كوبر يكسب كل المصريين بعد فك "النحس"

كوبر يكسب كل المصريين بعد فك "النحس"

30 نوفمبر 2017
كوبر مدربٌ يحبذ الانتصار على الأداء الجميل (Getty)
+ الخط -
ردّ المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر، المدير الفني للمنتخب المصري لكرة القدم، على كل الذين انتقدوه وهاجموا طريقته الدفاعية، بعد أن قاد المنتخب المصري للتأهل إلى نهائيات كأس العالم في روسيا بعد غياب 28 عاماً، ولقب وصيف بطولة الأمم الأفريقية في الغابون، بعد الفشل في التأهل لآخر ثلاث نسخ. حيث نجح خلال 29 مباراة في الفوز في 20 وخسارة 6 والتعادل في 3 مباريات، وسجل لاعبوه 44 هدفاً واستقبلت شباكهم 14 هدفاً، ومع ذلك لم ينسوا له الهزيمة أمام تونس بهدف بدون ردّ في تصفيات أمم أفريقيا بالكاميرون 2019.

وقاد كوبر الفراعنة إلى التأهل لنهائيات أمم أفريقيا 2017 في الغابون، بعد غياب دام ثلاث دورات متتالية أعوام 2012 و2013 و2015، بعد الفوز باللقب ثلاث دورات أعوام 2006 و2008 و2010، ونجح في الحصول على المركز الثاني بعد الخسارة 2-1 أمام الكاميرون في المباراة النهائية.

وخلال مشوار التصفيات، لم يستجب الاتحاد المصري لحملة الانتقادات الجماهيرية والإعلامية، خاصة في حالة الخسارة والأزمة مع بعض النجوم، وعلى رأسهم حسام غالي وباسم مرسي، وجدد الثقة في المدرب الأرجنتيني، ليستمر في قيادة الفريق في التصفيات الأفريقية لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018، متجاوزاً خسارة لقب بطولة أفريقيا.

وكان مجلس إدارة الاتحاد السابق، برئاسة جمال علام، عيّن كوبر بعقد يمتد لثلاثة أعوام، على حساب الثنائى فرانك ريكارد الهولندى وآلان غيريس الفرنسى اللذين كانت اللجنة الفنية تفاضل بينهم لتولي المسؤولية، ووضع بنداً فى العقد يتيح لاتحاد الكرة فسخه بدون شروط جزائية إذا ما فشل فى التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية عام 2017.

مسيرة تدريبية
وهيكتور راؤول كوبر وُلد في 16 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1955 في شاباس/سانتا في الأرجنتين، ومسيرته كلاعب كانت بسيطة للغاية، وانضم لمنتخب الأرجنتين لكنه لم يلعب له، وبعد ثلاث سنوات من الاعتزال عمل مدرباً.

بدأ مشواره التدريبي مع هوريكان ما بين عامي 1993 و1995، وحقق معه الوصافة في الدوري الأرجنتيني، ومن بعده لانوس عام 1996 وحصل معه على لقب كأس اتحاد أميركا الجنوبية. وفي عام 1997 درب مايوركا، وخسر كأس ملك إسبانيا أمام برشلونة، قبل أن يفوز بكأس السوبر، وخسر بطولة كأس الاتحاد الأوروبي أمام لاتسيو الإيطالي وأنهى الليغا في المركز الثالث، وهو الأفضل في تارخ النادي. وانتقل عام 1999 إلى فالنسيا وحقق معه كأس السوبر، قبل أن يخسر نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين عامي 2000 و2001 أمام ريال مدريد وبايرن ميونخ على الترتيب. وتولى مسؤولية إنتر ميلان وخسر لقب الدوري الإيطالي، بعد أن كان متصدراً حتى آخر جولة، وحصل على الوصيف في الموسم التالي، وخرج من نصف نهائي الشامبيونزليغ على يد غريمه إيه سي ميلان، وعاد لمايوركا ومن بعده ريال بيتيس. ثم درب منتخب جورجيا في تجربة قصيرة عام 2008، وفشل فى قيادته للتأهل إلى نهائيات كأس العالم فى جنوب أفريقيا عام 2010.

رحل عن منصبه بعد نتائجه الهزيلة فى التصفيات، قبل أن يشد الرحال عام 2010 إلى اليونان ويخسر كأس اليونان مع أريس أمام نادي باناثنايكوس، إلا أنه صعد إلى دور الـ32 أوروبياً بعد أن أزاح أتلتيكو مدريد، وذهب إلى راسينغ سانتاندير عام 2011 والوصل الإماراتي عام 2013، حيث تولى المسؤولية فى 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، ورحل فى مارس/آذار 2014، أى خلال 5 أشهر فقط خاض فيها 12 مباراة، ولم يحقق الفوز سوى فى 3 مباريات فقط.

وحقق خلال مشواره التدريبي في أربع قارات ثلاثة ألقاب وخسر 10 مباريات نهائية. أما اللقب الأول فكان عام 1996 وهو كأس اتحاد أميركا الجنوبية مع لانوس، ثم حقق مع مايوركا لقب كأس السوبر الإسباني بعد الفوز على برشلونة، وحقق اللقب نفسه مع فالنسيا الإسباني.

