الهرم المقلوب4.. صانع أمجاد أرسنال وتكتيك الـ "WM"

الهرم المقلوب4.. صانع أمجاد أرسنال وتكتيك الـ "WM"

17 ديسمبر 2015
+ الخط -


بدأت اللعبة تأخذ خطوات أخرى مع الوقت، وكما نجحت فرق أخرى في فهم الكرة بمنظور مغاير، فإن الإنجليز أيضاً عادوا قليلاً إلى السيطرة مرة أخرى، والفضل يعود إلى الرجل الذي صنع تاريخ أرسنال، إنه المدرب هيربرت تشابمان صاحب خطة "الدبليو إم"، وقاهر قوانين التسلل الجديدة في بدايات القرن العشرين.

مشكلة التسلل
قام الاتحاد الإنجليزي بتعديل قوانين التسلل عام 1925، وهذا الأمر أفاد اللعبة بشكل كبير، لينص القانون الجديد على أن وجود اثنين من المدافعين أمر كاف، حتى يكون لاعب الخصم في وضعية تؤهله لتسجيل هدف بعيداً عن مصيدة التسلل. في الماضي قبل صيف 1925 كان يجب تواجد ثلاث مدافعين على الأقل "في الغالب حارس مرمى وثنائي دفاعي"، في المنطقة بين خط المرمي وآخر مهاجم كي يستمر اللعب.

وبالتالي كانت هناك خدع عديدة تتم من قبل المدافعين حتى يتم إيقاف اللعب واحتساب تسلل. على سبيل المثال، كانت معظم الخطط كما ذكرنا قريبة من 2-3-5 وبالتالي حينما يصعد ثنائي من ثلاثي الوسط الى الأمام "الظهيران على الأطراف" فيبقي ثنائي الدفاع فقط بالخلف، ومع تواجد أي مهاجم أمامهما، يعتبر هذا اللاعب في وضعية تسلل لأن القانون الجديد يحتاج إلى ثلاثة مدافعين للكسر.

تغير قوانين التسلل أدى الى تمديد واتساع الملعب. كان من السهل سابقاً وضع مهاجم الخصم في التسلل بسبب شرط الثلاثة مدافعين، ولكن مع إمكانية ضرب التسلل بوجود ثنائي دفاعي فقط، أدى القرار إلى زيادة فترة اللعب المسموح به وارتفاع حصيلة الأهداف بشكل وافر.

تكتيك الـ WM
ربما تشابمان ليس الشخص الذي اخترع الـ WM "دبليو إم تكتيك" بمفرده، لكنه هو المدرب الذي خرج بالشكل الأفضل والأكمل لهذا التكتيك وهذه الخطة. كرة القدم مثل الحياة، نسخة من نسخة من نسخة. وبدأت الطريقة الجديدة بتعديل دفاعي قام به تشابمان بوضع لاعب من الوسط في الدفاع ليصبح نصف الملعب الأول على شكل حرف M، أي ثلاثة لاعبين في الدفاع مع ثنائي في منطقة الارتكاز.

بينما على الصعيد الهجومي تم تقسيم الخماسي إلى ثنائي بالخلف وثلاثي بالأمام، أي على شكل حرف W، ومن هنا جاءت تسمية خطة أرسنال تشابمان باسم الـ WM، وانتشرت الطريقة في مختلف ملاعب بريطانيا، وحصل الفريق اللندني على بطولات عديدة تحت قيادة المدرب المميز، نتيجة تفوقهم في تنفيذ هذه الخطة الجديدة والمختلفة.

طريقة لعب أرسنال كانت أقرب الى 3-2-2-3 التي تتحول في الدفاع إلى 5-3-2 بينما في الهجوم إلى 3-4-3. استراتيجية قائمة على الرقابة الفردية خصوصاً في نصف ملعبهم، ودفاع المنطقة في نصف ملعب الخصم. لذلك هاجم أرسنال بسرعة الخطف من الخلف إلى الأمام، تمريرة من اللاعب الأخير إلى المنتصف، الذي ينقلها سريعاً إلى المهاجم المتأخر، صانع الأهداف إلى الثلاثي المتقدم في آخر الملعب، لمسات قليلة تنهي كل شيء.

من الفرق إلى المنتخبات
مسيرة تشابمان مع كرة القدم غير عادية خصوصاً على مستوى التدريب، لأنه ترك بصمة واضحة مع كل ناد مر عليه. بداية من نورثامتون الذي فاز معه ببطولة دوري جنوب إنجلترا، ثم ليدز يونايتد وتحويله إلى فريق قوي قادر على الفوز وإحراج الكبار. ثم نقلة هيدرسفيلد والوصول إلى القمة مع هذا النادي العادي بالفوز معه ببطولة الكأس ثم بطولتين متتاليتين للدوري.

وأخيراً مع أرسنال والمسيرة المذهلة بالوصول إلى نهائي الكأس ثلاث مرات والفوز به مرة. كذلك الحصول على لقب الدوري المحلي مرتين بعدد نقاط تاريخي. ثم موته المفاجئ وفريقه أرسنال على قمة كرة القدم البريطانية دون منافس. لكن كرة القدم لا تقف على خطوة معينة أو فكرة واحدة.

لذلك توقف بريق تشابمان عند نقطة معينة، وانتقلت السطوة إلى رواد المنتخبات، مع "ديربي" من نوع آخر، بين الكرة النمساوية بقيادة مدرب حالم ونظيرتها الإيطالية مع تكتيك "الميتودو"، الأسلوب الذي اخترق العالم وضمن لإيطاليا بطولات لا تُنسى. في الحلقة المقبلة، أسرار كروية وخطط تكتيكية من نوع أقرب إلى السلاح الفتاك.

المساهمون