ثلاثة أندية في عقل مبابي...خطط تكتيكية جديدة بانتظاره

ثلاثة أندية في عقل مبابي...خطط تكتيكية جديدة بانتظاره

20 اغسطس 2017
هل اقترب مبابي من باريس سان جيرمان؟ (Getty)
+ الخط -

"أعتقد بأن مبابي يفكر في ناديين أو ثلاثة، وداخل عقله تدور أفكار قوية حول انتقاله إلى واحد منهم، باريس سان جيرمان، ريال مدريد، ويمكن إضافة مانشستر سيتي إلى القائمة". فجر لويس فيرنانديز، مدير أكاديمية شبان باريس، هذه المفاجأة، وذلك بعد تحدثه أخيراً عن جوهرة موناكو بهذه الطريقة، وزادت الأمور تعقيداً تصريحات ليوناردو جارديم بأنه استبعد لاعبه من المباريات الأخيرة لعدم تركيزه الكلي مع الفريق، ليفتح الباب من جديد أمام الصفقة الأبرز في الأيام الأخيرة من عمر الميركاتو.

وخرج برشلونة سريعاً من قائمة الأندية التي تراقب مبابي، بعد تحول الإدارة إلى الثنائي كوتينيو وديمبلي، واقتناع إرنستو فالفيردي بأنه يحتاج فقط إلى جناح صريح على الخط، ولاعب وسط إضافي قادر على الاختراق من العمق، لذلك تحولت أنظار الصحافة إلى الأندية الثلاثة الأخرى، مع أوضاعهم المالية الممتازة وتنوع مصادر الدخل أمامهم، كدليل حقيقي على قدرة الحسم في أي وقت، حتى اليوم الأخير من شهر أغسطس/ آب.

ريال مدريد
حاول ريال مدريد ضم كيليان مبابي في بداية الصيف الحالي، لكن الصفقة توقفت فجأة بسبب المطالبات المالية المُبالغ فيها من إدارة موناكو. وانخفضت وتيرة الأخبار التي تتحدث عن الاتصالات بين نادي العاصمة الإسباني واللاعب، حتى عودتها من جديد أخيراً بعد استبعاد اللاعب من المشاركة بانتظام مع فريقه الحالي موناكو.

وتبدو العلاقة مضطربة بين اللاعب ومدربه ليوناردو جارديم، مع مواصلة استبعاده بعيداً عن قائمة الفريق، لكن أحداث السوبر الإسباني الأخير بين ريال مدريد وبرشلونة قد تؤثر سلبياً على صفقة انتقال مبابي إلى مدريد.

تألق الشاب ماركو أسينسيو بشدة في مباراتي الذهاب والإياب. لعب في الكامب نو كمهاجم متأخر خلف رونالدو، وأبدع في الربط بين الوسط والثلث الأخير، مع تسجيله هدفاً رائعاً من مرتدة خاطفة في الدقائق الأخيرة. بينما شارك بالإياب كجناح صريح بين الخط والعمق، يساند مارسيلو يساراً في الحالة الدفاعية، ويصعد بالكرة بالقرب من بنزيما في الأمام، بالإضافة لتسجيله هدف افتتاح النتيجة في بداية القمة، وبالتالي قدم نفسه كأحد العناصر الرئيسية أمام زيدان بالموسم المقبل.

أسينسيو بديل رائع لرونالدو، يمكن القول إنه أنسب من يقوم بهذا الدور في حالة غياب البرتغالي، وبنسبة أكثر نجاحاً من الويلزي غاريث بيل. كذلك يمكن لمفاجأة الميرنغي أن يتحول إلى الخط، عند الانتقال من (4-4-2) إلى (4-3-3)، كما الحال في الكلاسيكو الأخير، وبسبب اقتراب بطولة كأس العالم، ورغبة مبابي في المشاركة بشكل شبه دائم، حتى يضمن مركزاً أساسياً في تشكيلة ديشامب، فإن مسألة ذهابه إلى إسبانيا محل شك، نتيجة تألق أسينسيو ووجود أكثر من لاعب جاهز تحت أمر زيدان.

مانشستر سيتي
مانشستر سيتي ناد آخر يضع مبابي في أولوياته، وظهر فريق بيب غوارديولا بصورة رائعة في الجولة الودية، لكنه عانى من نفس المشكلة القديمة الخاصة بصعوبة ترجمة الفرص إلى أهداف، وضعف الحسم داخل منطقة الجزاء، مع تزايد الشكوك حول قدرة أغويرو وخيسوس على الاستمرار بنسق مرتفع حتى نهاية الموسم، لدرجة أن الإدارة الرياضية للفريق قررت التعاقد مع صفقة إضافية في الهجوم، رغم أن هناك بعض النواقص في مركزي قلب الدفاع والارتكاز الصريح.

فكر المدير الرياضي للسيتي، تشيكي بغرستين، في أليكسيس سانشيز كهدف رئيسي، لكن آرسنال رفض حتى فكرة التفاوض، لاقتناع أرسين فينغر بأن اللاعب التشيلي يجب أن يستمر حتى نهاية عقده بالعام المقبل، من أجل المنافسة على "البريميرليغ"، والصعود من جديد إلى دوري أبطال أوروبا بعد الفشل الأخير، ليفقد غوارديولا فرصة ذهبية لتقوية فريقه، بالحصول على نجم يجيد التمركز كجناح ومهاجم متأخر ورأس حربة صريح وفق ظروف المباراة وصفات منافسيه.

