تاريخ اليورو(6) نظام البطولة يتغير..والأرض تُعاند أصحابها للمرة الثالثة

تاريخ اليورو(6) نظام البطولة يتغير..والأرض تُعاند أصحابها للمرة الثالثة

31 مايو 2016
+ الخط -
تترقب جماهير الساحرة المستديرة في القارة الأوروبية العجوز بشغف انطلاق النسخة الخامسة عشرة من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم "يورو 2016" التي تستضيفها ملاعب كرة القدم الفرنسية، خلال الفترة ما بين العاشر من شهر يونيو/حزيران القادم وحتى العاشر من شهر يوليو/تموز المقبل. ومع بدء العد التنازلي لساعة الصفر إيذاناً بانطلاق البطولة، يُواصل موقع "العربي الجديد" تسليط الضوء على تاريخ البطولة القارية التي ربما تفوق في قوتها بطولات كأس العالم.

تغيير نظام البطولة
وسنستعرض معكم، في حلقة هذا اليوم، ذكريات ما حدث في النسخة السادسة من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم التي استضافتها إيطاليا في عام 1980، والتي بدأت فيها البطولة عصراً جديداً من حيث القوة والأهمية والشهرة، ما دفع الاتحاد الأوروبي "اليويفا" لتغيير نظام البطولة. فبعد أن كانت النسخ الخمس الأولى من البطولة تقتصر على مشاركة أربعة منتخبات تتنافس في ما بينها على حجز بطاقة الصعود للمباراة النهائية ومن ثم التتويج باللقب، ازداد عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات إلى ثمانية منتخبات، تم تقسيمها إلى مجموعتين تتنافس فيها الدول المشاركة في ما بينها على أن يصعد بطل كل مجموعة فقط لخوض المباراة النهائية دون إقامة الدور نصف النهائي.

إعفاء الدولة المنظمة من المشاركة في التصفيات
وقرّر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "اليويفا" اعتباراً من النسخة السادسة لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم إعفاء الدولة المنظمة من المشاركة في التصفيات، لتكون إيطاليا هي الدولة الأولى التي تستفيد من تطبيق هذه القاعدة، بعدما استضافت البطولة في عام 1980 دون الحاجة لخوض التصفيات.

التصفيات
لم تجد غالبية المنتخبات الكبرى في القارة الأوروبية العجوز أي صعوبة تُذكر في تجاوز تصفيات تلك البطولة، التي شهدت مشاركة 31 منتخبا أوروبيا تم تقسيمها إلى سبع مجموعات، ثلاث مجموعات منها ضمت خمسة منتخبات متبارية: (المجموعة الأولى والثانية والرابعة)، وأربع مجموعات أخرى ضمت أربعة منتخبات، حيث صعدت كافة المنتخبات المرشحة للانتقال إلى النهائيات، باستثناء منتخب الاتحاد السوفييتي، الذي ودّع التصفيات بخفي حنين.

ففي المجموعة الأولى، حجز المنتخب الإنجليزي الذي كان يقوده في ذلك الوقت المدرب المخضرم، رون جرينوودز، تذكرة الصعود إلى النهائيات بعدما حقق العلامة الكاملة في التصفيات باستثناء نقطة واحدة فقط أهدرها بالتعادل بنتيجة (1-1) أمام المنتخب الإيرلندي في دبلن، أما في المجموعة الثانية، فقد صعد المنتخب البلجيكي هو الآخر دون أن يتلقى أي خسارة بعدما احتل المركز الأول برصيد 12 نقطة جمعها من 4 حالات فوز، و4 تعادلات.

فيما تأهل المنتخب الإسباني، الذي كان يقوده في ذلك الوقت مدرب المنتخب الحالي فيسنتي ديل بوسكي، عن المجموعة الثالثة بعدما تفوّق بفارق نقطة واحدة فقط عن أقرب منافسيه منتخب يوغسلافيا، وهو الفارق إياه الذي تأهل به المنتخب الهولندي على حساب نظيره البولندي في المجموعة الرابعة من التصفيات المؤهلة إلى بطولة أمم أوروبا السادسة لكرة القدم - إيطاليا 1980.

أما على صعيد المجموعة الخامسة، فقد انحصرت المنافسة بين المنتخبين: الفرنسي، بقيادة ميشيل بلاتيني، ومنتخب تشيكوسلوفاكيا، حامل اللقب، إذ صعد الأخير للنهائيات مُتفوقاً بفارق نقطة واحدة عن نظيره الفرنسي، فيما فجّر المنتخب اليوناني مفاجأة من العيار الثقيل بعدما صعد للنهائيات على حساب منتخبات المجر وفنلندا والاتحاد السوفييتي الذي تذيّل المجموعة ولم يتمكن من الترشح للنهائيات للمرة الأولى في تاريخه.

في حين حجز منتخب ألمانيا الغربية، وصيف بطل النسخة السابقة آنذاك، تذكرة الصعود للنهائيات عن المجموعة السابعة بالتصفيات، بعدما تسيّد صدارة المجموعة السابعة والأخيرة، برصيد 10 نقاط جمعها من أربعة انتصارات وتعادلين ومن دون أي هزيمة.

