توخيل وكلوب.. من تفوق على الآخر في القمة الأولى؟

توخيل وكلوب.. من تفوق على الآخر في القمة الأولى؟

08 ابريل 2016
كلوب حقق المهم خلال عودته إلى بيته (getty)
+ الخط -
 

انتهت مواجهة الأصدقاء القدامى بين بروسيا دورتموند وليفربول بالتعادل الإيجابي، في انتظار إياب ناري يجمع الفريقين على ملعب الأنفيلد، خلال أقوى مباريات ربع نهائي الدوري الأوروبي لهذا العام. وبدت المواجهة متوازنة إلى حد كبير بين توخيل وكلوب، الثنائي الذي بدأ الشهرة في ماينز، ثم حصل على النضج مع دورتموند، قبل أن يتقابلا وجها لوجه في سيغنال أيدونا بارك.

الرجل العادي
قرأ يورغن كلوب فريقه السابق جيدا، وذاكرهم من قبل المباراة بطريقة محكمة، لذلك اختار تكتيك 4-5-1، معتمدا على مهاجم واحد، خلفه ثنائي متحرك في وبين الخطوط، وخلفهم ثلاثي وسط صريح في العمق وعلى الأطراف، كوتينهو ولالانا صناع لعب، رفقة لاعبي المنتصف، إيمري كان، هيندرسون، وميلنر، بينما كان الرهان في الهجوم على أوريجي وليس ستوريدج.

اختار المدرب مهاجمه أوريجي لأنه سريع وخفيف، ويجيد القطع المفاجئ من الخلف إلى قلب منطقة الجزاء، إنه نسخة مناسبة جدا لأي فريق يلعب على المرتدات، نتيجة قدرته على الانطلاق خلف الأظهرة، وأخذ مكان مناسب في القنوات الشاغرة بين المدافعين، عكس ستوريدج الذي يفضل الاحتفاظ بالكرة والوقوف بها، مع كونه محطة في صناعة الفرص والتمريرات إلى زملائه.

يسجل كوتينهو ولالانا أهدافا مميزة في الدوري، لكن أمام خصم بقيمة دورتموند، الهدف لن يأتي في ملعبه إلا عن طريق الخطف، أو بالمعنى الكروي البسيط، بواسطة "السرقة" المصرح بها، وهذا ما حدث خلال الشوط الأول، فبروسيا سيطر واستحوذ على الكرة، لكن تمريرة واحدة خلف الدفاع، وتحرك مثالي من ديفوك، جاء هدف التقدم للضيوف، من لعبة سهلة وسريعة، وبكل تأكيد قائمة على رد الفعل، الجانب المفضل لكلوب.

أفكار توخيل
أضاف توماس توخيل طرقا جديدة إلى خطط دورتموند، فلم يعد الفريق ذا توجه واحد للمرتدات، بل زادت نسبة الحيازة والسيطرة، مع اهتمام مبالغ بفكرة البناء من الخلف، وهذا ما يُحسب بشدة للمدير الفني الشاب، حيث أصبح بروسيا تحت قيادته متنوعا أكثر، ويملك حلولا هجومية مختلفة، خصوصا أمام الفرق التي تدافع بشكل متأخر، لذلك حقق انتصارات عديدة في البوندسليغا، ولا يزال حاضرا بقوة في سباق الصدارة خلف بايرن.

نستطيع تلخيص أفكار توخيل في لاعبه المميز ماتس هوملز، اللاعب الأقرب إلى دور "ليبرو" الخط الهجومي في رسم أسود فيستفالين، حيث أنه لا يكتفي بالمهام الدفاعية المعروفة، من قطع كرات، عرقلة، مراقبة، وتشتيت، بل تجده متقدما باستمرار تجاه المنتصف، ويبدأ الهجمة من الخلف، بتمريرة ماكرة تكسر الخطوط، أو كرة طولية خلف الدفاعات.

هوملز الرجل الأهم في خلطة توخيل، الذي يلعب بذكاء تكتيكي واضح، بتمريرات ومثلثات في جانب معين، لإجبار الخصم على التركيز على ناحية معينة، كل هذا لإعطاء هوملز أريحية أكبر، لكي يستلم بسهولة، يتحرك بسرعة، وينطلق بالكرة دون عائق، وبالتالي بدأت كل هجمات دورتموند عن طريق تمريرة منه، إلى مخيتاريان أو رويس، ومن ثم البحث سريعا عن أوباميانغ.

أرقام صريحة
سجل أوريجي هدف التقدم للريدز، وتعادل هوملز لبروسيا، ليذهب الفريقان إلى مباراة العودة بتعادل مفاجئ، والجدير بالاهتمام في هذه المباراة، أن الأهداف جاءت عن طريق المدربين وليس اللاعبين، لأنهم كانوا بمثابة منفذين فقط لأفكار رجال خارج الخط، فكلوب اعتمد على استغلال أخطاء منافسه وتوقعها، لذلك بدأ بلاعب يجري ويسدد فقط، بينما آمن توخيل بالمبادرة وكتابة السؤال، حتى نجح مدافعه الذي يبدأ الهجمة في المعادلة.

وبالعودة إلى لغة الأرقام التي لا تكذب في أغلب الأحيان، لمس هوملز الكرة في 122 لعبة، مقابل 35 فقط لأوريجي، مع 106 تمريرات للمدافع أمام 18 للمهاجم، لتتحول هذه الأرقام الفردية إلى طابع يشرح طبيعة المواجهة، من خلال استحواذ ألماني وصل إلى 63 %، لكن هذه السيطرة لم تقد الفريق الأصفر إلى الفوز، نتيجة وجود خلل حقيقي في عملية صناعة الهدف أو "الأسيست".

لأن الغياب الأكبر في هذه المباراة كان من نصيب لاعب الوسط جاندوجان، الرقم الصعب في تشكيلة دورتموند، لأنه يربط بسلاسة بين الخطوط، ويصبح هو همزة الوصل الرئيسية بين هوملز ولاعبي الشق الهجومي، مما جعلنا ننتظر بفارغ الصبر مباراة أكثر إثارة، بعد أسبوع من الآن.


المساهمون