يمثل كيليان وجه العملة الآخر للصفقة التي يريدها السيتي، فالفرنسي أجاد بشدة لعب دور المهاجم المتأخر خلف فالكاو، مع سابق تألقه كجناح على الخط برفقة أكاديمية موناكو، وبالتالي يستطيع اللعب كمهاجم آخر في تشكيلة السيتي إذا استمر بيب بخطة (3 – 5 – 2)، ويجيد أيضاً التواجد كرأس حربة وهمي "False 9" على خطى ميسي مع برشلونة في حقبة 2009-2014. وتبقى كل الخيارات متاحة أمام السيتي للحصول على اللاعب الذي سيُكمل خطط الفريق بالشق الهجومي.

باريس سان جيرمان
تؤدي كل الطرق إلى باريس في الفترة الأخيرة، بعد الحفاظ على الإيطالي فيراتي، وخطف البرازيلي نيمار رغم أنف برشلونة، ويفكر مدراء النادي العاصمي في التعاقد مع مبابي بأي ثمن، لكنهم يهابون قواعد اللعب المالي النظيف حتى الآن، مع تخوفهم من فرض الاتحاد الأوروبي لعقوبات قوية، خصوصاً أن صفقة نيمار لا تزال محور حديث الجماهير ووسائل الإعلام في أوروبا. وفي حالة تجاوز هذه العقبة القانونية، فإن مبابي وباريس بمثابة الثنائية الاستثنائية لتقوية فرص رواد حديقة الأمراء في الظفر باللقب الأوروبي.

يلعب أوناي إيمري حالياً بخطة لعب (4-3-3)، بتواجد خط وسط ثلاثي صريح يبدأ بموتا وينتهي برابيو مروراً بفيراتي، مع تمركز كافاني كمهاجم صريح، وعلى الطرفين نيمار ولاعب آخر، إما دي ماريا أو ألفيش في حالة عدم البدء كظهير. وتتحدث المصادر المقربة من المدرب الإسباني عن نيته التحول إلى (4-3-2-1) في بعض المباريات، لكي يضع نيمار على مقربة من كافاني، ويفتح الملعب عرضياً بالأجنحة، ليكتفي بثنائي محوري في عمق الارتكاز.

وإذا توصل النادي إلى اتفاق رسمي مع مبابي، فإن الخطط الحالية يجب أن تتغير بعض الشيء، لضرورة وضع كيليان، نيمار، وكافاني في تشكيلة واحدة، لذلك هناك تصور غير تقليدي بالرهان على رسم (3-4-3)، بوضع الثلاثي تياغو سيلفا، ماركينيوس، ومدافع ثالث مثل كيمبيب، للتغطية القوية خلف ظهيري الجنب "Wing Backs"، ألفيش أو مونييه على اليمين وكورزوا أو حتى دي ماريا يساراً، مع وضع فيراتي ورابيو كلاعبي دائرة في الوسط، والضرب الهجومي الفتاك بمبابي ونيمار خلف كافاني، لتكون الخطة بالملعب أقرب إلى (3-4-2-1).

الحلم الأوروبي
يحتاج باريس سان جيرمان إلى حصد بطولات إضافية في الموسم المقبل، بعد الفشل الأوروبي أمام برشلونة وفقدان الليغ 1 لصالح موناكو في مفاجأة مدوية. ويعتبر الفريق مرشحاً بقوة للوصول إلى أدوار بعيدة في دوري الأبطال، بسبب مهارة نيمار وفعاليته، وقوة خط الوسط القائم على التمركز والحيازة، دون نسيان خبرة عناصر الدفاع وتفاهمهم في الفريق والمنتخب، لكن كل هذا التنوع إذا أضيف إليه لاعب شاب بقيمة وقدرات مبابي، سيكون الأمر مختلفاً بحق.

ليس من السهل توقع بطل أوروبا على صعيد الأندية. وبالعودة إلى قائمة الأندية المتوجة في آخر السنوات، سنجد حصول الفريق الأقل حظوظاً بالبدايات على اللقب في النهاية، فعلها بايرن ميونخ في 2013، برشلونة 2015، الريال في 2014 و2016، لذلك فإن دخول باريس سان جيرمان الموسم محملاً بعدد كبير من النجوم، وأرقام خيالية على مستوى الصفقات والانتقالات، كلها عوامل ستزيد من صعوبة المهمة أمام أوناي إيمري وشركاه.

لم يعد الدوري الفرنسي حلماً للنادي وجماهيره، فإذا فاز باريس سان جيرمان بالدوري والكأس والسوبر، وخرج من ربع أو نصف نهائي دوري الأبطال، سيغضب العديد من عشاق النادي وأنصاره، كذلك لن ترحم الصحافة الفرنسية والأوروبية الجهاز الفني بالكامل، لأنه هو الذي وضع نفسه تحت هذا الضغط، بعد التعاقد مع نيمار، وربما مبابي.

المساهمون