نهائي "السوبر" الأوروبي: لامبارد وكلوب والتفاصيل

نهائي "السوبر" الأوروبي: لامبارد وكلوب والتفاصيل

14 اغسطس 2019
المواجهة الأولى بين الفريقين في الموسم الجديد (بول إليس/Getty)
+ الخط -
يلتقي تشيلسي وليفربول في مواجهة تاريخية أوروبية في مباراة "السوبر" الأوروبي، حيثُ لم يسبق أن التقى فريقان إنكليزيان في هذه المباراة. الأول تأهل للمباراة بعد تتويجه بلقب بطولة "الدوري الأوروبي"، والثاني إثر تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا بعد أن تفوق على منافسه الإنكليزي توتنهام. 

وسيُحاول ليفربول التتويج باللقب الأوروبي للمرة الرابعة في تاريخه، بينما يبحث تشيلسي عن لقبه الثاني في "السوبر" الأوروبي بعد أن حصد اللقب الأول في عام 1998، كما خسر آخر مواجهتين خاضهما في السنوات الماضية. 

وبالنسبة للكرة الإنكليزية، فإن اللقب سيكون في جعبتها للمرة الثامنة مقابل 15 لقباً للكرة الإسبانية وتسعة ألقاب للكرة الإيطالية، ولم يسبق لأي فريق إنكليزي أن حقق اللقب منذ رفع ليفربول الكأس في عام 2005، بينما خسر تشيلسي المباراتين النهائيتين عامي 2012 و2013.

المسيرة في البطولة
حقق فريق ليفربول ثلاثة انتصارات مقابل خسارتين في "السوبر" الأوروبي، حيثُ تفوق على فريق هامبورغ الألماني في عام 1977، وخسر أمام أندرخلت البلجيكي عام 1978، ثم خسر أمام يوفنتوس الإيطالي في عام 1984، وتفوق في آخر مرتين على بايرن ميونخ الألماني عام 2001 وسيسكا موسكو الروسي في عام 2005.

وإذا تُوج فريق ليفربول باللقب الأوروبي فإنه سيُعادل ريال مدريد بأربعة ألقاب، أقل من برشلونة الإسباني وميلان الإيطالي اللذين حققا خمسة ألقاب تاريخياً. 

أما فريق تشيلسي فيخوض مواجهة "السوبر" الأوروبي للمرة الرابعة في تاريخه، حيثُ تفوق في مباراة وخسر مباراتين. حقق لقبه الوحيد في عام 1998 عندما تفوق على فريق ريال مدريد الإسباني بهدف نظيف، وخسر في عام 2012 أمام أتلتيكو مدريد الإسباني (4 – 1)، وفي عام 2013 فقد فرصة التتويج باللقب عندما تعادل مع بايرن ميونخ الألماني (2 – 2) وخسر بركلات الترجيح (5 – 4).

وفي حال تتويج "البلوز" بلقب "السوبر" في إسطنبول، سيكون الفريق العاشر الذي يُتوج بلقبين في البطولة الأوروبية.

انطلاقة الموسم الجديد
سجل فريق ليفربول انطلاقة قوية في بداية منافسات "البريميرليغ" موسم 2019-2020، وذلك إثر تفوقه على فريق نورويتش سيتي بنتيجة عريضة (4 – 1) على ملعبه "أنفيلد". ويبدو أن فريق ليفربول جاهز للمنافسة على لقب "السوبر" الأوروبي بسبب امتلاكه كل العناصر الفنية والمدرب يورغن كلوب المُحنك تكتيكياً والذي كان السبب وراء إعادة فريق "الريدز" إلى القمة من جديد وتتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا.

حتى أن الاستقرار الفني لدى فريق ليفربول يجعله المرشح الأول للظفر باللقب الأوروبي في مواجهة فريق تشيلسي الذي يقوده مدربه الجديد فرانك لامبارد، الذي ما زال يكتشف فريقه الجديد ولم يستقر على تشكيلة أساسية قادرة على تقديم الأفضل على أرض الملعب.

بالنسبة لتشيلسي، انطلاقة "البريميرليغ" كانت كارثية بالخسارة بأربعة أهداف نظيفة أمام فريق مانشستر يونايتد في ملعب "أولد ترافورد". تشيلسي لم يظهر بأداء سيئ أو متواضع بل قدم عرضاً طيباً، لكنه واجه سوء حظ كبيراً من خلال ترجمة الفرص التي سنحت له في 90 دقيقة.

تعرض المدرب فرانك لامبارد لخسارته الأولى في منافسات "البريميرليغ"، وسيكون الاختبار الثاني لصاحب الأرقام التاريخية مع "البلوز" في الموسم الجديد، والخسارة أمام ليفربول ستُعقد الأمور للمدرب الذي يسعى لتقديم كل شيء بغية تحقيق النتائج الإيجابية وإرضاء الجماهير "الزرقاء" المتعطشة للمنافسة على الألقاب والعودة إلى بطولة دوري أبطال أوروبا.

نظرة تكتيكية
يُعتبر فريق ليفربول من أكثر الأندية الإنكليزية المنضبطة تكتيكياً على أرض الملعب، خصوصاً من خلال طريقة الضغط بجميع الخطوط وعدم ترك الفراغات أمام المنافس. تُقابل ذلك مشكلة واضحة ظهرت في المباراة الأولى لفريق تشيلسي في مواجهة مانشستر يونايتد، وهي ترك المساحات الكبيرة خصوصاً في منتصف الملعب.

وهو الأمر الذي يمنح أفضلية كبيرة لفريق "الريدز"، وذلك بسبب تحوله السريع من الدفاع إلى الهجوم والمرتدات القاتلة التي يصنعها عبر الثلاثي السريع، محمد صلاح، روبيرتو فيرمينيو وساديو ماني العائد من الإصابة والذي سيكون حاضراً في مواجهة "السوبر" الأوروبي بشكل مؤكد.

وستحسم المباراة التفاصيل الصغيرة بشكل مؤكد، خصوصاً في خط المقدمة ووسط الملعب، لأن ترك الفراغات أمام فريق بحجم ليفربول سيعني كارثة تكتيكية لفريق تشيلسي ومدربه فرانك لامبارد، وهو ما حصل أمام فريق مانشستر يونايتد بتلقيه أربعة أهداف نظيفة، دون النجاح في تسجيل هدف رغم الفرص الذهبية التي حصل عليها طوال 90 دقيقة.



لكن المشكلة الوحيدة لفريق ليفربول والتي ظهرت بشكل واضح في أول مباراة ضد فريق نورويتش سيتي، كانت في خط الدفاع، وخصوصاً قلبي الدفاع، اللذين ظهرا بأداء سلبي ومتواضع وظهرت الفراغات بين الخطوط وخلفهما بشكل واضح. حتى أن فريق نورويتش سيتي كان قريباً من هز الشباك في أكثر من مرة بسبب الكرات البينية خلف المدافعين، مع الإشارة إلى أن فريق ليفربول لم يعان في الموسم الماضي من هذه المشاكل الدفاعية الواضحة.

فهل ينجح كلوب في تحسين هذه الأمور التكتيكية في خط الدفاع بسرعة وعدم السقوط بالأخطاء نفسها أمام تشيلسي، والتي قد تكون مُكلفة وتعني خسارة لقب "السوبر"؟ يبقى الأمر رهن تعامل المدرب الألماني يورغن كلوب مع تفاصيل المواجهة الأوروبية من الألف إلى الياء.

المساهمون