قمة مانشستر.. عرف مورينيو الإجابة فكتب غوارديولا سؤالاً جديداً

قمة مانشستر.. عرف مورينيو الإجابة فكتب غوارديولا سؤالاً جديداً

11 سبتمبر 2016
غوارديولا تفوق على مورينيو في الدربي (Getty)
+ الخط -


"غاضب من التحكيم بشدة، هناك ضربة جزاء ضد برافو وأخرى بعد لمسة يد أوتاميندي"، عبّر جوزيه مورينيو عن استياء واضح بسبب قرارات كلاتنبيرغ، لكنه أيضا اعترف بأن لاعبيه قد خذلوه في بعض أحداث المباراة، ليخسر المان يونايتد على أرضه ووسط جماهيره أمام الغريم اللدود، بعد أن حقق بيب غوارديولا أول انتصار على منافسه في بطولة الدوري الإنكليزي.

رهان ناجح
لعب جوزيه مورينيو بالرسم المتوقع نفسه لكن مع بعض التغييرات، مخيتاريان مكان ماتا والمفاجأة لينغارد في مركز مارسيال، مع الحفاظ على النجوم في التشكيلة الأساسية، كل الاعتماد على زلاتان، روني، وبول بوغبا. أما غوارديولا فاعتمد على تكتيكه المتوقع، 4-1-4-1 دون أي إضافات، فقط إيهيناتشو مكان الموقوف أغويرو.

راهن البيب على حسابات ذكية، بالعمل على تمديد الملعب عرضيا قدر المستطاع، ومحاولة استغلال الفراغات المتاحة بين دفاع اليونايتد وارتكازه، وذلك عن طريق التمركز المثالي من جانب كل من ستيرلينغ ونوليتو. لعب الثنائي مثل الـWing Backs على الرواق تقريبا، نسخة قريبة من دور بيدرو/دافيد فيا مع برشلونة 2011 أمام اليونايتد في نهائي الشامبيونزليغ.

ساهمت وضعية نوليتو/ستيرلينغ في تحجيم أظهرة اليونايتد، وإجبار وسطه على التحول باستمرار باتجاه الأطراف، لعبة جعلت المساحات أكبر لصالح دي بروين ودافيد سيلفا، الثنائي الأقرب إلى دور لاعبي الوسط في المركز 8 بالملعب، أنصاف مهاجمين وأنصاف صناع لعب، في ظل المسافة الشاسعة بين أجنحة أصحاب الأرض ولاعبي الدفاع، العيب الأوضح في طريقة 4-2-3-1.

1 ضد 1
يمكن تلخيص الشوط الأول في لاعبين، الأول هو فرناندينيو والثاني مروان فيلايني، فالبرازيلي أعطى وسط سيتي ديناميكية مطلوبة، من خلاله قدرته على ملء منطقة الارتكاز برفقة الثنائي المتقدم سيلفا ودي بروين، لكن هذا المثلث لم يكن كافيا بالنسبة لغوارديولا، إذ طلب من النيجيري كليتشي العودة من الهجوم إلى أعلى الوسط ليصبح الارتكاز عبارة عن رباعي، فرناندينيو في الخلف وأمامه إيهيناتشو وبينهما صناع اللعب، على طريقة الجوهرة أو "دياموند".

وجود رباعي في منطقة المناورات جعل الأمور أصعب كثيرا أمام اليونايتد، لذلك غاب بول بوغبا تقريبا عن المجريات، بسبب عودته المستمرة إلى دفاعه ليستلم الكرة ويُخرج الهجمة من الخلف إلى الأمام، بسبب الضعف الشديد لفيلايني في الاحتفاظ بالكرة تحت ضغط، ما جعل الفريق يظهر وكأنه يلعب منقوصا في أغلب فترات الشوط الأول.

الكرات الطولية
تفاصيل صغيرة جدا تلك التي تقلب مباريات وتحسم مواجهات، صعد برافو في الهواء لتقع الكرة من يده، لم يفرط إبرا في هذه الفرصة وسجل هدفا أعاد به فريقه إلى الديربي من جديد. انتهى الشوط الأول بتفوق غوارديولي واضح، من خلال تبادل المراكز والجمع بين التمريرات القصيرة والكرات الطولية، بالإضافة إلى التحكم في الفراغات بالكرة أو من دونها، لكن في الشوط الثاني حاول مورينيو البحث عن إجابة جديدة.

أشرك البرتغالي هيريرا وراشفورد، بوضع الإسباني في المركز 10 بجوار بوغبا، وفتح الأطراف بالإنكليزي الصغير والقائد روني، ثم أعاد أندير بضع خطوات إلى الخلف، في سبيل صعود فيلايني إلى الهجوم كرأس حربة آخر بجوار إبراهيموفيتش، وتحول اليونايتد إلى ما يشبه 4-4-2.

استجاب بيب سريعا مع التغييرات وسحب إيهيناتشو ليدخل فرناندو، لاعب الوسط المساند الذي أعطى الحرية لفرناندينيو، من أجل القيام بدور الليبرو، من خلال التغطية بجوار أوتاميندي وستونز، لصنع 3 ضد 2 داخل منطقة الجزاء، كذلك تحول كولاروف في الوقت المحتسب بدل الضائع إلى العمق كمدافع إضافي، وترك الأطراف لزاباليتا وسانيا، كلها أمور ضمنت الثلاث نقاط في النهاية.

مشاكل الفائز
فاز السيتي بالمباراة لكن لا تزال المشاكل قائمة أمام بيب، الفيلسوف تحدث قبل أيام قائلا بالنص: "أحب الاستحواذ لأنه يؤدي إلى حرمان الخصم من الكرة، ولكن أهم شيء هو بناء الهجمة، فعندما تقوم بذلك كل شيء آخر يصبح سهلا. من دون بناء الهجمة، أنت في مشكلة. ستظل تقوم بالتمرير من دون أي فرص".

وبتطبيق هذه الكلمات داخل أرض الملعب، سنجد أن السيتي لعب بشكل أفضل في الشوط الأول لأن برافو كان يمرر ويستلم ويحتفظ، حتى غلطة الهدف التي حولته إلى شخص آخر، بمجرد حصوله على الكرة يلعبها سريعا باتجاه منتصف ملعب الخصم، بالإضافة إلى الضغط الذي طبقه مورينيو في آخر نصف ساعة، لدرجة أن إبراهيموفيتش تمركز مع كل ضربة مرمى للسيتي مائلا للطرف، حتى يمنع زوايا التمرير أمام الحارس.

نجح الطاقم التقني للضيف في الهروب قليلا من هذه المشكلة بعد نزول فرناندو، مع زيادة عدد اللاعبين أمام مرمى برافو، ما جعل الحارس يرى خيارات أكثر أمامه كلما حصل على الكرة. يحتاج غوارديولا إلى عمل مضاعف في ما يخص بناء الهجمة أثناء ضغط المنافس، بالإضافة إلى التحكم أكثر في نسق المباريات الكبيرة، فالسيتي يعاني بعض الشيء من دون الكرة. ربما عودة غوندوغان ودخول ساني وبرافو في أجواء البطولة، سيعطي المدرب خيارات أكبر، لكن في هذه اللحظة هناك خطوط عريضة يلزم ضبطها وإعادة تدويرها مرة أخرى.

المساهمون