مفاجأة ميلان وصاروخ إسبانيا الجديد..قصة دولوفيو لم تبدأ بعد

مفاجأة ميلان وصاروخ إسبانيا الجديد..قصة دولوفيو لم تبدأ بعد

30 مارس 2017
دولوفيو يقدم مستوى رائعاً في الفترة الأخيرة (Getty)
+ الخط -
يقدم نغولو كانتي موسماً استثنائياً مع تشلسي في الدوري الإنكليزي، وحصل على الخانة الأساسية في تشكيلة منتخب فرنسا منذ الصيف الماضي، لكنّ هناك فرقاً واضحاً بين مستوى كانتي بالبريميرليغ ومردوده في المنتخب، ربما بسبب عدم وجود دعم كاف من زملائه، مع رهان ديشامب على ارتكاز واحد بالمنتصف، عكس ثنائية المحور التي يفضلها لاعبه الشاب.

وبعيداً عن الوضع الفرنسي المتباين، ظهر الماتادور الإسباني بشكل رائع، مع ثلاثي وسط من الصعب الوقوف أمامه، بوسكيتس وإنيستا وإيسكو، نجوم استطاعت الاحتفاظ بالكرة وأجبرت كانتي ورفاقه على الركض المستمر دون فائدة. في المقابل، وسط إسبانيا لم يكن العلامة الوحيدة للقمة، لأن جيرارد دولوفيو أعلنها صريحة مؤخراً، لقد عدت من جديد، محلياً برفقة ميلان ودولياً مع بطل مونديال 2010.

حالة مستعصية
قدم دولوفيو انطلاقة مثالية مع برشلونة ومنتخب إسبانيا للشباب في بداية مسيرته، وتوقع أغلب المتابعين مستقبلاً مشرقاً لهذا الصاعد الواعد، مع تشبيهه بالنجوم العمالقة كميسي ورونالدو. وحصل جيرارد سريعاً على فرصة مع الفريق الأول، لكنه لم يحصل على ثقة زملائه، وبالغ في الاحتفاظ بالكرة لدرجة الأنانية، حتى تمت إعارته إلى إيفرتون ثم إشبيلية، مع بيعه بطريقة مؤقتة إلى النادي الإنكليزي، ليشارك كثيراً في البداية، ثم يختفي تدريجياً عن اللعب حتى الجلوس على الدكة، ومحاولة البحث عن فرصة جديدة، في إيطاليا هذه المرة مع ميلان خلال الشتاء الأخير.

يصف أوناي إيمري، المدرب الذي عمل مع دولوفيو في إشبيلية، حالة لاعبه قائلاً: "يملك قدرات غير عادية، على سبيل المثال في موقف واحد ضد واحد، لا يقدر أحد على قطع الكرة منه، يستطيع أن يمر من أي مدافع بسرعة وخفة وجرأة، لكنك حينما تجعله يلعب مع مجموعة داخل رقعة كبيرة، يصبح الأمر صعباً للغاية. في إشبيلية كانت هناك أسماء أقلّ موهبة لكن أكثر كإيبورا وفيتولو على سبيل المثال".

بناء على كلام المدير الفني الحالي لباريس سان جيرمان، يمكن لدولوفيو أن يكون ضمن أفضل لاعبي العالم، لكن بشرط التخلص من الأنانية المفرطة والعمل على تحسين قدراته داخل إطار اللعب الجماعي للفريق، لأنه يملك كافة مقومات النجاح من خلال المهارة والحسم والحاسة التهديفية، بالإضافة إلى الخبرات السابقة لسابق تعلمه في أكاديمية برشلونة، وخوض تجارب احترافية في إسبانيا وإنكلترا، حتى راهن عليه مونتيلا في سان سيرو.

فترة ميلان
جيرارد جناح غير تقليدي، يجيد اللعب على الأطراف وفي العمق، يعتبر أفضل مركز له هو الجناح الأيمن/ الأيسر في طريقة لعب 4-2-3-1، بالإضافة إلى قدرته على اللعب كصانع لعب صريح في المركز 10 بالملعب، على طريقة مسعود أوزيل حينما انتقل من الطرف إلى العمق رفقة منتخب ألمانيا في المونديال الأفريقي.

وبعد انتقاله إلى الكالتشيو، لعب الإسباني كساعد هجومي صريح في رسم 4-3-3، ليتمركز على الطرف تقريباً ويدخل إلى العمق مستخدماً سرعته ومهارته، من أجل صناعة الأهداف أو تسديد الكرات مباشرة في المرمى.

فينتشينزو مونتيلا مدرب يستحق التحية رغم تراجع مركز ميلان بالدوري، لأنه يلعب بقائمة محدودة للغاية، وزادت الأمور سوءاً بعد الإصابات الأخيرة لأكثر من نجم بالفريق، دون نسيان أنه يعمل وفق ميزانية تعاقدات لا تقارن أبداً بأباطرة القارة كبرشلونة وريال وبايرن وحتى يوفنتوس، لكنه يحاول بما يملك، وقدم بوادر تطور على مستوى الخطة والتمركز خلال المباريات الكبيرة، مع تطويره لأكثر من لاعب كسوسو ودولوفيو ولابادولا ولوكاتيلي.

