نهاية آخر ملوك روما!

نهاية آخر ملوك روما!

21 فبراير 2016
+ الخط -

هذا ليس عنوان فيلم جديد سيعرض في دور السينما قريباً، ولو أن القصّة بإمكانها أن تحقّق نجاحاً كبيراً، لكنّه عنوان لما يبدو أنه "نهاية ملكٍ جديد من ملوك روما"، آخر هؤلاء الملوك، فرانشيسكو توتي.

قصص نهاية ملوك روما خاصّة لطالما كانت مميّزة، لطالما حكم هؤلاء العالم ثم انتهوا في ظروفٍ أغلبها يدعو للشفقة، وها هي القصة تتجدّد الآن.

في روما، توتي هو الملك بامتياز، ملك بكل معنى الكلمة، في الفريق يفعل ما يشاء، نجاح المدرّبين غالباً ما يمرّ عبر بوّابته، في تريغوريا مركز التدريبات هو الحاكم المطلق، وعند جمهور الفريق كلمته مسموعة دائماً، توتي فوق الانتقاد مهما حصل، لأنه ببساطة "الكابيتانو".

حتى السياسيين في روما، يحاولون خطب ودّه قبل الانتخابات للفوز في العاصمة، نعم لهذه الدرجة قوّة توتي كبيرة، بل هذا غيض من فيض، لأن المجال لا يتّسع لذكر عشرات القصص التي لا تخطر على بال في عشق جمهور روما له.

كان واضحاً هذه السنة أن توتي لم يعُد له مكان أساسي، العمر يمر على الجميع، لكن يبدو أن الأمور اتخذت منحى تصاعدياً مؤخراً.

مع سباليتي، كانت الأمور متوترة أصلاً، يُقال إن توتي ودي روسي من أسباب رحيله عن روما، وللمصادفة تزامنت عودته مع تجاهل شبه تام للأول وتقليل مساحة الثاني.

في مباراة الريال، بدا أن الخيط الرفيع بين توتي وسباليتي قد انقطع: سباليتي يطلب من مساعده الإشارة لتوتي بالدخول في آخر عشر دقائق، توتي يرفض، يعود المساعد لسباليتي ويخبره، يكرّر الأمر ثانية، يرفض توتي مجدّداً، فيتدخّل سباليتي شخصياً ويشير بأصبعه بما يُشبه التهديد لفرانشيسكو الذي يذعن للأمر على مضض! من تابع الحادثة تأكّد أن الجرّة ستنكسر سريعاً، حصل ذلك بالأمس، تصريح لتوتي الذي نادراً ما يعطي مقابلات، يهاجم فيه طريقة معاملته من سباليتي والإدارة، ويأسف للنهاية التي وصل إليها.

ستكون عشرة أيام حاسمة على مستقبل توتي في روما، عقده ينتهي في يونيو المقبل، هو يريد التجديد لسنة إضافية، لا يبدو أن الإدارة ترغب بذلك، قصة عشنا شيئاً شبيهاً لها، مع "ملكٍ" آخر، في مكانٍ آخر، اسمه أليساندرو دل بييرو.

لن يكون سهلاً إزاحة آخر ملوك روما طالما لم يظهر ملك جديد لها، هكذا هو التاريخ، روما بلا ملك، تفقد الكثير من سحرها...

لمتابعة الكاتبة..
شفاء مراد

دلالات

المساهمون