معجزة ليفربول وتوتنهام: كرة القدم تُلعب بالقلب أولاً

معجزة ليفربول وتوتنهام: كرة القدم تُلعب بالقلب أولاً

09 مايو 2019
فرحة هيستيرية لتوتنهام بعد التأهل التاريخي (Getty)
+ الخط -

ربما ما حدث في دوري أبطال أوروبا في الدوري النصف نهائي لم تشهد الجماهير مثيلاً له في السنوات الماضية. معجزتان في خلال 24 ساعة وكأنه "عصر الريمونتادا" في البطولة الأوروبية.

انقلابٌ تاريخي في ملعب "أنفيلد" وانتفاضة "لندنية" بأقدام برازيلية تاريخية في العاصمة الهولندية "أمستردام"... قصتان في ليلتين مختلفتين لكن وجه الشبه واحد: القتال والروح.

"ريمونتادا" القتال

قبل التكتيك وقبل الخطة وقبل التعليمات على أرض الملعب، قبل الركض وقبل الاستحواذ وصناعة الخطورة على مرمى الخصم، قبل أي شيء وقبل كل شيء، كرة القدم أكثر من مجرد لعبة وأكثر من مجرد جري 11 لاعباً وراء الكرة. في ملعب "أنفيلد" كانت هناك معركة فاز فيها 11 مصارعاً دافعوا عن مدينتهم بدون خوف وقاتلوا 90 دقيقة بطريقة لا يمكن وصفها بالكلمات.

سار يورغن كلوب في مباراته على مبدأ واضح: "إن اللعب بالقدم شيء واللعب بالقلب شيء آخر". فلا يمكن استيعاب ما حصل في ملعب "أنفيلد" خلال 90 دقيقة بسهولة. قتال كمجموعة واحدة، صراع بدني مُرعب، حضور ذهني على أعلى المستويات، روح قتالية وانتصارية لا يمكن وصفها، حتى أن بعض المعلقين طلبوا إجراء فحص منشطات للاعبي "الريدز" نظراً للسيناريو المستحيل على أرض الملعب.

لكن باختصار الذي لعب ليس أقدام لاعبي فريق ليفربول، بل هو القلب الذي قاد معركة "أنفيلد". القلب في كرة القدم قادر على صناعة المستحيل، قادر على قلب النتائج وإسقاط أكبر الأندية الأوروبية، والأهم من ذلك أن القلب قادر على صناعة "الريمونتادا" وكأنها عملية سهلة وبسيطة.. روح وقتال بالقلب قبل القدم منحتا ليفربول بطاقة التأهل إلى المباراة النهائية أمام برشلونة الذي كان عاجزاً ومهزوزاً معنوياً وتكتيكياً.

"المستحيل" ليس إنكليزياً

على مدى 135 دقيقة ذهاباً وإياباً أثبت فريق أياكس الهولندي أنه الأفضل أمام توتنهام وأنه الأكثر استحقاقاً للوصول إلى المباراة النهائية. لكن ببساطة في الثامن من شهر أيار/مايو المستحيل لم يعد إنكليزياً. توتنهام وروحه القتالية العالية والقلب الذي لم يستسلم قدم 45 دقيقة تاريخية بقيادة مدربه بوكيتينو.

في 45 دقيقة من الشوط الثاني لم يلعب فريق توتنهام بأقدامه فقط بل لعب بقلبه معظم الأوقات. قتال لوكاس مورا وإصراره على التسجيل، ذكاء سيسوكو في التحرك وإبداع ديلي آلي في الانتقال السريع في الهجمة بالإضافة لخبرة المهاجم الكوري صاحب اللمسات الفنية الباهرة، ومن الخارج هناك رجل أرجنتيني لاحق اللاعبين على كل تفصيل صغير وكبير.


إنها الدقيقة (90+5) والمتبقي ثوان معدودة لنهاية المباراة. النتيجة التعادل (2 – 2) وبطاقة النهائي في جيب أياكس الهولندي. لكن لاعبي توتنهام رفضوا الاستسلام وأثبتوا أن القتال في كرة القدم هو كل شيء والقلب يصنع المستحيل. توغل مورا وتسديدة في الشباك و"ريمونتادا" جديدة في دوري الأبطال بطلها هذه المرة توتنهام.

سيُخلد تاريخ دوري أبطال أوروبا أن يومي السابع والثامن من شهر أيار/مايو تاريخين  مجيدين في عالم كرة القدم الأوروبية. لن تنسى الجماهير ما حصل في "أنفيلد" و"أمسترادم" خلال 90 دقيقة، ولن تنسى بشكل مؤكد أن كرة القدم تعطي من يعطيها، وباختصار: كرة القدم تُلعب بالقلب أولاً.

المساهمون