(كتاب رونالدو 14)..مع بيليغريني وليون ومونديال جنوب أفريقيا

(كتاب رونالدو 14)..مع بيليغريني وليون ومونديال جنوب أفريقيا

29 يوليو 2016
رونالدو في أول موسم مع الريال (Getty)
+ الخط -


أنفق ريال مدريد في صيف 2009 ما يقرب من 254 مليون يورو في صفقات لتدعيم الفريق: راؤول ألبيول وجاراي ونيجريدو وجرانيرو وأربيلو وتشابي ألونسو إلى جانب كل من كريستيانو وبنزيمة وكاكا، وبعد الفشل في جلب أرسين فينغر وكارلو أنشيلوتي تم التعاقد مع مانويل بيليغريني بناء على الثقة في شخصيته وشغفه بتقديم كرة ممتعة كما كان يفعل مع فياريال.

كان برشلونة كالعادة هو المنافس الرئيسي تحت قيادة بيب غوارديولا وكان على كريستيانو التعايش مع الدوري الذي يقطنه من سيصبح لاحقا أكبر خصومه: ذلك الرجل الصغير الهادئ الذي كان يشير للسماء كلما احتفل بأهدافه، أو بمعنى آخر ميسي.

سجل رونالدو أربعة أهداف في أول أربع مباريات. كان البرتغالي مؤمناً بضرورة تحسين قدراته التهديفية في إسبانيا، نظراً لأنه كان يلعب لفريق سيسمح له بلمس الكرة بصورة أكبر وبالتالي يخلق فرصا أكثر.

كانت فكرة بيليغريني تتعلق في البداية بإعطاء رونالدو دور المهاجم المتحرك. رأس الحربة العصري مثل ذلك الدور الذي يلعبه الآن. على أرض الواقع هذا كان سيعطيه حرية بدء اللعبة من الجناح وكسر الملعب للداخل لهزيمة خصومه، ولكن الفريق الذي ورثه التشيلي لم يسمح بهذه الإمكانية، لذا كان مكانه على اليسار كجناح عادي.

الأقدمية
داخل غرف الملابس تقبل رونالدو مسألة الأقدمية بدون أسئلة. على الرغم من أن هذا كان آخر موسم لراؤول في الفريق، إلا أنه كان القائد الحقيقي وهو الأمر الذي احترمه كريستيانو تماما. كان ينتظر رحيل الأخير ليرث منه قميصه المفضل رقم 7.

تعرض كريستيانو لسوء الحظ بإصابة مبكرة في بداية الموسم في 30 سبتمبر/ أيلول، بعدما عانى من ركلة في كاحله أمام أوليمبيك مارسيليا ولم يأخذ الوقت الكافي للتعافي ليعاني من انتكاسة بعدها بـ11 يوماً ليغيب لمدة شهر ونصف الشهر وهي واحدة من أطول الإصابات في مسيرته.

في مواجهة فياريال خلال فبراير/ شباط 2010 كان الريال متقدماً في النتيجة بخمسة أهداف مقابل اثنين شملت هدفاً لكريستيانو. احتسب الحكم ركلة جزاء. يقول تشابي ألونسو حول هذه اللحظة "قلت له (يا كريس اتركها لي). ولكنه كان يرغب في تسديدها. كان يجب عليّ الإصرار أكثر من اللازم أن يتركها لي لأنه كان يرغب في إضافة المزيد كلما كان ممكنا، ولكن قلت لنفسي (لم أسجل طوال هذا الموسم). استاء رونالدو وقال له (اتركني وحيدا) قبل أن يأخذ تشابي ألونسو الكرة".

كان هذا هو هدف ريال مدريد السادس ولكن كريستيانو لم يحتفل بهذا الهدف. يضيف ألونسو "شعر بالاستياء لأنه دائما كان يرغب في المزيد. في النهاية سجلت ولكنه أنهى الموسم بـ33 هدفا".

على الرغم من بداية الموسم الواعدة إلا أنه لم يتمكن من الوصول للمعايير التي كان يضعها لنفسها وهو الأمر الذي سبب له نوعا مدمرا من القلق. هذه كانت الطريقة المثالية لخصومه لاشتمام ضعفه. أسهل الأمور كانت استفزازه بكل بساطة. جاءت بطاقة كريستيانو الحمراء الأولى مع الريال في مواجهة ألميريا. كانت بعد إنذارين: الأول عقب تسجيل هدف والثاني عقب ركل المنافس.

ليون
لم يتمكن كريستيانو من إخفاء إحباطه عقب الإقصاء من دور الـ16 على يد ليون حيث قال عقب الخروج "الإقصاء مؤلم. ذهبت بعيدا في دوري الأبطال خلال السنوات الماضية. الخروج من ثمن النهائي مؤلم".