قالوا عنه
أطلقوا عليه "المنحوس فى أوروبا". وقال مايكل بالاك، أبرز اللاعبين المحترفين خسارة للنهائيات: "أراهن على أنه لا يوجد شخص خسر نهائيات أكثر مني غير كوبر"، ولكن النحس طاوله أفريقياً وخسر مع منتخب مصر نهائي "الكان".

كارلوس غريغول، مكتشف كوبر في فريق فيروكاري الذي أطلق عليه "الرأس الكبيرة"، قال عنه: "قليل الكلام، يتحدث فقط حين يكون الكلام ضرورياً، تكفيه نظرة ثاقبة على زملائه ليتواصل معهم".

وقال عنه جوسيب غوارديولا: "من الصعب جداً أن تهزم فريقاً يقوده كوبر، هو ملك الدفاع"، والصحافة الإسبانية أطلقت عليه اسم "كابيللو الأرجنتيني"، حيث تم تشبيه طريقته الدفاعية بطريقة الإيطالي فابيو كابيللو. وقال عنه فان غال عندما كان مدرباً لبرشلونة: "لا أجد صعوبة في اختيار التشكيل والخطة المناسبة قبل أية مباراة، ولكن عندما يتعلق الأمر بمواجهة كوبر فإن الأمر يختلف تماماً".

وعبّر الإسباني رافائيل بينتيز عن ضيقه من إحكامه الدفاعي قائلاً: "إذا لعب الجميع مثل كوبر فستخلو المدرجات من الجماهير وتنقرض كرة القدم تماماً"، وأشاد به مارشيلو ليبي قائلاً: "إنه مدرب محنك". وطلب رونالدو عندما كان يلعب في إنتر ميلان من ماسيمو موراتي طرده من النادي بسبب طريقته الدفاعية، ولكنه ردّ عليه بهدوء: "رونالدو يؤدي دوره الدفاعي بكفاءة عالية".

ويدافع كوبر عن نفسه في هذه الجزئية بقوله: "لن أبذل جهدًا لأحصل على تصفيق الجماهير، أفعل ذلك من أجل الفوز بالمباريات والألقاب، الجماهير تطلب المزيد من المخاطر والترفيه، أنا أحب فريقي أن يلعب كرة قدم هجومية، ولكن أنا لا أذهب إلى الانتحار أو إعطاء الهدايا للمنافسين".

وواجه كوبر انتقادات، ليس على المستوى الجماهيري فقط، ولكن أيضاً على مستوى الخبراء ومسؤولي الأندية الذين رأوا اختياراته للمباريات والتشكيلات روتينية وليست بعين فاحصة شاهدت سواء المحترفين في الخارج أو لاعبي الدوري المحلي، مؤكدين أنها ركزت على لاعبي الأهلي والزمالك وتجاهلت لاعبي الأندية الأخرى رغم تألقهم في المباريات.

ووضع البعض علامات استفهام حول ضيق الرؤية في الاختيار رغم اتساع القاعدة لـ18 نادياً في الدوري المحلي، حيث لا يتم الاختيار إلا من خمسة أندية هي الأهلي والزمالك والمصري ووادي دجلة والإسماعيلي، والثلاثة أندية الأخيرة بأعداد قليلة، وقالوا إن هناك عناصر كانت تستحق اللعب مثل باسم مرسي ووليد سليمان ومؤمن زكريا وحسام غالي وحسام عاشور وحسام باولو وأحمد الشيخ وهشام محمد وفريد شوقي وأحمد داوودا ومحمود حمدي الونش وأحمد كابوريا وعمرو مرعي، فيما تم ضم محترفين لم يشاركوا مع أنديتهم إلا قليلاً.

وردّ على هذا الانتقاد قائلاً: "قبل كل مباراة أشعر أنني أمام اختبار، وتظهر أمامي علامات الترقب للنجاح أو الفشل، يقولون إنني ألعب بطريقة سيئة، وأنا لا أرى ذلك، ألعب بواقعية حسب قدرات اللاعبين وإمكانياتهم، وأيضاً حالة الفريق المنافس".

وأضاف: "يوجد مع محمد صلاح لاعبون كبار، ولن يستطيع أن يفعل شيئاً بمفرده، أنا أستغله في بعض الكرات، برشلونة أيضاً يستغل ليونيل ميسي، ولكن معه لاعبون ينفذون خطط المدرب ويؤدون مهام وواجبات قد لا تظهر للجماهير".

وقال: "لو كنت ساحراً ما كان هناك أي داعٍ للعمل، لا أتفق مع الذين يقولون إن هناك طريقة للمكسب، أو أن هناك تشكيلة معينة تحقق الفوز، هل يتقبل أحد أن نكون الأفضل ونخسر في النهاية، لو أن أحداً وافق على هذا مستعد لأن أغير طريقتي".

المساهمون