أين اختفى الأسطورة باجيو؟

أين اختفى الأسطورة باجيو؟

17 ابريل 2018
روبيرتو باجيو بعيد عن كرة القدم كثيراً (Getty)
+ الخط -

قدمت إيطاليا للعالم على مدار سنوات طويلة نخبة من أساطير كرة القدم، لكنها باتت تعاني حالياً من ندرة المواهب ما انعكس في تراجع مستوى الدوري المحلي والغياب عن التتويجات الأوروبية، لا بل حدثت الفضيحة المدوية بالغياب عن كأس العالم 2018 ليترحم عشاق "الأزوري" على أيام مضت كانت فيها الكرة الايطالية مصدراً للمتعة، خاصة عندما تكون عند أقدام روبرتو باجيو الذي اختفى عن الأنظار، كما لو كان منزعجاً من حال اللعبة في بلاده.

ومنذ اعتزل الساحر باجيو اللعب ربما لا يتذكر الجمهور الإيطالي أو العالمي رؤيته إلا في لقطات نادرة، ومع ظهور صور له على فترات متباعدة يتعجب كثيرون من تغير ملامح أفضل لاعب في العالم ونجم يوفنتوس والإنتر وفيورنتينا السابق، وقد بدا رجلا عجوزا وغطى الشعر الأبيض رأسه.

وربط باجيو بين اعتزال الكرة واعتزال العالم، فهو على عكس أساطير الكرة القدامى لا يظهر في القنوات التلفزيونية للتعليق أو تحليل المباريات ونادراً ما يجري مقابلة صحافية أو يدلي برأيه في قضية رياضية، ولا يشارك في حدث دولي متعلق باللعبة مثل سحب قرعة ما جعل عشاقه يشعرون بالشغف للتعرف على أخباره، وكيف يقضي حياته بعد 14 عاماً من الاعتزال.

والحقيقة أن باجيو، الذي يعتنق البوذية، قرر بمحض إرادته الابتعاد عن الأضواء والتفرغ لقضاء الوقت مع أسرته وأبنائه الثلاثة، وحتى إذا التقطه أحد محبيه في مكان عام، فإنه يكون أثناء القيام بمبادرات خيرية وإنسانية أو حتى للسياحة في مكان ما مثل أي إنسان عادي من دون حراسة، وفي أماكن بسيطة لأنه لا يهوى حياة الترف والرفاهية.

وسبق أن تولى باجيو منصباً إدارياً لفترة قصيرة في الاتحاد الإيطالي لكرة القدم في 2010 كما حصل على رخصة لمزاولة التدريب، لكنه حتى الآن لم يتخذ قراراً بالعودة إلى المستطيل "الأخضر" ويفضل الاستمتاع بالحياة الريفية أحياناً في مزرعته في الأرجنتين التي يعتبرها بلده الثاني.

وبجانب متابعة مباريات الأندية الإيطالية عن بعد يشجع باجيو بوكا جونيورز الأرجنتيني وسيكون مرحباً بانضمام مواطنه الحارس الأسطوري جيانلويجي بوفون إلى بوكا بعد إنهاء مسيرته الرائعة مع يوفنتوس هذا الموسم.

ووهب باجيو نفسه لفعل الخير وتبرع بالكثير من الأموال لبناء مستشفيات وإغاثة المنكوبين من الزلازل والكوارث الطبيعية، خاصة في هاييتي لذا تم تعيينه سفيرا للنوايا الحسنة بمنظمة الغذاء والزراعة (فاو) في 2002 ونال لقب "رجل السلام" في اليابان في 2010 من مؤسسة نوبل.


وفي عام 2014 كان الظهور النادر لروبيرتو باجيو في الملعب، عندما خاض مباراة خيرية في ملعب "الأولمبيكو" في العاصمة روما برفقة أسطورة الأرجنتين دييغو مارادونا، كما ساهم في تمويل أبحاث لعلاج أمراض عصبية حركية.

في المقابل يبكي باجيو لرؤية أي طفل يتألم كما حدث في زيارة إلى البيرو، وأكثر ما يفزعه هو وفاة طفل نتيجة الجوع أو الحروب، ليبرهن على أنه كما كان لاعباً عظيماً فهو إنسان عظيم.

المساهمون