تغييرات توخيل.. نقطة التحول التي انتزعت الصدارة من الريال

تغييرات توخيل.. نقطة التحول التي انتزعت الصدارة من الريال

08 ديسمبر 2016
دورتموند وأسلوب توخيل في مدريد (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -
نجح الألمان في العودة من بعيد في البرنابيو، وحققوا تعادلاً بطعم الفوز أمام الملكي، بعد التأخر بهدفين في بداية الشوط الثاني، ليحصل فريق المدرب توخيل على المركز الأول بالمجموعة، ويترك الوصافة لمتصدر الليغا الإسبانية، خلال مباراة استحقت بجدارة أن تكون قمة الدور الأول ومسك الختام لمرحلة المجموعات.


مشاكل دورتموند
عانى دورتموند كثيرا هذا الموسم على الرغم من صفقاته الجديدة، وفشل الفريق في التعامل مع الفرق التي تضغط بشكل متقدم، لذلك خسر أمام لايبزيغ وقدم مباريات سيئة في بعض مباريات البوندسليغا. وتؤكد لغة الأرقام أن فريق توخيل يسدد ويمرر بصورة قليلة عندما يتم خنق وسطه في نصف ملعبه، ولا يُسمح له بالخروج السلس بالكرة من الخلف إلى الأمام.

تكتيكيا، يتم خنق بروسيا عندما يزيد الضغط على فيغيل ارتكاز الفريق، في السابق كان هناك مات هوميلز يخرج بالكرة عند الحاجة، أو يتحرك غوندوغان على الدائرة لفتح زوايا تمرير أكبر. لكن مع بيع الثنائي لم تقدم الأسماء الجديدة الإضافة المرجوة في هذا الشق. وحتى بعد الاستخدام الذكي الذي قام به توخيل، عندما وضع الظهير غيريرو في المنتصف كارتكاز وهمي، تسببت إصابة البرتغالي بمزيد من المتاعب لفريقه.

ولا تقتصر المشاكل عند هذا الجانب، بل قلّت الفعالية الهجومية للفريق ككل بسبب ضعف التمركز عند فقدان الكرة، نتيجة عدم وجود لاعب وسط إضافي يقدم الزيادة العددية أثناء التحولات من الهجوم إلى الدفاع، وارتفاع نسبة اللاعبين أصحاب النزعة الهجومية بالمنتصف، لذلك وقع توخيل في المحظور خلال أكثر من مواجهة، آخرها بالتأكيد أمام الريال في الأبطال.

مبادرة مدريد
بدأ الريال مهاجما منذ البداية، ولعب حامل اللقب بخطة قريبة من 4-1-3-2، بوجود كاسميرو كلاعب ارتكاز دفاعي وحيد، أمامه الثلاثي فاسكيز، مودريتش، وخاميس رودريغز، مع الثنائي رونالدو وبنزيما في قلب الهجوم. وأعطت هذه التوليفة ربطاً رائعاً بين المهاجمين ولاعبي الوسط في الثلث الأخير من الملعب، في المنطقة رقم 14، ما بين دفاع دورتموند وارتكازه.

استغل أصحاب الأرض المساحات الكبيرة بين أجنحة دورتموند وأظهرته، شورله لا يعود كثيرا للدفاع، بينما بوليستش انشغل بمساندة لاعبي الوسط، مما جعل أظهرة الريال يحصلون على أريحية كبيرة في الهجوم أسفل الأطراف. ومع تواجد أكثر من لاعب مدريدي حول فيغيل، أصبح الطريق إلى مرمى فايدنفيلر متاحا وبقوة.

وصل الملكي في أكثر من محاولة خلال الشوط الأول، وأظهرت كرة الهدف الأول القصور الواضح في دفاعات الضيوف، بسبب فصل الظهير شميلزر تماما عن بقية زملائه، ومع تمريرات قصيرة سريعة، حصل كارفخال على حيز للتحرك ومن ثم التمرير إلى بنزيمة، الفرنسي العائد بقوة للتسجيل بعد غياب.

عودة مستحقة
استمر اللعب على وتيرته في بدايات الشوط الثاني، يدخل رونالدو إلى منطقة الجزاء، يسحب أكثر من مدافع ويفتح الطريق أمام كريم، ومع تحركات مودريتش في، وبين، الخطوط إلى الأمام، تحول رودريغز إلى اليسار كجناح صريح على الخط، مستفيدا من الفراغات الواضحة أمام أطراف دورتموند. هدف آخر لبنزيما يقابله هدف تقليص الفارق من أوباميانغ.

تغيرت المباراة تماما في آخر نصف ساعة مع تغييرات المدربين، ماركو رويس وإيمري مور مكان شورله وبوليسيتش، بينما اختار المدرب زيدان العودة إلى الخلف قليلا، وأخرج مودريتش ليحل بدلا منه كروس، بينما كان عليه الإبقاء على هذا الثنائي، في سبيل السيطرة أكثر على المنتصف مع إخراج خاميس كمثال. وحتى نزول موراتا لم يكن صائبا بعض الشيء، خصوصا أن بروسيا لجأ للهجوم ولم يدافع، بالتالي ربما كان بنزيمة أجدر باستغلال تقدم مدافعيه كما حدث في الهدفين.

لعب دورتموند في النهاية على الفراغات المتاحة في وسط الريال، عن طريق لاعب بارع في هذه الخانة، إنه ماركو رويس الذي ينطلق دائما من الطرف إلى العمق من دون توقع، بالإضافة إلى التركي المهاري مور على الخط تماما، مع وجود ممرر مثالي في المنتصف، فيغيل صمام أمان عند الحاجة. يعرف متى يمرر وأين يتمركز من دون الكرة، لذلك أراح زملاءه كثيرا وتركهم للهجوم فقط، خصوصاً بعد عودة الريال إلى مناطقه واكتفائه بالمرتدة.

ميزان واحد
استحق بروسيا في النهاية صدارة هذه المجموعة، الأمر لا يتعلق بهذه المباراة المتأرجحة كمستوى ونتيجة، لكن بسبب تفوقه في المباريات السابقة مقارنة بالأداء المتذبذب للريال أمام فرق لشبونة وليغيا وارسو. وبالتالي جاء هذا السيناريو موفقا، مع تقارب المستويات بين جميع الفرق المتأهلة إلى الدور ثمن النهائي.

ابتعد الريال عن طريق فِرَق بقيمة بايرن ومان سيتي، لكنه اصطدم في المقابل بيوفنتوس وآرسنال. كما لن يواجه دورتموند برشلونة في الخطوة المقبلة، لكنه قد يتقابل مع باريس سان جيرمان أو كتيبة بيب غوارديولا، وبالتالي فإن كل المواجهات الصعبة أو السهلة ممكنة بقوة بالنسبة لكافة المنافسين على اللقب، في انتظار بطولة نارية في النهايات.



المساهمون