب، هذه المناشف في المستقبل ستصبح خطراً كبيراً لأنها تحمل معها العرق وأحياناً الدم وربما الدموع، بالتالي قد تنقل العدوى من شخص لآخر، مع العلم أنه وخلال كأس ديفيس أُجبر جامعو الكرات على ارتداء قفازات لحماية أنفسهم في شهر آذار الماضي، قبل توقف النشاط نهائياً.

سيتوجب أيضاً على اللاعبين الاعتياد على إمكانية فرض ما يسمى "رفّ المناشف" الذي كان قد اعتُمد في عام 2018 لكنه لم يرض العديد من اللاعبين.

التنس قد يعود، لكن على اللاعبين إيقاف ما يسمى بالمصافحة أو التحدث عن قرب والانتباه أكثر إلى عدم لمس الوجه بتاتاً، خاصة أن تبادل الكرات قد يكون كفيلاً بنقل العدوى من شخص لآخر.

الاستفادة من التوقف
عانى العديد من اللاعبين في الفترة الماضية من الإصابات أو من انخفاضٍ بالمستوى على صعيد الرجال والسيدات.

البداية مع النجمة الأميركية سيرينا ويليامز، التي تحدثت عن شوقها للعودة إلى الملاعب، وقالت في حوارٍ على إنستغرام مع شقيقتها فينوس: "أشعر بأن وضعي البدني أفضل من أي وقت مضى، أتطلع قدماً للعودة إلى الملاعب، أنا أعشق اللعب".

وتحلم سيرينيا ويليامز بمعادلة الرقم القياسي لعدد ألقاب الغراند سلام الذي تحمله الأسترالية مارغريت كورت (24)، لكنها فشلت في السنوات الماضية بذلك بعدما كان آخر تتويج لها في عام 2017 ببطولة أستراليا المفتوحة، قبل أن تتوقف عن اللعب لمدة عاملٍ كامل بسبب الحمل والولادة، ما أثر عليها بشكلٍ كبير، وقالت عن ذلك: "شعرت وكأن جسدي كان يحتاج للتوقف لفترة، على الرغم من أنني لم أرغب في ذلك، أشعر الآن بأنني أفضل من أي وقت مضى وبأنني مرتاحة، جاهزة بدنياً ويمكنني لعب التنس بشكل حقيقي".

وبعد عودتها في عام 2018 إلى عالم التنس، خاضت نهائي بطولات الغراند سلام، لكنها خسرت في ويمبلدون وفلاشينغ ميدوز الأميركية.

من جانب آخر، ورغم صعوبة الموقف الذي تحدث عنه نادال لعودة التنس في وقتٍ سابق، حذّر من الإصابات التي قد تحصل مع استئناف النشاط.

التوقف عن التمارين بطبيعة الحال يُمكنه التأثير بشكلٍ سلبي على اللاعبين من ناحية ارتفاع نسبة إصاباتهم، لكن التوقف من دون شك سيعطي نادال فرصة للتعافي من آلام الظهر التي أرهقته في السنوات الماضية، مع العلم أنه انسحب قبل 15 يوماً تقريباً من بطولة افتراضية تلعب من المنزل بسبب تلك الأوجاع.

على المقلب الآخر، ورغم تقدمه في السن وبلوغه عامه الـ38، قد تكون فترة التوقف بسبب كورونا فرصة للنجم السويسري المخضرم روجر فيدرير لاستعادة نشاطه وحيويته مجدداً.

وكان فيدرير يُضطر في كلّ موسم بالسنوات الأخيرة للغياب عن منافسات الملاعب الترابية وبطولاته، مما يكلّفه خسارة نقاط على مستوى التصنيف العالمي وكذلك عدم تحقيق ألقاب البتة، بهدف خوض بطولة ويمبلدون على الأراضي العشبية بكامل طاقته بسبب سنّه، لكن من دون شك وبسبب فترة الراحة هذه سيتمكن مستقبلاً من العودة إلى الملاعب بقوة، وبالتالي سيجد الفرصة لتوسيع الفارق ربما عن أقرب منافسيه من ناحية بطولات الغراند سلام أي نادال والصربي نوفاك ديوكوفيتش.

أخيراً نختم مع النجم البريطاني آندي موراي، الذي كان قاب قوسين أو أدنى في الفترة الماضية من إعلان اعتزاله لعب التنس بسبب الإصابات والآلام، قبل أن تتحسن حالته تدريجياً ومع جرعة الراحة هذه قد يكون المتوج سابقاً بـ3 ألقاب في الغراند سلام على موعدٍ مع التقدّم في التصنيف وتحقيق البطولات ربما، وهو الذي يبلغ من العمر حالياً 32 عاماً.

المساهمون