لماذا يتألق ليفربول مع كلوب في مباريات خارج الديار؟

لماذا يتألق ليفربول مع كلوب في مباريات خارج الديار؟

23 نوفمبر 2015
+ الخط -

واصل "الرجل العادي" نتائجه الخيالية مع ليفربول في المباريات الكبيرة، فبعد التفوق على تشيلسي في ستامفورد بريدج، كرر زعيم ميرسيسايد الأفضلية، ونجح في اكتساح مانشستر سيتي برباعية، في قلب ملعب الاتحاد، ليصبح الفارق بينه وبين المتصدر ليستر سيتي مجرد 8 نقاط، ويقترب بشدة من المراكز المتقدمة في الترتيب.

تباين واضح
يلعب الليفر بشكل رائع أمام الكبار، لكنه يعاني بشدة أمام الفرق الأقل في المستوى والحضور الإعلامي، لذلك في آخر 4 مباريات في البريمييرليغ، فاز "الريدز" على تشيلسي ومان سيتي، بينما تعادل أمام ساوثهامبتون، وخسر من كريستال بالاس، في مباراتين لعبهما على أرضه ووسط جماهيره في الأنفيلد.

وبالعودة إلى لغة الأرقام والإحصاءات، يعتمد كلوب بشكل أكبر على أسلوب اللعب الخاطف السريع، مع استخدام إستراتيجية "الكونتر برسينج"، أي محاولة خنق الخصم بالضغط من منتصف الملعب، وفي حالة الحصول على الكرة، تبدأ هجمة سريعة خاطفة بأقل عدد ممكن من التمريرات، من أجل الوصول إلى الشباك.

وفي حالة المقارنة بين مباراتي كريستال بالاس ومان سيتي، فإن الاستحواذ حقق رقما متباينا في الحالتين، من 64 % أمام كريستال، إلى 41 % فقط أمام السيتي، ورغم التحول الواضح في نسبة السيطرة، إلا أن النجاعة كانت أكبر، لأن طريقة لعب الليفر تتوقف على أسلوب المنافس بشكل كبير، إذا كان مبادرا للهجوم، ينجح رفاق كلوب في قلب المجريات، لكن في حالة عودته للخلف مع تضييق المساحات، تزيد المتاعب أمامهم بشدة.

ثلاثي متحرك
يلعب مان سيتي في أغلب مبارياته دون أي حسابات دفاعية، يندفع لاعبوه إلى الأمام، ويقع مانويل بليغريني -رغم كل مميزاته- في نفس الخطأ الخاص بعدم توازن فريقه خلال المواجهات الكبيرة، لذلك تزيد الفراغات في الخلف، ويصبح ضرب الدفاع أمرا سهلا ويسيرا، خصوصاً في حالة مواجهة مجموعة تمتاز بالسرعة والخفة في تناقل الكرات خلال الثلث الهجومي الأخير.

يعتمد كلوب في عمله الهجومي على اللعب الخاطف، نتيجة تواجد ثلاثي متنوع، كوتينهو، فيرمينو، وآدم لالانا، من دون اللعب بأي مهاجم صريح نتيجة الغيابات والإصابات المستمرة. ومن الصعب جداً بل المستحيل تحديد مركزية كل لاعب من الثلاثي في نصف ملعب المنافس، صحيح فيرمينو يبدأ في المركز 9، لكن من الممكن في أي وقت ملاحظة كوتينهو داخل منطقة الجزاء، مع عمل مستمر من جانب لالانا.

وحتى بعد إشراك بنتيكي في الشوط الثاني كما يفعل كلوب مؤخراً، يتحول النسق التكتيكي إلى 4-2-3-1 مع مهاجم صريح في الأمام، البلجيكي مميز في التحرك بين القنوات، ولا يكتفي مثل السابق بتسجيل الأهداف، بل تجده يتحرك باستمرار ويعود كثيراً للخلف، من أجل فتح المجال أمام القادمين من بعيد، كوتينهو وأمثاله.

زوايا صحيحة
يعتبر إيمري كان جنديا مجهولا في تكتيك يورغن كلوب، فالتركي الألماني يقوم بمهام عديدة في منطقة الوسط، من خلال عودته لمساندة لوكاس أسفل الدائرة، مع قيامه بدور الريشة هجومياً في الجهة المقابلة لتحركات جيمس ميلنر، بالإضافة إلى تكوينه ثلاثية هجومية رفقة الثنائي فيرمينو وكوتينهو بالكرة، لذلك يلعب إيمري وكأنه 3 في 1.

زوايا التمرير أمر في غاية الأهمية، فتحركات إيمري تصب بالفائدة على كل العمل التكتيكي لفريقه، من خلال قيامه بدور المستقبل للكرات من طرف لوكاس، وخط الدفاع، كذلك الربط بين مورينو وكوتينهو خلال الشق الهجومي، عن طريق همزة الوصل التي لا تتوقف أبداً عن الحركة، لذلك يخلق الرقم 23 زوايا تمرير عديدة أمام زملائه.

ويستخدمه كلوب بنجاح في التحولات من الدفاع إلى الهجوم، باستغلال الفراغات في أنصاف المسافات، ورمي الكرات خلال المساحة الكفيلة بصناعة هجمة خطيرة يتم ترجمتها إلى هدف. لكن خلال المباريات أمام الفرق الدفاعية، يحدث الخلل بوضوح!

حدث من قبل
واجه كلوب نفس الصعوبات مع دورتموند، ووصل متوسط استحواذ دورتموند بالدوري إلى قرابة الـ 60 % بينما في بطولة الشامبيونز إلى 45 % فقط، لذلك يلعب يورغن بالمرتدات القاتلة خلال دوري الأبطال، ولكن في الدوري يجب أن يبني الهجمة من الخلف ويمرر ويحاول فتح ثغرة في الدفعات، وكلوب لا يجيد هذه الأمور حتى الآن.

ربما يحتاج المدرب الألماني إلى مدافع آخر يجيد بناء الهجمة من الخلف كعصر هومليز الذهبي، كذلك تبقى الحاجة ضرورية إلى لاعب وسط مبتكر يحل الأزمات في حالة قلة الفراغات بالمنتصف، ومن الممكن أن يتغير الوضع بعودة ستوريدج هجومياً، وتحول كوتينهو إلى المنتصف، كلاعب وسط إضافي خلف صانع اللعب رقم 10.

لا تزال المهمة في بدايتها، وإذا نجح كلوب في تحسين نقاط ضعفه أمام الفرق الصغيرة، من الممكن لهذا الفريق أن يذهب بعيداً، خصوصاً أن الدوري الإنجليزي أقرب إلى المقامرة، ولا يوجد بطل حقيقي حتى هذه اللحظة. باب البطولة مفتوح أمام الجميع.

المساهمون