هل تعجل تهم الفساد بنهاية رئاسة الملغاشي أحمد للكاف؟

هل تعجل تهم الفساد بنهاية رئاسة الملغاشي أحمد أحمد للكاف؟

07 يونيو 2019
عصفت الأزمات بالكاف منذ تولي أحمد أحمد (Getty)
+ الخط -
لم يكد يمر سوى 27 شهراً بالتمام والكمال على توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وقبل انتهاء دورته الأولى، حتى أصبح الملغاشي أحمد أحمد أول رئيس في تاريخ "الكاف" يتم القبض عليه، للتحقيق معه في اتهامات منسوبة له رغم "حصانته"، واستجوابه في فرنسا في مفاجأة من العيار الثقيل.

وتأتي واقعة التحقيق كأنها انتقام من لوبي "غرب أفريقيا" التابع للكاميروني عيسي حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم السابق، بالتعاون مع المصري عمرو فهمي سكرتير عام الكاف المُقال من منصبه، لكتابة نهاية حزينة لمسيرة أحمد أحمد في عالم كرة القدم.

وبعد مرور 27 شهراً في رئاسة الاتحاد الأفريقي، باتت ولاية أحمد أحمد الأكثر جدلاً في تاريخ القارة السمراء، من كثرة الفضائح والمشكلات والأزمات التي عاصرت هذا الرجل، تتصدرها على الإطلاق أزمة إلقاء القبض على النائب الأول لأحمد أحمد وهو كويسي نيانتاكاي رئيس الاتحاد الغاني ونائب رئيس الاتحاد الأفريقي في يونيو/حزيران بالعام الماضي في قضية فساد كبرى وتلاعب في المباريات، بأوامر من رئيس غانا، ما جعل الكرة الأفريقية تهتز، وبخاصة بعد تورط حكام دوليين في القضية التي أثارت جدلاً واسعاً حول اختيارات أحمد أحمد لرجاله.


كما أجرى أحمد أحمد، أكبر عملية تغيير في تاريخ بطولات الأندية الأفريقية، أبرزها تعديل نظام دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، لتقام مرتين في عام واحد على خلفية موسم 2018-2019، بسبب رغبته في تطبيق النظام الأوروبي، وانطلاقها في أغسطس/آب، وانتهائها في مايو/أيار من كل عام، وكذلك تعديل نظام كأس الأمم الأفريقية لتقام في شهر يونيو/حزيران ويوليو/تموز، بدلاً من يناير/كانون الثاني في السنوات الفردية، ثم زيادة عدد الفرق المشاركة فيها إلى 24 فريقاً بزيادة 8 منتخبات دفعة واحدة وهو رقم كبير غير مسبوق في محاولة لكسب ود الاتحادات الأهلية على أمل اختياره مجددا رئيسا "للكاف".


ودخل الملغاشي أحمد أحمد في صدام كبير مع دول الغرب الأفريقي، بسبب سحب تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية من الكاميرون في 2019، واستبداله باستضافتها نسخة 2021، ثم منح كوت ديفوار بطولة 2023، رغم معارضتها الأمر وطلبها التنظيم في 2021.

ولم تتوقف أزمات أحمد أحمد عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل خلافات مع مسؤولين في "الكاف "أبرزهم مسؤول ليبيري، الذي وصل إلى حد اتهام رئيس الاتحاد الأفريقي بارتكاب مخالفات مالية ومجاملة اتحادات بعينها، حتى جاءت الطامة الكبرى بإقالته لعمرو فهمي سكرتير "الكاف" من منصبه ورد الأخير بتسريبات صحافية تفيد تقديمه بلاغات يتهم فيها الرئيس بارتكاب مخالفات مالية في عقود خاصة مع شركات فرنسية، بالإضافة إلى التحرش الجنسي بأربع سيدات عاملات في المؤسسة الكروية، واللجوء إلى السلطات الفرنسية وإلى جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في وقت سابق.

وتسبب قرار "الكاف" بإعادة مباراة الترجي الرياضي التونسي والوداد البيضاوي المغربي في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، بخطف الأنظار في الساعات الأخيرة حيث صدر قرار من جانب لجنة الطوارئ، وأمرت بلعب إياب نهائي المسابقة القارية في بلد محايد بعد انتهاء منافسات كأس الأمم الأفريقية، في قرار لأول مرة في تاريخ القارة السمراء، بالإضافة لإلغاء تتويج الترجي بطلاً للمسابقة ومطالبته بإعادة الميداليات والكأس، وكذلك التوجه لإيقاف رئيس نادي الترجي عامين، على خلفية اتهامات أحمد أحمد له بتهديده في أرض الملعب الأولمبي في رادس، على هامش المباراة النهائية بين الفريقين.

المساهمون