كتب جيرزي دوديك حارس الريال السابق في سيرته الذاتية أنه أثناء المران المفتوح للفريق في اليوم التالي للهزيمة كان بعض اللاعبين قد دعوا عائلتهم وأصدقاءهم. كان من دعاه دوديك هو الملاكم البولندي الألماني داريوز ميكالشفسكي. كان كريستيانو لا يزال غاضبا من الخروج وتجاهل الأطفال الذين كانوا في انتظاره عقب المران وظل يقول "لا صور. لا صور".

يقول دوديك إن صديقه الملاكم قال في تلك اللحظة "أعتقد أنه يجب أن أوجه له لكمة قوية"، ولكن الحارس يشير إلى أنه كان يتفهم غضبه لذا توجه إليه ليتحدث معه بدبلوماسية ولكن الأخير قال له "أنا لست هنا من أجل الصور الملعونة. أنا هنا من أجل الفوز بالمباريات. ليون هزمنا. اتركني. أنا في قمة الاستياء".

رحيل التشيلي
ظل فريق ريال مدريد تنافسيا في الليغا على الرغم من الخسارة بهدف في ملعب كامب نو جاء عبر زلاتان إبراهيموفيتش. كان الريال تحت قيادة بيليغريني متفوقاً على برشلونة بأربع نقاط، ولكنه أنهى الموسم خلف البرسا بثلاث نقاط. كان هذا موسما "تاريخيا" بالنسبة للريال لأنه لم يسبق للفريق أبدا الفوز بـ96 نقطة في 38 مباراة. كان بيليغريني يؤمن بأنه لولا إصابة كريستيانو لما تمكن غوارديولا من الفوز بلقب الليغا الثاني له.

جاء الصيف بتغييرات. بيليغريني رجل كرة القدم كان مدعوما من خورخي فالدانو، ولكنه لم يقنع فلورنتينو بيريز. شعر التشيلي بأنه كان غريبا. لم يكن في داره بينما كانت رغبة الرئيس وساعده الأيمن خوسيه أنخل سانشيز هي مواصلة الاستراتيجية الشاملة لجلب مدرب لا شكوك حول هيبته: البرتغالي جوزيه مورينيو الذي أخرج برشلونة من نصف نهائي دوري الأبطال. في الليلة التي سبقت نهائي الـ"تشامبوينز" بين إنتر ميلانو وبايرن ميونخ كان فلورنتينو قد أتم الصفقة بالفعل.

جنوب أفريقيا
كان مونديال 2010 هو ثاني بطولة كأس عالم للنجم البرتغالي صاحب الـ25 عاما حينها. كارلوس كيروش كان يصر على مشاركة كريستيانو كرأس حربة صريح وهو المركز الذي لم يكن يروق له. سجل كريستيانو أمام كوريا الشمالية فقط في المجموعات.

تأهلت البرتغال لثمن النهائي حيث واجهت إسبانيا التي سيطرت على مجريات اللقاء. لم يظهر رونالدو تماما وبعد المباراة حينما سأله أحد الصحافيين عن السبب أجاب "فلتسأل كيروش". بعدها تعرض الأخير للإقالة ولم يتحدث مع رونالدو منذ ذلك الحين.

قال كيروش بعدها "لا يدين أي منا للآخر بشيء. إذا ما كان كريستيانو يظن أن بإمكانه التصرف بهذه الطريقة فأنا أحترم الأمر وإن كنت لا أتوقعه. لا أظن أن هذا تصرف مناسب من قائد المنتخب".

تفضل الصحافة البرتغالية احترام رونالدو عن الحديث على تأثير في المنتخب. إنه شخص لا يمكن المساس به بالنسبة للكثيرين. يقول اختصاصي العلوم الاجتماعية البرتغالي جواو نونو "انتقاد رونالدو يتطلب شخصاً يمتلك جلداً سميكاً"، بمعنى آخر يجب أن يكون شجاعا وصلدا.

يرى الخبير أن هناك اعتقاداً سائداً بأن انتقاد رونالدو يعادل إزالة واحدة من الصور الإيجابية القليلة الموجودة في بلد يعانى من صعوبات اقتصادية وأزمة في الهوية. ينظر له الكثيرون على أساس أنه المنقذ.

هذا لا يعني بالطبع أنه لا توجد استثناءات حيث يضيف مدافع بورتو وديبورتيفو السابق جورجي أندرادي "البعض يلجأ للسخرية من عائلة رونالدو ولكن لا أظن أن هذا شعور سائد. أعتقد أن 80% من الأمة تقدره. البعض يفضل أنواع لاعبين مثل فيغو وباولو فوتري وروي كوستا، ولكن نحن نفخر بالفعل بشخص مثل كريستيانو. اللاعب شيء والشخص شيء آخر. سيكون هناك بالطبع أناس لا يحبون أسلوب حياته".

المساهمون