أسلوب دفاعي ممل
بعد تأهلت سبعة منتخبات من التصفيات المؤهلة للبطولة الأوروبية إلى النهائيات، انضمت إليها إيطاليا، البلد المضيف، والتي عادت لاستضافة البطولة بعد مضي نحو 12 عاماً على تنظيمها لنهائيات النسخة الثالثة، لكن نهائيات النسخة السادسة لم ترتقِ للمستوى المأمول، وبدت شاحبة للغاية بعدما افتقدت تماماً لحس المغامرة واللعب بشكل هجومي، حيث لم يتم تسجيل سوى 27 هدفا فقط في 14 مباراة لُعبت في البطولة.

عزوف جماهيري
شهدت مدرجات ملاعب: كومونالي بمدينة تورينو، وسان باولو بنابولي، وجيوزيبي مياتزا في ميلانو، والملعب الأولمبي في العاصمة روما، التي احتضنت مباريات النسخة السادسة من البطولة الأوروبية، عزوفاً جماهيرياً لافتاً، حيث أرجع مراقبون سبب ذلك إلى تأثر الجماهير بما حدث من أحداث شغب خلال المباراة الافتتاحية للبطولة، والتي جمعت بين المنتخبين الإنجليزي والبلجيكي.

شغب إنجليزي
واندلعت في تلك المباراة التي أقيمت على ملعب كومونالي في مدينة تورينو الإيطالية، أحداث شغب من جانب الجماهير الإنجليزية، التي دخلت إلى أرضية الملعب، ما استدعى تدخل شرطة مكافحة الشغب الإيطالية على وجه السرعة، حيث طاردت قوى الأمن الإيطالية في ذلك الوقت الجماهير الإنجليزية بالقنابل المسيلة للدموع، ليتوقف اللعب لدقائق معدودة قبل أن يستأنف الحكم المباراة، التي انتهت بالتعادل الإيجابي بنتيجة هدف لكل منتخب.

صراع ملتهب..والأرض تُعاند أصحابها للمرة الثالثة
رغم أن النسخة السادسة من البطولة الأوروبية قد افتقدت لحس المغامرة واللعب بشكل هجومي، إلا أنها لم تخلُ من الإثارة والندية، فقد احتدم فيها الصراع بين المنتخبات الثمانية المشاركة في البطولة. ففي المجموعة الأولى، تربّعت ألمانيا على عرش المجموعة برصيد 5 نقاط، جمعتها من فوزين على تشيكوسلوفاكيا التي تغلبت عليها في نهائي النسخة الماضية (1- 0) في الجولة الأولى،  ثم على هولندا (3- 2) في الجولة الثانية، وتعادلت سلبيا أمام اليونان، فيما تقاسم منتخبا: هولندا وتشيكوسلوفاكيا المركز الثاني برصيد ثلاث نقاط، مع أفضلية بفارق الأهداف لصالح الأخير، تاركين المنتخب اليوناني في أسفل ترتيب المجموعة برصيد نقطة يتيمة.

بينما تسيّد المنتخب البلجيكي بدوره صدارة المجموعة الثانية مُتفوقاً بفارق الأهداف عن المنتخب الإيطالي بعد أن فرض عليه نتيجة التعادل السلبي بدون أهداف في الجولة الثالثة، ليتأهل بفضل قاعدة المنتخب الأكثر تسجيلاً للأهداف، حيث سجّل ثلاثة أهداف في المباراتين اللتين خاضهما في الجولتين الأوليين، بعد تعادله مع المنتخب الإنجليزي في الجولة الأولى بنتيجة (1- 1)  ثم فوزه على المنتخب الإسباني (2- 1) في الجولة الثانية، ليتفوق بالتالي على المنتخب الإيطالي الذي لم يُسجل سوى هدف واحد من انتصار حققه على حساب نظيره الإنجليزي بنتيجة هدف دون مقابل، لتُودع إيطاليا البطولة، التي أصبحت في ما يبدو تقف ضد أصحابها. فبعد فشل منتخبي بلجيكا ويوغسلافيا، الدولتان المنظمتان لنهائيات 1972 و1976، في التتويج بالنسختين السابقتين جاء الدور على إيطاليا.

ألمانيا تُعوّض خيبة أمل إخفاقها في النسخة السابقة
دخل المنتخب الألماني الأول لكرة القدم النهائي الثالث له على التوالي في محاولة منه لتعويض خيبة الأمل التي عاشها الشعب الألماني جراء إخفاقه في الفوز بلقب النسخة الخامسة من بطولة أمم أوروبا، حيث اصطدم في المباراة النهائية التي استضافها الملعب الأولمبي في العاصمة روما بنظيره البلجيكي، الذي كان يضم نخبة من أبرز الأسماء الصاعدة في عالم كرة القدم، على غرار جان كويلمانس، إيريك غيريتس، ​​جان ماري بفاف، واروين.

وتمكن المنتخب الألماني آنذاك من الظفر بلقبه الثاني بعد أن تغلب على نظيره البلجيكي بنتيجة هدفين مقابل هدف، في المباراة التي قادها في ذلك الوقت الحكم الروماني الشهير، نيكولاي راينا، ليُصبح الناسيونال مانشافت بالتالي أول منتخب أوروبي ينجح في الظفر بلقب هذه البطولة مرتين.

المساهمون