ستوك سيتي..فريق هولندي إسباني في الدوري الإنجليزي

ستوك سيتي..فريق هولندي إسباني في الدوري الإنجليزي

08 اغسطس 2015
+ الخط -


حصل ستوك سيتي، في الموسم الماضي، على المركز التاسع في الدوري الإنجليزي، وجمع 54 نقطة، بزيادة أربع نقاط كاملة عن الموسم ما قبل الماضي، مع طفرة واضحة في أداء الفريق وطريقة لعبه، تحت قيادة المدرب مارك هيوز. سجل ستوك 50 هدفاً، ووصل إلى نسبة استحواذ 50% كمتوسط رقمي خلال 38 مباراة بالبريميرليغ.

أشهر مباراة
أمام ليفربول في الجولة الأخيرة، قدم رفاق هيوز أجمل نسخة مكتملة، بالفوز على "الريدز" مع نتيجة ستة أهداف مقابل هدف، في مباراة لعب خلالها ستوك بخطته المفضلة، 4-2-3-1، بتواجد ثنائي محوري في منطقة الارتكاز، ويلان بجواره نزونزي المنتقل حديثاً إلى إشبيلية، وفي الأمام ثلاثي هجومي متنوع، أرناتوفيتش وولترز وآدم، خلف المهاجم المتقدم مامي ضيوف.

تحسن الأداء كثيراً، وزادت قدرة ستوك الهجومية مع توالي المباريات، وأصبح الهدف الرئيسي لإدارة الفريق والطاقم التقني، تقديم مجموعة تجيد التمرير وأداء العمل الفني المميز، مع الحفاظ على صلابة الدفاع. يريد هيوز صيغة توازن تجعل ستوك خصماً صعب المراس خارج أرضه، كما يلعب بقوة وشخصية على ملعبه ووسط جماهيره.

طريقة اللعب
سواء ربحت أو خسرت، هناك أسلوب لعب يجب أن تشتهر به، هكذا يتحدث مؤرخو اللعبة عن الفرق الشهيرة التي وضعت اسمها في سجلات كتب الكرة، وليس فقط داخل التاريخ. وبعيداً عن أباطرة المستديرة على مر تاريخها، فإن الفرق الصغيرة والمتوسطة مطالبة، أيضاً، بتحسين طريقة لعبها، ومحاولة تحدي الكبار بشجاعة وجرأة.

في إسبانيا، ذاع صيت رايو فاليكانو بسبب سياسة اللعب الهجومي التي ينتهجها المدرب باكو خيميز، كذلك نال فريق سوانزي سيتي شهرة، خصوصاً في الدوري الإنجليزي بمجرد مشاركته منذ موسم 2011-2012. "تيكي تاكا" ويليزية في الملاعب البريطانية، تحت قيادة المدرب براندن رودجرز ثم مايكل لاودرب. عُرف عن سوانزي لعبه الممتع، وتمريراته الكثيرة، والرغبة في الوصول إلى مرمى الخصوم عن طريق تبادل الكرات على الأرض، وليس في الهواء.

ويبدو أن ستوك سيتي يسير على الطريق نفسه، أخيراً، في ظل وجود رغبة ملحة من جانب المديرين، بتحسين طريقة لعب الفريق، والاعتماد على أسماء صغيرة ونجوم شبان، في محاولة الجمع بين الأداء والنتيجة في قالب واحد.

الإسبان
شهد الدوري الإنجليزي، خلال الأعوام الأخيرة، تألقاً كبيراً للإسبان، هيريرا وماتا مع اليونايتد، سانتي كازورلا ومن قبل أرتيتا رفقة المدفعجية، ونجم مان سيتي دافيد سيلفا، مع التألق غير العادي لسيسك فابريغاس مع تشيلسي، وبالتالي يريد فريق ستوك سيتي استغلال هذه الظاهرة لصالحه، وإضافة صبغة مهارية لتشكيلته، من أجل تميزه عن بقية منافسيه وأقرانه في سلم الترتيب.

تلعب معظم فرق إنجلترا -باستثناء الكبار- باندفاع بدني كبير، مع تركيز أكبر على الركض والجري، والاعتماد على الكرات الطويلة والألعاب الرأسية، ويمتاز ستوك بهذه الصفات نفسها، لكن في حالة توافر مزايا أخرى، كاللعب على الأرض، والتألق في المساحات الضيقة، سيكون الفريق متنوعاً بشكل أوضح، مع أسلحة هجومية أكثر تأثيراً.

مع بويان ومارك مونييزا تعاقد ستوك مع محمد الورياشي "موحا"، مهاجم برشلونة الرديف، وسيرخيو مولينا خرج الكاستيا في مدريد. خيارات صغيرة في السن كبيرة في القدرات التقنية، تمتاز بقابلية التطور والتعلم، شريطة التكيف مع ظروف وقوة الدوري الإنجليزي الممتاز.

ميركاتو مميز
بعيداً عن النجوم القادمين من الدوري الإسباني، أحضر هيوز كلاً من إبراهيم أفيلاي وماركو فان جينكل، ثنائي هولندي لعب من قبل مع كبار أندية أوروبا، برشلونة وتشيلسي وميلان.

يشبه أفيلاي الفرنسي حاتم بن عرفة، لاعب شديد المهارة، لكنه كسول وغير مجتهد، مما يجعله معرض لفقدان مكانه الأساسي في أي وقت، لكنه إذا حافظ على تركيزه، يتحول إلى لاعب مؤثر للغاية، وإضافة حقيقية لستوك خلال الموسم القادم.

توقع أغلب المتابعين مستقبلاً مشرقاً لماركو فان جينكل، لكن تعرض اللاعب لأكثر من إصابة وعدم نجاحه في إثبات نفسه، أمور عجلت برحيله من الفرق العملاقة، لينضم هذا الصيف إلى ستوك سيتي. لاعب وسط جوكر، يجيد أداء دور الارتكاز المساند، ويعتبر أفضل تعويض لرحيل نزونزي، اللاعب الذي قدم أداء رائعاً قبل أن تلتقطه أعين إشبيلية الأندلسي.

تشير المقدمات إلى وجوب رؤية نسخة معدلة من ستوك بالموسم المقبل، لكن كل شيء سيتوقف على مدى فهم الوافدين الجدد لفلسفة المدرب هيوز، مع ضرورة الانسجام سريعاً داخل الملاعب الإنجليزية، حتى نرى فريقاً هجومياً جديداً بمواصفات دفاعية ممتازة، يا أهلاً بالبريمير.

لمتابعة الكاتب

المساهمون