"ديربي" مدريد: الكراهية التي تقسم المدينة نصفين

"ديربي" مدريد: الكراهية التي تقسم المدينة نصفين

09 فبراير 2019
من سينتصر في "ديربي" العاصمة الإسبانية؟ (Getty)
+ الخط -
يخوض فريقا ريال مدريد وأتلتيكو مباراة قوية ومنتظرة ظهر السبت، في إطار منافسات الجولة الـ 23 من بطولة الدوري الإسباني. هي مباراة من أجل تحديد هوية صاحب المركز الثاني، وهي أكثر من مجرد مواجهة كرة قدم في 90 دقيقة.

ربما يستحوذ "كلاسيكو" الأرض بين ريال مدريد وبرشلونة على كل شيء في إسبانيا، وحتى على اهتمام الجماهير حول العالم. لكن ما يحصل قبل وخلال وبعد "ديربي" العاصمة الإسبانية مدريد، مُرتبط بالكثير من الأمور السياسية التاريخية وحتى العقائدية، داخل مدينة واحدة مقسومة بين الأغنياء والفقراء.

كراهية وكرة قدم
عندما كان البرتغالي جوزيه مورينيو مدرباً لفريق ريال مدريد، كان هناك الكثير من الحماسة لدى لاعبي "الملكي" وخصوصاً في مباريات الكلاسيكو مع برشلونة، وهو الأمر نفسه الذي كانت مباراة "ديربي" مدريد تشهده طوال 90 دقيقة. وفي هذا الإطار تحدث الصحافي رودريغو فايز عن إحدى المشكلات وقال: "في إحدى المرات هاجم مورينيو مساعد مدرب أتلتيكو مدريد، جيرمان بورغوس، قال له الأخير أنا لست تيتو برشلونة، أنا أدمرك الآن وسأنتشل رأسك".

ربما تفسر هذه الجملة جيداً مدى الكراهية في مباراة "ديربي" مدريد، التي يرى الجميع مثلها في "الكلاسيكو" في كل موسم، لكن ما قاله الصحافي غويل غليز أن كلاسيكو الأرض يأخذ طابعاً سياسياً، فيما "ديربي" مدريد هو صراع رياضي على كرة القدم فقط، يؤكد أن مواجهة ريال مدريد وبرشلونة ليست الأولى في إسبانيا.

في المقابل يقول سيد لوي الصحافي الإسباني الشهير، بأنه تحدث مع الأسطورة ألفريدو دي ستيفانو في إحدى المقابلات وقال له: "عندما كنا نلعب، كان غريمنا التقليدي هو أتلتيكو مدريد لا أي فريق آخر"، وهو الأمر الذي يشير إلى أقدمية وعراقة هذه المباراة مقارنة بمواجهة الكلاسيكو.

بين حُبّ الانتصار والعشق بعد الهزيمة
منذ ولادة فريق ريال مدريد، والفريق يسير على قيم ومبادئ لعل أبرزها "الفوز والفوز ثم الفوز"، هذه العقلية التي تتجسد حتى اليوم لدى جماهير النادي "الملكي"، الذين يعرفون جيداً أن فريقهم لا يليق به إلا الفوز، أما الخسارة فهي للجار "المدريدي" الآخر في العاصمة.

في المقابل حصل فريق أتلتيكو مدريد على لقب "الـ بوباس"، وهو ما يُعرف بقلب الحظ باللغة الإسبانية، وهذا اللقب تجسد فعلياً في تاريخ "الروخيبلانكوس الكروي بسبب الهزائم المتتالية وخصوصاً في المباريات النهائية، وهي النتائج التي جعلت جماهير أتلتيكو تتمسك بالفريق أكثر بعد كل خسارة، لأنه أمسى جزءاً من تاريخ هذا النادي.

وربما الفارق بين كلاسيكو الأرض و"ديربي" مدريد، أن برشلونة وريال مدريد لا يعرفان معنى كلمة هزيمة، وعقلية الفوز هي قيمة أساسية لا يمكن تغييرها في جميع المواجهات، أما في مباريات "ديربي" العاصمة الإسبانية فهناك "الملكي" القوي، الذي يُحرم عليه جمهوره أن يخسر، ويُقابله أتلتيكو الذي كلما خسر ازداد حبّ الجمهور له، وباختصار مُلقب بـ "البوباس" أو "El Pupas".

مدينة بنصفين
عندما يواجه برشلونة ريال مدريد هناك سفر من مدينة إلى أخرى ولا يقتصر الأمر على الانتقال من ملعب إلى آخر فقط، بينما في "ديربي" مدينة مدريد الأمر مختلف تماماً، لأن عاصمة إسبانيا بكل ما تضمّه من سكان تنقسم إلى شطرين؛ واحد أبيض "ملكي" وآخر "أحمر" متحدٍّ.



يوم المباراة في مدريد يختلف عن أي مدينة أخرى، فالجماهير تجتاح الشوارع ويفصل بينها فقط جدار من عناصر الشرطة الذين يحولون دون وقوع اشتباكات ومشاكل. وتبدأ الهتافات في شوارع المدينة للفريق الذي يعشقه كل جمهور، وقبل الوصول إلى الشوارع المؤدية إلى الملعب تختلط الألوان البيضاء والحمراء، وترتفع الأعلام في السماء معلنة بداية حرب بين شعبين ينتميان لملعب واحد.

ما بعد المباراة هو شيء آخر، لا تعيشه كل المدن التي تضم فريقي كرة قدم في العالم، مهما كانت النتيجة وهوية المنتصر، فمدينة مدريد الإسبانية تنقسم أكثر وتنتهي معركة من الحرب الأبدية بين "الملكي" و"الروخيبلانكوس".

المساهمون