نجح دولوفيو سريعاً في ميلان لأن خطة اللعب تناسبه بشدة، إذ إنها أفضل كثيراً من 4-2-3-1 لإيفرتون وإشبيلية، لأنها تعتمد على مهاجمين من الأساس على الخط، أو أجنحة تمتاز بالربط الصريح مع المهاجم المتمركز بالقرب من منطقة الجزاء. في إنكلترا كان مطلوباً من جيرارد العودة للدفاع، وترك عمق الهجوم وصناعة الفرص لصانع اللعب أمام محور الارتكاز، بينما في إيطاليا الأمر يشبه ما نشأ عليه في برشلونة، مهاجم صريح وتحته ثنائي من الأطراف يميناً ويساراً، مع وضع ثلاثي آخر بالمنتصف للحماية والدعم والربط بين الخطوط.



لاعب طرف
ليس من السهل أبدا الحصول على لاعب يجيد الضرب من الخط الجانبي هذه الأيام، ومع زيادة فرص الاعتماد على خطط ثلاثي الخلف، تضاعفت الحاجة لما يعرف تكتيكياً بالـ "وينج باك" أي اللاعب الكل في الكل على الخط، بعد حمايته من المدافع الإضافي بالخلف. ونتيجة تواصل الرهان على استراتيجية ثلاثي الهجوم في أكثر من فريق، فإن لاعب مثل دولوفيو يمكنه اللعب كجناح صريح على الخط، كذلك يجيد بشدة التمركز بالقرب من المهاجم في الثلث الأخير من الملعب كما يفعل حاليا في ميلان.

دولوفيو لاعب مهاجم أكثر من كونه جناحاً تقليدياً، لأنه يجد نفسه بوضوح كلما اقترب من مرمى المنافس، بسبب قدرته على المراوغة والتسجيل من أي مكان في الملعب، لذلك يستخدمه مونتيلا على الطرفين خلف باكا أو لابادولا، نتيجة ميل لاعبي الوسط إلى الطرف للحماية والدعم أثناء التحولات. وتؤكد لغة الأرقام صحة المقولة الفنية التي تنص على ميل الإسباني إلى نصف ملعب الخصم باستمرار، بعد مساهمته في 4 أهداف خلال 9 مباريات فقط في الدوري هذا الموسم.

حصل نجم ميلان الجديد على فرصة ذهبية مع منتخب إسبانيا، بسبب معرفة المدرب لوبيتيجي بقدراته من خلال عمل الثنائي من قبل في منتخبات الشبان، وتأتي التجربة الأخيرة للاعب التي تشهد نجاحاً مشتركاً بين الشق المحلي ونظيره الدولي، لتؤكد أنه يعيش أفضل فتراته الكروية على الإطلاق، في انتظار استغلاله الفرصة ومواصلة النضج على مستوى التركيز داخل الملعب وخارجه، حتى يتحول من مجرد لاعب شاب مميز إلى نجم حقيقي بين الكبار.

برشلونة
تدور الأخبار في كتالونيا حول نية برشلونة إعادة اللاعب بعد تفعيل خيار إعادة شرائه مقابل 12 مليون يورو، وهو رقم ضعيف جداً مقارنة بقدرات اللاعب وظروف العروض والطلب في سوق الانتقالات، لكن تبقى الرغبة الأخيرة عند اللاعب بكل تأكيد.

وتؤكد حالة البارسا الحالية الحاجة الفعلية إلى لاعب بمقومات جيرارد، خصوصاً بعد بيع بيدرو إلى تشلسي، وعدم وجود أي لاعب في الوسط والهجوم يمكنه اللعب على الأطراف باستثناء نيمار، فكل صفقات برشلونة الأخيرة تلعب في الوسط كأندريا غوميز ودينيس سواريز.

حتى التركي أردا توران يلعب كجناح داخلي في خطة 4-4-2 أكثر من كونه جناحا صريحا أو لاعبا هجوميا شاملا، وبالتالي فإن دولوفيو سيجد لنفسه دوراً محورياً مع أي مدرب، لأنه يجيد اللعب كجناح على الخط في رسم 3-4-2-1، مع كونه البديل الشرعي والوحيد لثلاثي الهجوم في المقدمة، بالإضافة إلى فكرة التواجد أساسياً في مباريات عديدة، لوضع ميسي في العمق وتقريبه من المرمى في المركز 10 خلف سواريز مباشرة، وبالتالي يحتاج الفريق إلى نوعية أخرى خلال الميركاتو المقبل.

دولوفيو يميناً ونيمار يساراً مع ميسي وسواريز في العمق، حالة خاصة جداً عند البحث عن خطة الطوارئ بعد التأخر في النتيجة، وبعد تألق رافينيا هذا الموسم كلاعب بين الجناح والظهير، فإن جيرارد أيضاً يستطيع القيام بهذا الدور على نحو أفضل، نتيجة سرعته بالكرة ومن دونها، لكن في كل الأحوال تبقى الكلمة الأخيرة في عقل اللاعب بمفرده، إما الاستمرار في ميلان ورد الجميل لمونتيلا، أو الاستماع إلى قلبه والعودة مرة أخرى إلى النادي الذي يفضله كمشجع.

المساهمون